انتقادات توقيت تصعيد “المعلمين” في ظرف حساس
حصاد نيوز – لم تكن نقابة المعلمين موفقة باختيارها الوقت الذي لوحت به باضراب جديد في حال لم يقم وزير التربية والتعليم الدكتور محمد ذنيبات بالوفاء بوعوده، فاختارت النقابة الوقت الاصعب والادق خلال امتحانات الثانوية العامة “التوجيهي” وتعلم النقابة جيدا مدى حساسية فترة “التوجيهي” ليس فقط على الطلبة وانما على المجتمع ككل.
يرى مراقبون ان استخدام الاسلوب الاستثماري من قبل نقابة المعلمين بالضغط على وزارة التربية بتنفيذ مطالبهم في ظل حساسية الاوضاع الداخلية وتحديدا “التوجيهي”، خلق وسيخلق رفضا شعبيا للسيناريو الذي تتبعه النقابة في الفترة الراهنة.
لم تع نقابة المعلمين ان الفيديو الذي نشر قبل ايام على مواقع التواصل الاجتماعي والذي اظهر مدير مدرسة في مدينة الرصيفة وهو يضرب مجموعة من طلبة الصفوف الابتدائية الذين لم تتجاوز اعمارهم العشر سنوات، بان مطالب النقابة اختلفت بحماية الطالب بدلا من حماية المعلم، وبالرغم من دراية النقابة بمدى تأثير هذا الفيديو شعبيا الا انها لم تكترث له ولوحت باضراب جديد.
لا يستطيع احد ان يقول ان مطالب النقابة غير منصفة بل على العكس وحسب مراقبين فان الوزير لم يكن مُحقا بعدم تلبيته مطالب المعلمين التي وعد بها اثناء اضراب النقابة الاخير بانه سيقوم بتفيذها خلال فترة ثلاث اشهر وان لا تزيد على هذه الفترة.ولكن وبالرغم من الحالة التي تتحدث عنها النقابة الا ان حساسية التوقيت الذي اختارته وخاصة بوجود حالة القلق والارتباك السياسي والشعبي فيما يتعلق بقضية اسر الملازم معاذ الكساسبة على ايدي الداعشيين والتي ما زالت ملامح اسره ومصيره مجهولة حتى الان فانها خلقت صورة مشوشة لدى المواطن الاردني حول المطالب الحقيقية للنقابة والغاية التي تسعى اليها.
من جانبه اكد نقيب المعلمين الدكتور حسام المشة ان رأي النقابة في الاضراب يعد اخر ما يمكن ان تصل له النقابة ولم تصل له في الاضراب الاخير الا بعد ثمانية اشهر من الحوار، مشيرا الى ان الاضراب امر لا تود النقابة الوصول اليه الا انها وفي المقابل تملك تفاهمات كانت بالاصل لوقوف الاضراب الاخير ووجود ضمانات حتى تعلق الاضراب.
اشار المشة الى وجود كتاب من قبل وزير التربية يتعهد من خلاله بتحقيق مطالب المعلمين الخمسة ضمن سقف لا يتجاوز الثلاثة اشهر، اضافة الى كتاب اخر من النواب فيما يتعلق بعلاوة التعليم، مطالبا وزير التربية والتعليم بالوفاء في هذه المطالب التي لا تحتاج الى وقت او جهد وانما هي امور يسيرة جدا، حسبه.
وفيما يتعلق بمسألة التوقيت التي اختارته النقابة للتلويح بالاضراب اشار المشة الى ان النقابة لم تحدد موعدا للاضراب وانما طلبت من وزارة التربية والتعليم ان لا تحوجها للعودة الى المربع الاول، بمعنى ان تلبية المطالب تغني عن اي اجراء ستتخذه النقابة.
الاستجابة يجب ان تكون من قبل وزارة التربية والتعليم حسب المشة وهذا عهد من قبل وزير التربية واقل ما يكون ان يفي بموعد معين، مؤكدا بان النقابة كانت بغاية المرونة تجاه مطالبها.
وشدد المشة على ان وزير التربية والتعليم معني تماما بالوفاء بهذه المطالب وذلك ضمن كتابه الرسمي الموجود في النقابة، الذي اكد من خلاله انه وبسقف اعلاه ثلاثة اشهر سيتم تلبية المطالب، مشيرا الى ان النقابة لا تمانع ان تصبر فترة اخرى ولكن القضية يجب ان تتم حفاظا على حق المعلم والوطن والطالب والمجتمع ككل.
وتمثلت مطالب نقابة المعلمين بـ”تعديل نظام الخدمة المدنية، وتحسين خدمات التأمين الصحي، وإحالة صندوق الضمان لهيئة مكافحة الفساد، وإصدار تشريعات رادعة حول الاعتداء على المعلم، وإقرار علاوة الطبشورة، ونظام المؤسسات التعليمية الخاصة”.
وتم الاتفاق على تلبية مطالب المعلمين الخمسة في حين اتفق على ارجاء علاوة الطبشورة ” العلاوة المالية” الى عام 2016 ، ونصت الاتفاقية الموقعة بين النقابة والوزارة على ان يتبنى مجلس النواب من خلال لجنة التربية والتعليم والنائب خليل عطية العمل على ادراج علاوة التعليم في موازنة الحكومة بدءا من عام 2016 .