“آراب أيدول”: الفائز السوري بعلم سعودي … والقرضاوي في مواجهة مصر “المنتقمة”
حصاد نيوز–هي الحرب بكل الأحوال.. تحرم نجم «آراب أيدول» السوري حازم شريف من حمل علم بلاده بعد إعلان فوزه باللقب الذي يكلف المواطن العربي عشرات الملايين من الدولارات.
كان المشهد مؤلما للغاية بصراحة .. النجم الفلسطيني هيثم خلايلي حمل علم فلسطين وكذلك السعودي حمل علم بلده، وإحتار الشاب أي علم يحمل فسوريا اليوم فيها ثلاثة أعلام واحد للنظام والثاني للثورة والثالث لداعش .
لا رايات للقتلة، سواء أكانوا في النظام أو في المعارضة .. نعرف ذلك .
لكن الفتى الساحر المتميز بالقدود الحلبية إبن حلب، التي محيت عن الخريطة تقريبا إختصر لنا بلحظة إرتباك القصة من أولها.
الغريب أن احدا من المتابعين لم يجهز نفسه لمثل هذه اللحظة المؤلمة، ووسط حيرة الرايات التي إقتحمت المكان، وفي لقطة غاية في الغرابة ظهرت على الشاشة يد الإماراتية أحلام في الحلقة الأخيرة وهي تضع في يد النجم حازم شريف العلم السعودي .
من زاويتي حازم يستحق اللقب بجدارة، لكني أشفق مسبقا على هذا الفتى الفنان.. لمن وأين سيغني وكيف سيقاوم محاولات إختطاف النظام البشع له، وماذا سيقول في وجه قاطعي الرؤوس؟
ياسر.. في بيروت
سيرة وإنفتحت على هوامش برنامج «آراب أيدول»: لو كنت مكان نجل الرئيس الفلسطيني ياسر محمود عباس لما فعلتها في الظهور في برنامج منوعات غنائي على فضائية «أم بي سي» فيما والدي يعلن الحداد لثلاثة أيام في الوطن على إستشهاد الوزير زياد أبو عين..
أحلام المتحيزة
على سيرة الأغاني تثير زوجتي كمتلقية مدمنة لبرنامج مسابقات «آراب أيدول» التساؤلات حول «تحيز» المطربة الإماراتية أحلام للمشارك السعودي على أساس قناعتها بأن الفائز ينبغي أن يكون خليجيا في هذه المرحلة .
الشاب السعودي ماجد تفوق في الأداء بدرجة كبيرة ويستحق الجلوس في الصدارة بكل الأحوال والمنافسة الثلاثية مع الفلسطيني هيثم والسوري حازم تبدو ممتعة.
لكن شخصيا لا أشعر بأن أحلام متحيزة فتأييدها الشخصي الواضح للنجم ماجد من حقها ومن الطبيعي أن تنحاز للخليج العربي وتصوت على أساس وطني … أغلبنا أحلام في هذا الأمر.. أليس كذلك؟
إحتفال ضد القرضاوي
محطة «القاهرة والناس» إمتنعت عن متابعة عدوى «آراب أيدول»، وإحتفلت بمذكرة الإنتربول الصادرة بحق نخبة من علماء جماعة الإخوان المسلمين، وعلى رأسهم الشيخ يوسف القرضاوي بشكل «بائس» إلى حد الجنون .
لا يمكن بناء دولة حديثة أو حل مشكلات دولة تاريخية مثل مصر بروح الإنتقام وتصفية الحسابات، ودولة القانون والمؤسسات لا تتصرف على هذا النحو فتستغل إحترام المؤسسات الدولية للقانون وتسمح لفضائياتها بالإحتفال بمطاردة عالم عجوز كان له رأي وموقف وعمره يقترب من المئة .
الإنتقام يولد الإحتقان والشعوب لا تبنى ولا تؤسس وهي محتقنة بل تخطط للإنتقام بالضرورة…
ليس دفاعا في كل الأحوال عن الشيخ القرضاوي، فأنا لا أعرفه، وقد أختلف معه لكن الأمة ينبغي ان تحترم علماءها حتى عندما يتخذون مواقف لا تعجب الأنظمة .
مصر العظيمة التي يقول أصحابها لنا إنها هزمت «مؤامرة الإخوان» المسلمين عليها أن تتصرف كالكبار، والمذيع الذي يخرج لسانه على الشاشة في فضائية ما ليحتفل بمذكرة الإنتربول قائلا «شايف بقى يا شيخنا.. حتعمل إيه».. هذا المذيع يخرج في الواقع لسانه لمصر نفسها ولمستقبل أولاده، وأزعم بدون معرفة بأن شيخا من وزن القرضاوي وفي عمره لا يضيره السجن في الواقع ولا يقلقه بل يمنحه فرصة للتعبد.
بسام البدارين