الملك في زيارة سريعة للسيسي قبل ساعات من لقاء أوباما والسعودية تدعم «النظام الأمني» على حدودها مع الأردن

48

94515_1_1417422360

حصاد نيوز – التقدير الثنائي بين الأردن والسعودية عندما تعلق الأمر بدراسة الواقع الحدودي الإقليمي الأمني انتهى بالاتفاق على تزويد الرياض لعمان بالتمويل اللازم لمنظومة مراقبة إلكترونية وعسكرية رفيعة الطراز تضاهي المواصفة السعودية في مجالات مراقبة الحدود مع اليمن والعراق.

السعودية في الوقت نفسه تظهر ميلا كبيرا هذه الأيام لتعزيز تعاونها «الأمني» مع الجانب الأردني وتسعى فيما يبدو لإعادة إنتاج التصورات المبنية على هواجس ومخاوف سياسيين أردنيين احترفوا التشكيك عمليا بمستوى التضامن المالي والاقتصادي السعودي مع الأردنيين.

والمسألة عموما لا تقف عند حدود التحالف الأردني السعودي المنهجي منذ سنوات طويلة بقدر ما تتعلق بمجمل الترتيبات السياسية والأمنية التي تقودها السعودية أو تشارك فيها هذه الأيام تحت عنوان مكافحة الإرهاب والتصدي له.

من هنا تنبهت الرياض لبعض الاحتياجات الأمنية الأردنية خصوصا وهي تسعى «لتحصين» جوارها الحدودي مع الأردن كما أسست الرياض للمصالحة الخليجية الداخلية بعدما أظهرت دولة قطر»مرونة» كبيرة في التعاطي مع الانفعالات التي كانت تبرز ضد برامجها واتجاهاتها السياسية.

لا يوجد على صعيد العلاقات الأردنية- السعودية مؤشرات على «انقلابات» كبيرة لدعم وإسناد الأردن ماليا واقتصاديا.
لكن غرفة القرار الأردنية تلاحظ أن القرار السعودي يظهر ميلا أكبر في الآونة الأخيرة ليس للإصغاء فقط للأردنيين بل لتحديد ودعم احتياجاتهم وخصوصا الأمنية.

رئيس وزراء الأردن الدكتور عبدالله النسور كان قد قال أمام «القدس العربي» إن السعودية «خط أحمر» فعليا في العقل الاستراتيجي الأردني والعلاقات معها دوما في المستوى الاستراتيجي غير خاضعة لكل معايير التسييس.
ويعبر الناطق الرسمي باسم الحكومة وزير شؤون الاتصال الدكتور محمد المومني عن السياق واللغة نفسيهما وهو يؤكد ان العلاقات مع السعودية كانت وستبقى في أفضل أحوالها.

وهي سياسة أردنية تبدو ثابتة إعلاميا وأمنيا ومن المتوقع ان الرياض تعمل على تعزيزها حاليا وهي تقترح خلف الكواليس إعادة النقاش لمسألة من وزن وطراز «البحث مجددا في ضم الأردن لمجلس التعاون الخليجي».

لذلك تبذل عمان جهدا كبيرا للبقاء في الفلك السياسي السعودي وعدم مغادرته حتى عندما يكلفها الأمر مصالح وتحالفات مع جهات أخرى، الأمر الذي يتم الرهان عليه سياسيا في الزيارة التي لم تكن مقررة والتي قام بها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني للقاهرة والتقى خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي قبل ساعات فقط من زيارة سيقوم بها ملك الأردن لواشنطن.

السعودية دفعت خلف الكواليس لإطلاق علاقات أفضل بين حلفائها في كل من الأردن ومصر ومن المرجح ان العاهل الأردني لا يقف عند حدود مجاملة السعودية فقط عندما يحرص على التشاور مع السيسي قبل ساعات فقط من لقاء مقرر مع الرئيس باراك أوباما.

عمليا لا توجد مساحات أو قضايا كبيرة عالقة بين الأردن ومصر خارج سياق خطوات التصعيد الأردنية ضد الأخوان المسلمين تفاعلا مع إيقاع السيسي الذي يراهن عليه الجميع في إطار «شراكة محتملة» مع الأردن لتعزيز منظومة أمن دفاعية جديدة في عمق المعادلة الخليجية مما تطلب سلسلة طويلة من المصارحات والمصالحات.

هذه الشراكة المحتملة بدعم سعودي لا ينكره الأردنيون هي نقطة وصل بين عمان والقاهرة اليوم بعد فترة «برود «طويلة بين العاصمتين عنوانها تجاهل مصر للمصالح الحيوية الأردنية سواء في عملية السلام والمعادلة الفلسطينية أو في مسألة الغاز المصري المنقطع عن الأردنيين.

ولأن زيارة الملك عبدالله الثاني لواشنطن حددت مسبقا بعدة بنود أبرزها «دور الأردن في مكافحة الإرهاب» ومع الرئيس أوباما تحديدا يمكن القول ان عمان قررت إشراك السيسي بتصورها للخطوة اللاحقة سواء على صعيد مكافحة الإرهاب وأهم ملف مشترك خصوصا بعد ظهور «متشددين» مصريين حضروا من سيناء عبر العقبة إلى مدينة معان جنوبي الأردن أو على صعيد التوافق على أفضل طريقة ممكنة لدعـم الـدور الأمـني فـي مـنـظومة الخلــيج وتحقــيق مكاسـب بالـنتيجة.
بسام البدارين

قد يعجبك ايضا