منع من النشر .. لا تقربوهم!

حصاد نيوز – لا استطيع أن افهم لم هذا الانفصام في الخطاب؟!! نتكلّم عن الشباب كقوى فاعلة ، ومع ذلك لا نوفر جهدا لتعطيلهم، نتكلم على حق التعليم للجميع ونرفع برواز الشهادة بعيداً عن ايدي المعوزين وأبناء الموظفين… نتكلم عن أن الإحباط والكبت كمسبب أساسي لانضمام الشباب لمنظمات إرهابية ونزّجهم زجّاً في الإحباط والكبت والحصار النفسي..ثم نحملهم كل إخفاقات المجتمع والدولة…ماذا تريدون منهم بالضبط؟.

برغم مرور حوالي ثلاثين سنة الا أن “اليرموك” لم تزل حاضرة بأحداثها..تورقُ وجعاً مراً كلما تشابهت الظروف ، أو عادت ماكنة التهميش والاستعلاء تدير ظهرها لأنات أبناء الموظفين والفلاحين والمعثرين والفقراء..الأعراض واحدة ؛ رفع رسوم غير مبررة، احتقان ،احتجاج،استعلاء من قبل اداراة الجامعات وغضّ الطرف وتنسيق مع الحكومة على إدخال “الهراوة” بدل اللسان على الحوار..والنتيجة وصمة عار في سجل التعليم الجامعي..

للمرة الثانية نقول ..من المخجل ان تتخلى الحكومة عن دعمها للجامعات، كما انه من المخجل ان تتكلم الجامعة الحكومية بلغة الربح والخسارة..الجامعة ليست معصرة زيتون، ولا مطعم شاورما عليها ان تربح ..ربحها الحقيقي بتخريج الطلاب الأكْفاء المسلّحين بالعلم الحقيقي وليس بالعلم “الهمبلوتي”…ربحها الحقيقي بإيصال رسالتها والابقاء على سوية تعليمها بعيداً عن لغة رأس المال والوفر…

الموجوع لا يصرخ ترفاً..الاعتصام الذي اقيم امام الجامعة الأردنية اول امس ليس من باب “الاستعراض” ولا الترفيه، الطلاّب ينزفون ضيقاً فقد “ذبحتونا وذبحتوهم” فعلاً…فليقترب أي مسؤول ويسأل الطالب المعتصم كيف يدبّر مصروفه اليومي ؟ ومنذ متى لم يخلع لباسه الموحد…انظروا الى هندامهم وأحذيتهم وطريقة قدومهم الى الجامعة تعرفون انهم في جهاد حقيقي..للمرة الألف عمان ليست دير غبار وعبدون والحمر…الأردن من أول موجة بحر في العقبة الى آخر موجة قمح في الرمثا….وبين الموجتين هناك حق لأبناء المعثرين والفلاحين والمعطّلين ان يتعلموا شانهم شأن غيرهم ..

الطلاب “ثروة” حقيقية…فلا تعبثوا بحروفها..ولا تقربوهم…

احمد حسن الزعبي