حصاد نيوز–بدد قرار توقيف منظر التيار السلفي “الجهادي” عصام البرقاوي، الملقب بـ”أبو محمد المقدسي” منتصف الأسبوع الماضي، بتهمة استخدام الشبكة العنكبوتية للترويج لتنظيمات إرهابية، تحليلات سابقة، تحدثت عن وجود نوع من “الهدنة” بين “السلفية الجهادية” في الأردن والحكومة.
وبينما كان مراقبون يتحدثون عن “شهر عسل”، للتيار السلفي الجهادي في الأردن، خاصة تيار “المقدسي”، الذي يؤيد جبهة النصرة، منذ اندلاع الثورة السورية العام 2011، كانت السلطات تشدد القبضة الأمنية على تيار “أبو مصعب الزرقاوي”، الذي يؤيد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، نظرا لخطورته على الأمن الداخلي والخارجي.
وانسجم الموقف الأمني للدولة في حينه مع الفتاوى الشرعية، لقادة التيار السلفي، الذين هاجموا تنظيم “داعش” عبر بيانات مختلفة ومنهم “المقدسي” ذاته، وأبو قتادة وأيمن البلوي وإياد القنيبي، سواء أثناء اعتقالهم أو وهم خارج السجن.
ويرى الخبير في الحركات السلفية الجهادية حسن أبو هنية أن اعتقال المقدسي “كان متوقعا”، وأن العلاقة بين الجهات المعنية والتيار السلفي الجهادي، هي “علاقة مد وجزر”، ولا يوجد “شهر عسل” كما يعتقد البعض، “فالجهات المعنية تتعامل مع السلفية الجهادية كملف أمني، وأن وجوده يشكل خطرا على أمن الدولة”.
وأضاف أبو هنية أن موقف “المقدسي” من “داعش” ليس مؤشرا، على أي علاقة بين السلفية الجهادية وأجهزة الدولة، فهذا الموقف هو نفسه، الذي كان يتبناه المقدسي تجاه أبو مصعب الزرقاوي العام 2004، مؤكدا أن العلاقة بين الطرفين “تاريخيا أمنية ولا تتجاوز الإطار الأمني”.
وينهي أبو هنية حديثه قائلا إن “الاستراتيجية الأمنية للأردن، هي التعامل مع الملف السلفي الجهادي، باعتباره يشكل خطرا على الأمن الداخلي، بالرغم من أنه كان هناك أحيانا تقاطعات وتوافق بأمور مشتركة، منها ملف تنظيم “داعش” حاليا، وسابقا ملف الزرقاوي”.
بدوره، يرى الباحث في شؤون الفرق والجماعات الإسلامية أسامة شحادة أن “علاقة السلفية الجهادية بأجهزة الدولة لم يشبها أي تغيير من قبل أي من الطرفين، فهناك عدد من مؤيدي النصرة معتقلون بتهمة الترويج لتنظيمات إرهابية باستخدام الشبكة العنكبوتية”، موضحا أن البعض يستغرب التأخر في اعتقال المقدسي حتى الآن، لافتا إلى أن اعتقاله “كان متوقعا منذ ما يزيد على الشهر”.
وأضاف أن العلاقة بين التيار والدولة “ليست بالجيدة حتى يشوبها التغيير”، مبينا أن تأييد المقدسي لـ”النصرة” ليس بالجديد، بل هو قديم، وأن العلاقة بين “الجانبين ما تزال في ذات الإطار الأمني”.