حصاد نيوز– فتحت الزيارة، التي قام بها أمس للمملكة، رئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي، ولقاؤه مع جلالة الملك عبد الله الثاني وكبار المسؤولين، صفحة جديدة في علاقات البلدين، بعد أن شابها “توتر”، في الفترة الأخيرة من عمر الحكومة العراقية السابقة، التي زعمت أن الأردن “يتدخل في شؤونها الداخلية”.
ويرى سياسيون أن العلاقات الأردنية العراقية الآن تمر في “أحسن حالاتها”، وخصوصا في ظل المواقف الأردنية المعلنة من الحرب على الإرهاب.
وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال السابق الدكتور نبيل الشريف إن زيارة العبادي والوفد المرافق لعمان “تكتسب أهميتها من توقيتها، ومن الملفات المهمة التي نوقشت فيها”، فالعراق هو الآن “محط أنظار العالم بسبب الحرب الدائرة فيه وفي سورية ضد تنظيم “داعش”، والتي يساهم الأردن في دعمها من خلال التحالف الدولي”.
وتابع “كما أن الأردن معني بأمن واستقرار العراق، وقد أكد مرارا أن مستقبل هذا البلد الشقيق مرهون بتعاون جميع مكوناته وأبنائه للعمل معا، بعيدا عن سياسات التهميش والإقصاء، التي مارستها حكومة المالكي، وأدت إلى استشراء خطر الإرهاب في المنطقة”.
ولا شك أن الأردن، حسب الشريف، أكد للعبادي حرصه على دعم جهوده في المصالحة الوطنية، التي يجب أن تغادر نطاق الشعارات، إلى حيز الإجراءات والممارسات العملية، والنأي تماما عن السياسات الفاشلة السابقة.
من جهة أخرى، فمصالح البلدين متشابكة ومترابطة، في جوانب عديدة، خصوصا في مجال الطاقة، فميناء العقبة يشكل نافذة حيوية للصادرات العراقية، ويمكن أن يتوسع التعاون في هذا المجال بشكل يخدم مصالح البلدين، كما أن الأردن حريص على إيجاد حلول دائمة لمشاكله في مجال الطاقة، من خلال التعاون مع الجانب العراقي مع أخذ الاعتبارات الأمنية الراهنة بعين الاعتبار، بحسب تقدير الشريف.
من جانبه، يرى السياسي العراقي المقيم في عمان الدكتور عمر الكبيسي أن الجانبين، دشنا مرحلة جديدة في علاقاتهما التاريخية، بعد أن مرت هذه العلاقة خلال الأشهر الماضية بحالة من الفتور تارة، والتوتر تارة أخرى ( …)”.
ويؤكد الكبيسي أن الأردن سيبقى دائما السند للعراق والعراقيين، مشيرا إلى أن الأردن يقف إلى جانب بلاده، في حربها على الإرهاب الذي لا يعرف الحدود.
ويقول “ننظر نحن كعراقيين باهتمام بالغ للتصريحات التي تصدر عن الملك عبدالله الثاني، فيما يخص دعم العملية السياسية في بلادنا، وضرورة مشاركة جميع الأطياف فيها، بعيدا عن سياسة الإقصاء والتهميش”.
وكانت علاقات البلدين شهدت توترا في تموز (يوليو) الماضي على خلفية استضافة المملكة لمؤتمر للمعارضة السنية العراقية على أراضيه، ما دفع حكومة المالكي آنذاك، لاتهام الأردن بالتدخل بشؤونه الداخلية، وهذا ما نفته الأردن جملة وتفصيلا.
التوتر دفع الحكومة العراقية يومها لاستدعاء سفيرها في عمان جواد هادي عباس لبغداد للتشاور، قبل أن يعود للأردن بعد نحو شهرين.
السابق بوست
قد يعجبك ايضا