بلومبيرغ: الغاز الإسرائيلي أداة جديدة لاستمالة الأردن و مصر
حصاد نيوز–قالت خدمة ‘بلومبيرغ’ الإخبارية الاقتصادية الأمريكية إن ‘إسرائيل’ تعل حاليًا على اللجوء إلى ترويج مخزونها من الغاز الطبيعي لإصلاح علاقتها مع الدول المجاورة والصديقة القديمة والمعادية، من بينها قطاع غزة.
وأوضح تقرير لـ’بلومبيرغ’ الثلاثاء أعده مراسل الخدمة ‘كاليف بن دفيد’ أن العدوان الإسرائيلي الأخير ضد غزة أطاح بسمعة ‘إسرائيل’ على المستوى الدولي، والآن تعمل على إعادة تحسين تلك الصورة عبر استخدام الغاز الطبيعي وإمكانية ترويجه للدول المجاورة والصديقة بأسعار منافسة.
وتوقع بن دافيد أن يشهد نهاية العام الجاري توقيع اتفاقياتٍ ملزمة بمليارات الدولارات تكون أطرافها رام الله وعمَان والقاهرة، عدا عن أنقرة التي أجرت محادثات مبدئية حول الغاز الطبيعي.
ووقعت الأردن و’إسرائيل’ في عمَان مطلع الشهر الماضي على اتفاقية تفاهم مشترك تمهد الطريق لتصدير ‘الغاز الطبيعي’ من الكيان الإسرائيلي للأردن لـ15 عامًا بواقع ثلاثة مليارات متر مكعب سنويًا وبأسعارٍ تفضيلية.
ونقلت ‘بلومبيرغ’ عن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية إيمانويل نخشون أن أمام ‘إسرائيل’ فرصة اقتصادية ودبلوماسية فريدة تعتمد على سياسة الوقود والطاقة باعتبارها تلعب بقوة في قواعد اللعبة السياسية القائمة على المصالح المشتركة بما فيهم الأتراك الذين ليسوا على وفاقٍ مع ‘إسرائيل’.
وعلى الرغم من حديث ‘إسرائيل’ عن امتلاكها لمصادر الطاقة إلا أنها لا تملك الحق بالتصرف فيه باعتبارها كيان احتلال شأنها كشأن المستوطنات غير الشرعية المقامة على أراضي المواطنين الفلسطينيين وباعترافٍ دولي بعدم شرعيتها.
وأشارت بلومبيرغ إلى أن لدى ‘إسرائيل’ حقلين ضخمين للغاز الطبيعي يجثمان في قاع البحر المتوسط، ويمكن لهذين الحقلين أن يصنعا فرصًا رائعة لدى ‘إسرائيل’ من خلال بناء علاقات أو إعادة بنائها مع دولٍ مستمرةٌ بعدائها منذ إعلان قيام ‘إسرائيل’ قبل 66 سنة.
وكان الكيان الإسرائيل أعلن عن اكتشافه لحقل غاز ‘تامارا’ في العام 2009، وأعقبه بعام اكتشاف حقل ‘ليفياتان’ بطاقة إنتاجية مجتمعة تبلغ 29 تريليون قدم مكعب من الغاز.
إلا أن بعضًا من المحللين الاقتصاديين الذين التقتهم ‘بلومبيرغ’ قللوا من شأن عامل الطاقة في قدرته على إصلاح ما أفسدته السياسة الإسرائيلية في علاقتها مع جيرانها بما فيها سياستها ضد قطاع غزة.
ويقول مدير مجموعة ‘ديلفي للتحليل العالمي في ولاية ماريلاند بالولايات المتحدة ‘يفيد وورمسر’: ‘إن دولاً بالشرق الأوسط لن تُغير معتقداتها السياسية انجرارًا وراء مصالح اقتصادية’.
واستدرك ‘وورمسر’ أنه قد يكون للاقتصاد والدبلوماسية إغراءات واعتبارات توقع تركيا ومصر في شراكها لصالح ‘إسرائيل’ عبر استخدام أداة الغاز الطبيعي لتحريك السياسة لصالحها.
ويضيف: ‘عندما يكون خصمك بحاجةٍ لشيءٍ تملكه فإنه سيندفع للتحدث معك، ساعتها ستتاح لك الفرصة لفرض شروطك وأن تكون الكلمة لك’.