كولومبوس أخطر “الدواعش” قتل 250 ألف إنسان بعامين
حصاد نيوز– الخليفة “الداعشي” أبو بكر البغدادي يستحق “نوبل للسلام” إذا ما قارنوه بآخر دموي، سبقه إلى “التدعوش” بأكثر من 5 قرون، ويزعمون أنه “اكتشف” ما سموه “أميركا” فيما بعد، وهو الإيطالي من مدينة جنوى كريستوفر كولومبوس، البحار الذي موّلت إسبانيا رحلاته “مما جمعته من مصادرة أملاك المسلمين بعد طردهم من الأندلس”، بحسب ما تؤكد مصادر كثيرة.
أحدث خبر عمن وصل في 12 أكتوبر 1492 إلى “العالم الجديد” جاء الأسبوع الماضي من مدينة سياتل بولاية واشنطن، وقرأته “العربية.نت” في ما بثته الوكالات، فقد قررت بلديتها بالإجماع استبدال “يوم كولومبوس” بآخر سموه “يوم السكان الأصليين”، في إشارة إلى من وصفهم البحار الإيطالي بودودين في يومياته عن 4 رحلات قام بها في 9 سنوات إلى القارة الجديدة، مع ذلك تفنن إمعانا في “اضطهادهم باسم الدين”، وفق مصادر قديمة وحديثة وموثوقة، يمكن التأكد منها ببحث سهل في الإنترنت.
كثيرون كتبوا عن “دمويات” كولومبوس، المتهم بالتسبب قبل 500 سنة في مقتل 250 ألف إنسان من “السكان الأصليين” بعامين فقط، أي 0.05% من 500 مليون نسمة كانوا سكان العالم ذلك الوقت تقريباً، وهي نسبة لو استخرجناها من عددهم البالغ حالياً 7 مليارات و267 مليوناً، لكان المسفوك دمهم في مقتلة تمت على مراحل 3 ملايين و600 ألف من بني البشر.
“أرواحهم حيوانية لا يشملها الخلاص الإلهي”
كان كريستوفر كولومبوس “داعشياً” بامتياز، وجعل الدين ذريعة، لأنه كان يعتبر أرواح الهنود الأصليين ليست كما في الإنسان، بل حيوانية تقريباً “لا تستحق النعمة ولا يشملها الخلاص الإلهي”، لذلك كان يغض النظر عن الفتك بهم، مع أن الهدف من رحلته الأولى كان اكتشاف طريق إلى الهند من ناحية الغرب، ونشر الديانة المسيحية والتبشير بها، وهو المذكور في يومياته المحفوظة للآن.
مع ذلك، له تكريم سنوي مختلف الأسماء، وهو في كل 12 أكتوبر عطلة رسمية منذ قرروه في 1937 بالولايات المتحدة. ومع معرفة ما ارتكبه من فظائع تراجعت ولايات أميركية ومدن كثيرة عن “يوم كولومبوس” وألغته، فيما شمل التكريم كل دول القارة التي غيرت تاريخه إلى ثاني يوم اثنين من كل أكتوبر، وبعدها امتد إلى إيطاليا، والأهم إسبانيا التي أبحر منها في 3 أغسطس، ليصل في 12 أكتوبر إلى “عالم جديد” لم تطأ قدماه شبراً واحداً من أهم أراضيه، لأن بريق الذهب أعماه.
لم يتابع ليصل إلى ما هو اليوم كندا والولايات المتحدة والمكسيك، ولا إلى دول أميركا الوسطى الحالية وكل الجنوبية ليستكشف أكثر، بل تجول فقط في جزر الباهاما والأنتيل المعروفة مواقعها المائية اليوم ببحر الكاريبي، لذلك لم يطلقوا اسمه على القارة الجديدة، بل “أميركا” المستمد من اسم بحار وصل إليها فعلاً ومشى بقدميه على أراضيها، وهو الإيطالي أميريكو فسبوتشي، مع أن آخرين سبقوه إلى هذا المجد الأصيل.
“ومن كان يرفض كانوا يقطعون رأسه، أو أذنيه”
قام كولومبوس ورجاله بفظائع “داعشية” الطراز لا ترحم في جزر الكاريبي “منها تقديم بعض سكانها طعاماً لآلاف الكلاب التي استخدموها”، وقام بتسخيرهم بما لا يطاق، وتصفية عشرات الآلاف منهم لمجرد تعرضهم للرشح أو مرض بسيط”، وهذه معلومات صحيحة وأكيدة، لها مصادرها التي يصعب على “العربية.نت” ذكرها، لأنها تحتاج إلى مئات الكلمات للتوضيح، ولكن يمكن للقارئ العثور على أي منها بسهولة في الإنترنت.
في جزر بويرتوريكو الحالية، وكذلك المعروف اليوم باسم جمهورية الدومينيكان وهايتي، سخر السكان الأصليين من قبائل “الأراواك” و”تاينو” حين غزاها، إلى درجة أنه أوصلهم إلى حد العبودية المطلقة، وقام بغض النظر عن إبادتهم مع التوسع الاستيطاني لمن كان يأتي بهم من إسبانيا كمستعمرين، أو أفارقة يستغلهم في الإنتاج الزراعي، وهو ما نفته إسبانيا دائماً، زاعمة أن مقتل أكثر من 20 ألفا في بويرتو ريكو وحدها كان سببه “ضعف مقاومتهم للأمراض الأوروبية المعدية التي جلبها المستعمر معه”.
ولأنه ذكر للعاهلين الإسبانيين، الملكة ايزابيلا والملك فرديناند، عن وجود “أنهار من الذهب والمراعي الخصبة” فإنهما وافقا على مده بأكثر من 1200 جندي و17 سفينة ليقوم برحلته الثانية، وحين وصل مجدداً إلى “العالم الجديد” تحول إلى باحث مهووس عن المعدن الأصفر الرنان، ليحقق ما صوره للملكين، فقام بتسخير السكان الأصليين بالتنقيب المضني عن الذهب “ومن كان يرفض كانوا يقطعون رأسه، أو أذنيه” علناً.
كما في بغداد كذلك في كاراكاس
وأجبر كولومبوس كل من عمره 14 وما فوق أن يأتيه بما حجمه “كشتبان” من تبر الذهب كل 3 أشهر على الأكثر “والذين لا يتمكنون كانت تبتر أياديهم وتعلق لتتدلى من أعناقهم، ثم يظلون نازفين على هذه الحال حتى وفاتهم، فقتل منهم بهذه الطريقة أكثر من 10 آلاف (..)، وفي عامين قضى 250 ألفاً من السكان الأصليين في هايتي وجوارها من الجزر، في انتحارات جماعية، أو حتى أمهات قتلن أطفالهن لتجنبيهم الاضطهاد”.
ومن المنشور في موقع Indian Country Today يوم الجمعة الماضي، وفيه أيضاً معظم المعلومات التي أوردتها “العربية.نت” أعلاه، أن كولومبوس كان “يبيع” الجنس لرجاله “ويوفر لهم فتيات من السكان الأصليين كسبايا، أعمار بعضهن 9 سنوات تقريباً، وكان يغزو مع رجاله قرى للسكان الأصليين بهدف أسر السبايا من النساء”.
لهذا السبب حطموا في السنوات الأخيرة تماثيل كثيرة لكولومبوس، خصوصاً في فنزويلا وبوليفيا والأرجنتين، وأشهرها كان في العاصمة الفنزويلية كاراكاس، حيث نرى في الفيديو الذي تعرضه “العربي.نت” كيف شدوه بالحبال إلى الأسفل، ثم كتبوا على قاعدته فيما بعد: “كما حدث لتمثال صدام في بغداد، حدث في 12 أكتوبر 2004 بكاراكاس لتمثال الطاغية كولون” وهو اسم عائلته بالإسبانية.
أميركا لم تكتشف، بل تم غزوها وسطوا عليها.. كان فيها حضارات
كل 12 أكتوبر ينظمون مظاهرات في معظم دول أميركا اللاتينية، ويحملون يافطات، منها: “الهجرة غير الشرعية بدأت في 1492” أو “أميركا لم يتم اكتشافها، بل غزوها وسرقتها، وكان فيها حضارات” أو “كولومبوس مطلوب للعدالة” وغيرها عمن يؤكدون بأنه كان جزاراً وأن آخرين سبقوه إلى أميركا، لكنه الوحيد الذي حولها إلى مسلخ “داعشي” بامتياز.