الغارات الأردنية مستمرة على “داعش ” … ولا مخاوف من النفقات
حصاد نيوز -لا توجد مؤشرات على نيّة الأردن التوقف في المرحلة الحالية عن المشاركة بالغارات الجوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ضمن العملية العسكرية الدولية التي يرجح أن تستمر فترة طويلة، رغم ما يكلف ذلك من نفقات يتوقع أن تتحملها دول الخليج حسبما أفادت مصادر رسمية الأربعاء.
وشاركت طائرات لسلاح الجو الملكي في ضرب أهداف لداعش في سوريا للمرة الثانية الأربعاء، حسبما أفاد مسؤولان بوزارة الدفاع الأميركية، في حين رفض مصدر في الحكومة نفي النبأ أو تأكيده مباشرة.إلا أن المصدر جدد في تصريح التزام الأردن بمواصلة عملياته ضد “التنظيمات الإرهابية” وعلى رأسها تنظيم داعش، في إطار التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.
وتشير تصريحات المصدر الذي طلب عدم نشر اسمه إلى أن مشاركة الأردن في الغارات الجوية ضد داعش ستصبح أمراً اعتيادياً مع مرور الأيام، رغم المخاوف الشعبية والبرلمانية والسياسية من ردود الفعل.وكان الأردن أعلن الثلاثاء رسمياً مشاركته في غارات جوية ضد داعش في الرقة شمالي وسط سوريا مع قوات التحالف.
ويخشى خبراء من شن تنظيم داعش أو أنصاره في الأردن عمليات انتقامية داخل المملكة، في حين يستبعد آخرون ذلك.وسبق أن تبنى أكثر من 20 نائباً مذكرة تدعو الحكومة لعدم الانخراط بالتحالف لكنها لم تستجب لذلك. ومع مرور الأيام، أصبحت معارضة المشاركة الأردنية في ضرب داعش شبه معدومة .
ووفق مراقبين ومعطيات العمليات الجارية، فإن الحرب ستكون طويلة وربما على غرار ما نهجته الولايات المتحدة في عملياتها ضد تنظيم القاعدة باليمن على مدار نحو 5 سنوات.وتثير المشاركة طويلة الأمد مخاوف ازدياد النفقات العسكرية بشكل لا يمكن للأردن تحمله، إذ تبلغ موازنة الجهاز العسكري للعام الجاري 1.9 مليار دينار، أنفق منها 1.12 مليار حتى نهاية تموز الماضي وفق بيانات وزارة المالية.
إزاء هذه المخاوف، قال مصدر رسمي إن “توزيع الأدوار” في التحالف الدولي ضد داعش، دفع دولاً بعينها للالتزام بتحمل نفقات العمليات العسكرية.وعلى رأس هذه الدول السعودية التي يخشى مسؤولوها وصول متطرفي “الدولة الإسلامية” إليها، رغم الاتهامات المحيطة بهم بتمويل ودعم هذه الجماعات سابقاً.
وسبق للأردن أن عانى من غياب “التزام” السعودية بتقديم دعم مالي له عام 2013، عندما اضطر رئيس الوزراء عبدالله النسور للتنديد ضمنياً على شاشات التلفزة بقطع المساعدات، وتذكير الجارة الخليجية بأن الأردن يحمي حدودها الطويلة.
كما يعاني الأردن الآن من “عدم تحمل المجتمع الدولي للالتزماته المالية” إزاء استضافة مئات آلاف اللاجئين السوريين، كما يقول وزراء الداخلية والتخطيط وغيرهما.وقال المصدر في هذا الصدد إن تغطية النفقات العسكرية أمر “مضمون” ولا توجد مخاوف فعلية من عدم وفاء ممولي العملية بالتزاماتهم.وأوضح “ربما نحتاج لدفع فواتير كل أسبوعين أو 10 أيام، وهو ما سيمنع تأجيل وفاء الممولين بالتزاماتهم”.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أعلن أن بلاده ملتزمة بتقديم مساعدات إضافية للأردن. لكن هذه المساعدات مهما بلغ حجمها لن تساعد على تغطية الإنفاق العسكري المترتب على المشاركة في الغارات ضد داعش.
ولا يوجد رقم دقيق لكلفة الطلعة الجوية للطائرة العسكرية الأردنية، لكن تقديرات عسكرية أميركية تقدر كلفة الطلعة الجوية لطائرة (إف 16) الأميركية بين 22 و30 ألف دولار إذا استمرت الطلعة الجوية ساعة كاملة، في حين تكلف قذيفتها نحو 20 ألف دولار.
والمناطق التي تضربها قوات التحالف حالياً تبعد عن الحدود الأردنية الشمالية مئات الكيلومترات إلى الشمال والشرق.