منع من النشر.. “أليس” في بلاد المناسف
حصاد نيوز -عندما استلمت كتب التوجيهي لأول مرة ، حفظت أسماء المؤلفين والمدققين ورقم الإيداع بالمكتبة الوطنية واسم المطبعة التي طبع فيها الكتاب، وصرت “أقزدر” واضع الكتاب على صدري وأنا أسمّع بالمقدمة غير المطلوبة مني أصلاً…وفجأة أرمي كتاب النصوص، وأمسك بـ”الأنثولوجي” أقرأ اهجّي الكلمات المكتوبة على الجلدة وادقق بشعار السفينة المطبوع في كعب الكتاب ، وأحاول ان احلل الخط المكتوب بالحبر فوق أول درس..أحد الأخوان قال لأمي وهو يراني مجتهداً وقتها: ما شاء الله احمد “مستهمّ”..!!
قالت أمي وهي “تصوّل العدس” من الكيس المبعوج دون ان يدهشها اجتهادي: “أولها بس”!!..بالفعل الأسبوع الثاني كان أخذ “الجالونات” بالعرباية لتعبئة الكاز أحبّ الي من قراءة قصيدة لياقوت الحموي الله يرحم ترابه..وملاحقة القطط بالحاكورة وقنص “حرذون أعزب” بالشنكل المطاطي فوق السياج أمتع كثيراً من حفظ مفرادت قصة: “animal farm”.
السفيرة الأميركية الجديدة في عمان “اليس ويلز” يبدو انها هي الأخرى “جاية مستهّمة” و”شادّة” حيلها” ع الآخر، المسكينة تريد ان تقرانا من الجلدة للجلدة …وتحفظ طباعنا ومشاكلنا وطرق تفكيرنا من اول شهر..
اذا احنا صارلنا 90 سنة مع بعض و مش فاهمين حالنا هي تريد ان تفهمنا بثلاثين يوماً؟؟؟
وفوق ذلك.. زارت المسكينة مطعم شاورما فور وصولها ، وطالبت الحكومة بإيجاد فرص عمل للشباب الأردني من خلال “بوست” على صفحتها الشخصية معتقدة أن الحكومة ستستجيب لهذا الأمنية ، آآآخ وما نيل “الوظايف” بـ”البوستات” يا سيدتي ولكن تؤخذ “التعيينات” وساطة.
ولأنها عازمة على إثبات نفسها وعدم خذلان ثقة دولتها بها ، فقد طلبت قبل ايام على صفحة السفارة في موقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك” من المواطنين الأردنيين ان يطرحوا آراءهم حول القضايا التي تهمهم بحرية وشجاعة..واعدة إياهم بأنها ستتفاعل معهم وترد على إجاباتهم ما استطاعت…يا هملالي تريد أن تحلّ كل مشاكلنا بشهرين..ونحن منذ ستين سنة مش قادرين نضبط سعر البندورة..
“اليس ويلز” أقول لك ما قالته لي أمي رحمها الله أبان التوجيهي..”أولها بس”..ثم سيأخذك “المووود الأردني” كما أخذ ” ستيورات جونز” من قبلك..ستتباطأ حركتك مع الايام ، ويقل نشاطك، ويصاب جين تفاؤلك بجدري الخمول..وستتطبعين بطباعنا لا شك، حيث “ستشمّرين” عن ذراعك كل صباح وتسألين “وين الغدا اليوم”؟؟… مرحبا بك سيدتي.. أسطورة جديدة في تاريخنا المعاصر..مرحبا بك.. “أليس في بلاد المناسف”!!.
احمد حسن الزعبي