بين «كارتيل الشمس» وروسيا والصين… واشنطن تمهّد لمرحلة جديدة من المواجهة في نصف الكرة الغربي

17٬452

 

حصادنيوز – تتسارع وتيرة المؤشرات العسكرية الأميركية في البحر الكاريبي، بينما يتصاعد الحديث في واشنطن عن استعداد إدارة الرئيس دونالد ترامب لمرحلة «أكثر دموية» من العمليات ضد فنزويلا، وسط خلاف بين الروايات الرسمية والتقارير الإعلامية حول قرب تنفيذ ضربات برّية.

فقد ذكرت مراسلة البيت الأبيض في شبكة «نيوز نيشن» كيلي ماير أن القيادة الجنوبية الأميركية (ساوثكوم) بدأت بتقييد إجازات عيد الشكر والميلاد لعسكرييها تحسّبًا لعمليات وُصفت بأنها «وشيكة» خلال الأيام العشرة إلى الأسبوعين المقبلين. غير أن «ساوثكوم» سارعت إلى نفي ذلك، مؤكدة أن أفرادها يحصلون على إجازاتهم المعتادة خلال العطل.

ورغم أن السيناريو المتداول رسميًا لا يزال محصورًا في ضربات جوية محتملة، كشفت وثائق جديدة نشرها موقع «ذا إنترسبت» أن واشنطن تخطط للإبقاء على وجود عسكري واسع في البحر الكاريبي حتى نهاية ولاية ترامب، في إشارة إلى أن تدفّق القوات إلى المنطقة مستمر لسنوات قادمة.

وتظهر الوثائق جدول إمدادات ضخم موجّه لـ«قوات بورتوريكو»، يتضمن شحنات غذائية تمتد حتى عام 2028، وتشمل عشرات آلاف الأرطال من المخبوزات والكعك المخصص لمختلف أفرع الجيش الأميركي، ما يعكس ـ بحسب المحلل العسكري مارك كانسيان ـ عملية طويلة الأمد قد تستمر على المستوى الحالي لسنوات قادمة، مع تعزيز غير مسبوق للوجود البحري الأميركي في المنطقة لأغراض يُعتقد أنها تشمل مكافحة المخدرات.

ويتمركز حاليًا أكثر من 15 ألف جندي أميركي قرب فنزويلا، في أكبر انتشار منذ غزو بنما عام 1989.

وبالتزامن مع هذا الحشد، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية تصنيف ما يُعرف بـ«كارتيل الشمس» كـ«منظمة إرهابية»، وهو مصطلح تستخدمه واشنطن للإشارة إلى ما تقول إنه شبكة يقودها الرئيس نيكولاس مادورو. غير أن خبراء اعتبروا التصنيف «سياسيًا»، مؤكدين أن «الكارتيل» ليس تنظيمًا فعليًا بل وصف إعلامي يُستخدم لتوجيه اتهامات لمسؤولين فنزويليين بالتورط في تجارة المخدرات.

ويرى مراقبون أن هذا التصنيف يتيح لواشنطن توسيع عملياتها السرّية وفرض عقوبات وملاحقات دولية، فيما وصفته حكومة مادورو بأنه «ذريعة لتبرير تدخل عسكري على الطريقة الأميركية التقليدية لتغيير الأنظمة».

وكانت وكالة «رويترز» قد أشارت إلى أن «العمليات السرية» قد تشكّل المرحلة الأولى من الخطة الأميركية الجديدة، بينما نقلت «فوكس نيوز» عن مسؤولين قولهم إن الهدف الأميركي «يتجاوز إسقاط مادورو» ليشمل إخراج روسيا والصين وإيران من نصف الكرة الغربي.

ولم تُخفِ بعض الشخصيات الجمهورية هذه الأهداف؛ إذ قالت النائبة ماريا سالازار إن فنزويلا تمثل «فرصة ذهبية» لشركات النفط الأميركية بقيمة تتجاوز التريليون دولار، مضيفة أن مادورو «يعرف أننا على وشك الدخول».

ويأتي كل ذلك في وقت تُظهر فيه استطلاعات الرأي ابتعادًا واضحًا بين الإدارة والرأي العام الأميركي. فقد أظهر استطلاع لشبكة «سي بي إس» و«يوغوف» أن 70% من الأميركيين يعارضون أي عمل عسكري في فنزويلا، وأن 13% فقط يعتبرونها «تهديدًا كبيرًا». ورغم هذا الرفض، يرى محللون أن الإدارة تمضي في خطواتها دون الحاجة إلى «حملة دعائية» واسعة، بينما يعتقد خبراء اليسار أن السياسة الخارجية الأميركية «تصاغ وفق مصالح نخبوية» ولا تعكس المزاج الشعبي.

 

قد يعجبك ايضا