فضل شاكر يسلّم نفسه لمخابرات الجيش بعد 12 عامًا من الملاحقة.. تسوية عربية تنهي اللغز الأكبر في لبنان
حصادنيوز – أيمن الراشد – بعد أكثر من عقد من الزمن على اختفائه في مخيم عين الحلوة، أنهى الفنان اللبناني فضل شاكر فصلاً طويلاً من الغموض والملاحقات الأمنية، بعدما سلّم نفسه طوعًا مساء السبت إلى مخابرات الجيش اللبناني عند مدخل المخيم في مدينة صيدا الجنوبية، في خطوة وُصفت بأنها “الحدث الأمني والقضائي الأبرز منذ سنوات”.
وبحسب ما أوردته صحف لبنانية، جاءت عملية التسليم ثمرة اتصالات دقيقة وتدخلات عربية رفيعة المستوى ساهمت في تهيئة المناخ لتسوية وضع شاكر، بعد سنوات من صدور أحكام غيابية بحقه إثر أحداث عبرا عام 2013، التي اندلعت بين أنصار الشيخ أحمد الأسير والجيش اللبناني.
وتشير المصادر إلى أن شاكر أجرى اتصالًا غير مباشر بمخابرات الجيش عبر وسيط، معلنًا استعداده لتسليم نفسه، ليجري التنسيق فورًا مع وزارة الدفاع لتنفيذ العملية. وتوجهت قوة من المخابرات إلى حاجز “الحسبة” عند مدخل المخيم، حيث تسلّمته رسميًا قبل نقله إلى مقر وزارة الدفاع في اليرزة.
وتؤكد المعلومات أن تسوية سياسية – قضائية شاملة سبقت خطوة شاكر، شملت إسقاط عدد من الدعاوى الشخصية بحقه بعد اتفاقات مع أصحابها، إلى جانب تفاهمات تتعلق بإعادة النظر في الملفات القضائية المفتوحة.
ووفقًا لمصادر قضائية، فإن تسليم شاكر نفسه يسقط تلقائيًا جميع الأحكام الغيابية السابقة، ويفتح الباب أمام إعادة محاكمته من الصفر وفق الأصول القانونية، مع منحه الحق بتوكيل محامين وتقديم الأدلة التي يراها مناسبة للدفاع عن نفسه.
وتضيف المصادر أن القوانين اللبنانية تُعيد تصنيف أي متهم يسلّم نفسه من “فارّ من العدالة” إلى “موقوف قيد المحاكمة”، ما يتيح له فرصة كاملة لتفنيد الاتهامات وإبراز الشهادات التي قد تثبت براءته.
وتشير تقارير قضائية إلى أن بعض الشهادات السابقة في ملف الأسير أكدت أن فضل شاكر انسحب من محيط عبرا قبل اندلاع المعارك بأيام نتيجة خلافه مع الأسير، وهو ما قد يشكّل عنصرًا جوهريًا في إعادة محاكمته.
مصادر متابعة للملف كشفت أن ما جرى جاء ضمن تفاهم عربي – لبناني صامت هدفه طيّ هذا الملف الشائك بطريقة قانونية تحفظ هيبة الدولة وتعيد فتح صفحة جديدة في حياة الفنان.
ومع هذه التطورات، يكون فضل شاكر قد طوى صفحة المطاردة الطويلة وفتح باب العودة إلى الضوء من بوابة العدالة، في انتظار ما ستقرره المحكمة العسكرية خلال الأسابيع المقبلة، وما إذا كانت هذه التسوية ستقوده إلى الحرية الكاملة أم إلى حكم جديد يكتب فصلاً مختلفًا من قصته المثيرة