“الفوسفات الأردنية” تقترب من إتفاق إستراتيجي مع “كورومانديل “الهندية لتعزيز الصناعات التحويلية

17٬565

 

حصادنيوز – بقلم أيمن الراشد – في خطوة جديدة تؤكد مكانة الأردن كمركز إقليمي للصناعات التعدينية والكيماوية، استقبل الدكتور محمد الذنيبات، رئيس مجلس إدارة شركة مناجم الفوسفات الأردنية، وفداً رفيع المستوى من شركة كورومانديل الدولية الهندية، في مدينة العقبة، لبحث آفاق شراكة استراتيجية بين الجانبين.

تعاون يمتد لجذور طويلة

وتُعد شركة كورومانديل، إحدى كبرى الشركات الهندية التابعة لمجموعة “موروجابا” الصناعية، لاعباً رئيسياً في قطاع الأسمدة على مستوى العالم، وتغطي منتجاتها احتياجات ملايين المزارعين في الهند. وقد سبق للشركة الأردنية أن وقّعت اتفاقيات لتوريد حمض الفوسفوريك الخام إلى كورومانديل، وهو ما مهد الطريق أمام هذه المباحثات الجديدة، التي تهدف إلى الارتقاء بالعلاقات من مجرد عقود توريد إلى مستوى شراكة صناعية واستثمارية طويلة الأمد.

الفوسفات الأردني… رصيد استراتيجي

يمتلك الأردن واحداً من أكبر احتياطيات الفوسفات في العالم تُقدر بنحو 3.7 مليار طن، فيما تنتج شركة مناجم الفوسفات أكثر من 10 ملايين طن سنوياً. ويُعتبر الفوسفات من أبرز دعائم الاقتصاد الوطني، حيث يسهم بشكل مباشر في دعم الصادرات الأردنية، ويشكل أحد المصادر الأساسية للنقد الأجنبي.

وأكد الذنيبات خلال اللقاء أن الشركة ماضية في تنفيذ استراتيجيتها الرامية إلى تعزيز القيمة المضافة للخام الأردني، من خلال التوسع في الصناعات التحويلية، وتوطين الاستثمارات الدولية، وبناء شراكات مع شركات عالمية مثل كورومانديل، بما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي العالمي.

أهمية التعاون مع الهند

الهند تُعد من أكبر أسواق العالم استهلاكاً للفوسفات والأسمدة الفوسفاتية، نظراً لحجم قطاعها الزراعي الضخم الذي يضم مئات الملايين من المزارعين. ومن هنا، فإن توطيد التعاون مع شركة بحجم كورومانديل يمثل فرصة استراتيجية للأردن، ليس فقط لضمان استقرار الطلب على منتجاته، بل لفتح الباب أمام مشاريع صناعية مشتركة تخلق فرص عمل وتدعم الاقتصاد الوطني.

وقد أبدى وفد كورومانديل اهتماماً بإقامة مشاريع استثمارية في الأردن، خصوصاً في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، لما توفره من بنية تحتية لوجستية متطورة وميناء بحري استراتيجي، يجعل منها بوابة مثالية للصادرات إلى مختلف الأسواق العالمية.

نحو شراكة صناعية واستثمارية

المباحثات شملت دراسة إمكانية إنشاء مصانع مشتركة لإنتاج الأسمدة المركبة والمتخصصة، ونقل التكنولوجيا والخبرة الهندية إلى الأردن، إضافة إلى بحث برامج تعاون في مجالات البحث العلمي والتطوير لإنتاج أسمدة أكثر كفاءة وصديقة للبيئة.

ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تتماشى مع توجهات الأردن لتعزيز الصناعات التعدينية والكيماوية، والتحول من تصدير المواد الخام إلى صناعات تحويلية تحقق قيمة مضافة أعلى، وتُعزز موقع المملكة كمركز إقليمي في هذا المجال.

تعزيز مكانة الأردن على الخريطة العالمية

زيارة الوفد الهندي ولقاؤه مع إدارة “الفوسفات الأردنية” تعكس ثقة المستثمرين العالميين بالبيئة الاستثمارية الأردنية، وتؤكد أن المملكة قادرة على استقطاب شراكات استراتيجية مع كبرى الشركات العالمية. كما تسهم هذه الخطوات في ترسيخ موقع الأردن كمورد رئيسي للفوسفات ومشتقاته، وتعزيز دوره كلاعب أساسي في دعم سلاسل الإمداد العالمية للأمن الغذائي.

ختام

اللقاء في العقبة ليس مجرد اجتماع عابر، بل هو إشارة واضحة إلى مرحلة جديدة في مسيرة “الفوسفات الأردنية”، قائمة على الشراكات الدولية والتوسع الصناعي. وإذا ما تُرجمت هذه المباحثات إلى اتفاقيات عملية، فإنها ستفتح آفاقاً واسعة أمام الأردن، لتوظيف موارده الطبيعية بما يخدم اقتصاده الوطني ويعزز حضوره العالمي

قد يعجبك ايضا