سر غضب «مشعل» من «الرشق»
حصاد نيوز – الالتزام الذي قطعه الرئيس محمود عباس مع زعيم حركة حماس السياسي خالد مشعل، بخصوص تأمين زيارة له للقاهرة قريبا، والعمل على احتواء القطيعة في محور مشعل – السيسي، قد يكون التزاما تكتيكيا فقط بسبب تنامي الرؤية المصرية العاملة على “تمكين” الدكتور موسى أبو مرزوق حصريا من خلافة مشعل، على اعتبار أن ابا مرزوق قد يكون الوحيد المقبول مصريًا وبالتالي إقليميا.
حركة حماس لا تبدو مهيئة لتغيير من هذا النوع على مستوى هرمها السياسي في لحظة الاشتباك مع العدو الصهيوني.
لكن النظام الرسمي العربي المخاصم عمليا للمحور التركي- القطري يقدم يوميا ذرائع تطالب حماس بتغيير أوضاعها، حتى تقبلها وتشارك معها في عملية “رفع الحصار”.
مراقبون مطلعون على خبايا الأمور يشيرون إلى أن “التعاون المصري” أصبح مشترطا بابتعاد مشعل عن منطقة الاستحكام قدر الإمكان، والضربات التي وجهت للعناصر القيادية في كتائب القسام مؤخرا قد تساهم في بلورة موقف مضاد للتركيبة الحالية في الهرم السياسي لحركة حماس.
الرئيس عباس وخلال وقفته بالدوحة مع مشعل بدا متفائلا في إمكان إقناع المصريين باستقبال مشعل، والعمل على برنامج ينهي القطيعة ويفتح صفحة جديدة بين حماس والسلطات المصرية، لكن “تأهيل” قيادة حماس للمرحلة المصرية الجديدة ولتفاهمات مع القاهرة قد يضع الجهود أمام استحقاق محرج لحماس، يتمثل في تغيير تركيبة الهرم السياسي.
يعبر عن ذلك “هفوة” من وزن ثقيل أغضبت مشعل وتورط بها عضو المكتب السياسي لحماس المقرب من مشعل عزت الرشق، الذي وافق فيما يبدو خلف الكواليس على “صيغة” تعيد مسألة المعابر لأصل إتفاقية أوسلو.
غلطة الرشق دفعت لاستدعائه للدوحة فورا، في الوقت الذي يعمل فيه عباس الآن على “تركيبة” جديدة أيضا للوفد المفاوض، على أمل الانتقال لمستوى البيان الأخير لمجلس الأمن الذي يوافق عليه عباس، والداعي لوقف شامل لإطلاق النار والإنصراف إلى مفاوضات تفصيلية.