داعش و«أخي… أنت ستذبح»: هل تذكرون سجن أبو غريب؟

49

82328_1_1408952059

 حصاد نيوز – لا أرى سببا يدفعني للإعتقاد بأن شريط الفيديو الذي بثته محطة «أخبار الآن» حول تسالي بعض الداعشيين في دير الزور بقطع رؤوس بعض المواطنين السوريين بإعتبارهم مرتدين وكفارا لا ينطوي على أي «فبركة»، خصوصا وأن المذيعة جهزتنا كملتقين مسبقا لعملية مونتاج خصمت المشاهد الأكثر إيلاما.

يلهو القوم ويتمازحون حسب الشريط وهم يتلاعبون برؤوس «أينعت» وتم قطفها بجرائم إرتكبت بدون محاكمة وأمام الكاميرا ويقف بكل صلافة وبلهجة خليجية رجل وهو يقول للذبيح «أخي.. أنت ستذبح».

عملية قطع رأس أي إنسان همجية ووحشية ولا يمكن تبريرها في عالم اليوم، لكنها لا تقل بربرية عن قصف إسرائيل أو حكومة المالكي لبيت أو عمارة وهدمها على من فيها من أطفال وضعفاء ونساء.

وهي بالضرورة لا تقل همجية عن تلك المشاهد التي تختزلها ذاكرة العراقيين عن تصرفات الحراس الأمريكيين المخجلة في سجن «أبو غريب»، حيث تعذيب العراقيين «السنة» تحديدا وهم عراة وإجبار النساء على ممارسة الجنس بالأسلحة الرشاشة والإستمتاع بالكلاب وهي تلتهم لحوم آدمية وتخييط جريح بدون مخدر.

كلنا ضحايا

ليس الإسلام وليس المسلمين مسؤولون عن الوحشية والإرهاب والغلو «الداعشي» أو غير الداعشي، بل هم ضحاياه عندما يتعلق الأمر بجيشي إحتلال في فلسطين والعراق تخاصما عشرات المرات مع الحضارة والبشرية ومعهما تصرفات اللهو الخفي في النظام البوليسي السوري وما يحصل في الزنازين العربية.

إرهاب الدول التي تتصرف جيوشها تماما كما يتصرف المرتزقة هو المصنع الرئيسي للإرهاب… فليتفق العالم معنا على ذلك ثم نشاركه جميعا في معركة التصدي للإرهاب.

بالمقابل لا أرى سببا وجيها يدفعني لشراء روايته المفبركة التي يستند إليها المتعاطفون مع داعش وعدم تصديق الفظائع، التي ترتكب بإسم الإسلام والمسلمين وتحت يافطة «إعلاء كلمة ألله» في الوقت الذي لا تطلق فيه رصاصة واحدة على إسرائيل.

أغلب التقدير أنه لا دخان بلا نار، ومن الواضح أن التصرفات غير البشرية التي تصور بالفيديو بإسم تنظيمات داعش لا تجد من ينفيها ولا يرد عليها وقد وجهنا لبعض المراجع السلفية أسئلة محددة عبر وسيط فقيل لنا بانها أسئلة إستخبارية.

صمت الخليفة أبو بكر البغدادي والناطقين بإسمه ومراجع الحواضن الفكرية والإجتماعية على بعض التصرفات التي تسيء
للإسلام والمسلمين مريب ويدفعنا لعدم تصديق روايات الفبركة… لذلك لم نعد نعرف من يفبرك ضد من؟!

بشرى سارة للشعب المصري

بشرى سارة للشعب المصري العظيم فقد أعلنت الراقصة اللهلوبة سما المصري تغيير إسم محطتها الفضائية من «فلول» إلى «تمام» حتى تقول بوصلة راقصة دعائية «مصر تمام التمام» ولمواراة هويتها العلنية كفلولية بإمتياز تماما كما يفعل الإنقلاب.

القطعة اليسرى من ورك الراقصة، التي تملك القناة تتحرك منفردة مع إيقاع الطبل، وهي تقول «تلفزيون تمام.. أحلى إعلام» ومع تحريك الورك الأيمن في زاوية الكاميرا تطالب الراقصة الشعب المصري بإغلاق كل القنوات والتركيز على الأفلام في تمام.

شخصيا لم يعد سرا لكل من حولي بأني أحب الرقص الشرقي، لكن لم أحسب بأن محطة تلفزيون متكاملة تعرض برامجها وإسكيتشاتها وسط وصلات متعددة لراقصة واحدة فقط تتحرك كل أجزاء جسدها بصورة منفردة بين البرنامج والآخر.

الفكرة رائدة ومثيرة بكل الأحوال، حيث لا مضمون أو رسالة من أي نوع يمكن إلتقاطها خارج سياق الجسد المتراقص لمالكة القناة وكل البث عبارة عن وصلات رقص للحاجة سما مع مصارعة نسائية… دون ذلك لا يوجد شيء يذكر… هو حقا أحلى إعلام في محطة «تمام».

تعالوا… نحلم

كنت قد أعلنت عدة مرات بأني مولود في العاصمة عمان وأقطن منذ ولادتي في منطقة مجاورة من مقر تلفزيون الحكومة، ولم أر نفسي يوما على شاشة الأردنيين ولا حتى مرة واحدة.

صديق لي سأل أحد المسؤولين بحضوري عن ما إذا كان يمكن أن يرى سحنته على شاشة تلفزيون «الثالثة» الجديد المنوي تأسيسة ضمن معايير حرة أكثر وبلغة وأدوات جديدة؟

أعجبني الصديق المسؤول وهو يجيب بعبارة يفهم منها «ولا حتى يحلم فيها»، رغم أني لا أحلم بكل الأحوال ولست معنيا إلا أن الصراحة مطلوبة عندما يتعلق الأمر بحجب كل الشاشات لأمثالي من المواطنين غير الصالحين وتركها للوجوه إياها الخبيرة فقط في «التسحيج».
بسام بدارين

قد يعجبك ايضا