إطلالة أحلام في مهرجان جرش: عباءة خضراء تروي حكاية دبلوماسية بين دار زايد ودار النشامى

9٬233

 

حصادنيوز – د.تيننا تكتب : –    لم تكن إطلالة أحلام على المسرح الجنوبي في جرش مجرّد ظهور فني، بل كانت أقرب إلى خطبة شرف دبلوماسية محمولة على أجنحة الهيبة والوقار. لم تدخل لتغني فقط، بل حضرت كمن يؤدّي طقساً رمزياً للسلام والجمال، بلغة لا يفهمها إلا من يرى ما وراء الأقمشة والتصاميم.

الفستان؟ لا، لم يكن فستانًا عاديًا. كان بيانًا سياسيًا ناعمًا بلون أخضر نُخبوي، لا يصرخ بالأناقة بل يهمس بها. تصميمه المترف كان أشبه بجسر مرسوم بين ذاكرتين: ذاكرة دار زايد وذاكرة دار النشامى. عباءة تقف على الحدّ بين القفطان والزيّ الملكي، مستخرجة من حلم قديم يشبه قصص “ألف ليلة وليلة”.

التطريز؟ لم يكن للزينة فقط. كان رسائل صامتة تُحاك بغرزة تلو الأخرى، تحترم البروتوكول وتحتفي بالتراث. خيوطها لا تلمع لتُبهر، بل تلمع لتُهمس.

أما المكياج، فكان كأنّ رسامًا فرنسيًا وقع في حب عينيها، فوضع لمعة شوق لا تخصّ أحدًا، بل تفيض نحو الذات والذاكرة.

والشعر؟ انسياب ناعم يفيض رقّة، ينسدل بلا صخب، بتسريحة لا تبحث عن ضوء، بل تكتفي بأن تكون انعكاسًا لصوت داخلي يعرف كيف يتحدث بالإيماءة ويسكت الجميع.

إنها أنوثة لا تفرض نفسها، بل تترك أثرها دون أن تنطق.

اختيار أحلام للون الأخضر لم يكن مجرد انتقاء أنيق، بل رسالة دبلوماسية مرمّزة، تقول فيها بلغة خفيّة:
“أنا ضيفة تليق بالمكان، وأنا جسر صوتي بين دار زايد ودار النشامى… أحمل في مظهري سلامًا فنيًا ورسالة حب لا تُقال بالكلام.”

في تلك الليلة، لم تُنافس أحدًا… إلا صورتها عن نفسها. وانتصرت.

وإن كان لجرش أن يروي التاريخ، فإن أحلام أضافت إليه صفحة جديدة، خُطّت بالخضر الحرير، وحُفرت في الذاكرة.

ملاحظة: بقلم د. تينا

اختياري لصورة العباية السوداء على غلاف المقال لم يكن اعتباطيًا أو جماليًا فقط، بل موقفًا رمزيًا. هو تحية احترام لدار زايد، ولأناقة تتخطى حدود الكلمات، وتحكي بصمتها قصصًا لا تنسى.

أما صورة أحلام في الأسفل، فهي تجسيد حيّ لأناقة ملكية تتجاوز الزمن، حضورٌ يشعّ من كل تفصيلة، كأنها تقول: الجمال أحيانًا لا يحتاج إلى صوت، بل يكفيه أن يُرى

 

قد يعجبك ايضا