اتحاد الكتّاب يسلّط الضوء على أهمية جرش التاريخية ويختتم ندوته بأمسية شعرية عربية أردنية
حصادنيوز – في إطار فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته الـ39، نظم اتحاد الكتّاب والأدباء الأردنيين ندوة ثقافية بعنوان “الأهمية التاريخية لمدينة جرش”، قدّم خلالها نخبة من الباحثين والأكاديميين قراءات معمقة حول تاريخ المدينة وأهميتها الحضارية، واختُتمت بأمسية شعرية جمعت أصواتاً من الأردن والوطن العربي.
أقيمت الندوة بحضور رئيس الاتحاد عليان العدوان، الذي استهلها بكلمة ترحيبية، شدد فيها على أهمية استحضار الذاكرة الوطنية من خلال تسليط الضوء على المواقع الأثرية التي شكلت محطات مفصلية في تاريخ الأردن العريق، مؤكداً أن جرش تمثل شاهداً حياً على تعاقب الحضارات من العهد اليوناني إلى العصر الإسلامي، وصولاً إلى حاضرها المتطور في ظل الدولة الأردنية الحديثة.
أدار الندوة الكاتب د. أيمن مزاهرة، وشارك فيها كل من عالم الآثار د. محمد وهيب، والباحث د. عبد الناصر الحموري، والباحث حيدر الزامل، حيث تناولوا في مداخلاتهم الجوانب التاريخية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية لمدينة جرش، بوصفها أحد أهم المعالم الأثرية في الأردن والعالم العربي.
وأكد الباحث حيدر الزامل أن جرش لطالما كانت مدينة للثقافة والأدب، واحتضنت عبر تاريخها أعلام الفلسفة والشعر والخطابة، ولا تزال تشكل وجهة لكل من ينشد الجمال والهوية.
من جهته، أضاء د. الحموري على العلاقة الوثيقة بين التراث والتنمية الاقتصادية، مشيراً إلى أهمية الاستثمار في السياحة الثقافية كرافد اقتصادي مستدام، يعزز الهوية ويُسهم في تنمية المجتمعات المحلية.
وعرض د. محمد وهيب فيلماً وثائقياً استعرض خلاله مواقع أثرية مهمة مثل وادي جرش، حيث اكتُشفت بقايا ما يُعتقد أنه أكبر طائر في العالم (العنقاء)، إضافة إلى قرية الصوان التي شهدت بدايات الحضارة الإنسانية. كما تناول في مداخلته أهمية التوازن بين الروح والدين في بناء الحضارات، وقدم عرضاً حول استخدام الذكاء الاصطناعي في إعادة بناء المدينة افتراضياً ودمجها في التطبيقات التعليمية لتعريف الأجيال الناشئة بتاريخهم وإرثهم الحضاري.
واختُتمت الندوة بأمسية شعرية عربية أردنية، جمعت بين الشعر العمودي والحر وقصيدة النثر، بمشاركة مجموعة من الشعراء، كان أبرزهم الشاعر السعودي زكي الصدير، الذي قدّم باقة من قصائده المؤثرة، وهو صاحب عدد من الدواوين الشعرية منها “حالة بنفسج” و*“عودة غاليليو”*.
كما شارك الشاعر عبد الباسط الكيالي بقصائد وطنية مهداة إلى جلالة الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا وسمو ولي العهد الأمير الحسين، فيما ألقى الشاعر أيمن الدولات مجموعة من القصائد الاجتماعية والوطنية، بينها قصيدة أهدى فيها مشاعره إلى زوجته، نالت تفاعلاً لافتاً من الجمهور.
من جانبها، قرأت الشاعرة فيلومين نصار عدداً من النصوص التي عبّرت فيها عن قضايا الوطن والمرأة والهوية، بصوت شعري ينبض بالانتماء والبوح الصادق. كما شارك في الأمسية الشاعر مهند دبابنة، المعروف بحضوره الإنساني والوطني في أعماله.
وفي ختام الفعالية، قدّم رئيس الاتحاد عليان العدوان شهادات تقديرية للمشاركين، تكريماً لمساهمتهم في إنجاح هذه
التظاهرة الثقافية والوطنية ضمن فعاليات مهرجان جرش.