” راما ” تصارع الموت …والأطباء يعجزون عن إخراج الرصاصة التي حولت حياة ذويها الى جحيم
حصاد نيوز – تصارع راما الحوراني ابنة الخمسة أعوام الموت منذ ثلالة أيام بعد أن نالت منها يد غادرة اطلقت الرصاص «فرحا» في أحد الاعراس في مدينة سحاب لتحيل حياة راما وذويها الى جحيم و»كدر» ليس لهم فيه ذنب الا استمرار مظاهر التخلف والاجرام دون رادع اخلاقي او اجراء امني يوقف هذه الافة.
كانت تلعب في حديقة المنزل لتفاجئها رصاصة ساقطة من السماء اخترقت ظهرها ونفذت الى فقرات العمود الفقري لتستقر بين الفقرتين التاسعة والعاشرة وفي مكان شديد الحساسية ولا يمكن التنبؤ طبيا بمضاعفاته المستقبلية.
معاناة راما تفاقمت بعد ان عجز الاطباء في مستشفى التوتنجي عن اخراج الرصاصة رغم اجراء جراحة عاجلة للطفلة المكلومة ليأمر بعدها وزير الصحة الدكتور علي حياصات بنقل الطفلة الى مستشفى البشير.
حالة راما لا زالت تراوح مكانها رغم مرور ثلاثة ايام على اصابتها والاشعة السينية والطبقية اثبتت ان الرصاصة لم تؤذ العمود الفقري وان كانت قد تسببت بتهتك في العضلات والانسجة المحيطة به حيث تقرر اجراء جراحة دقيقة لاخراج الرصاصة بعد اسبوع وفق ما ابلغ خال الطفلة هيثم الحوراني،الذي قال أن ما يزيد من معاناة اسرته تكرر المشهد ذاته من فترة الى أخرى دون وازع اخلاقي وانساني يضع حدا لهذه الظاهرة التي قال أنها تدعو الى «الاشمئزاز» من مرتكبيها.
واضاف ان الاستهتار بحياة الناس أحال سابقا مئات الافراح الى اتراح وتسبب في مقتل العشرات دون أن تنفع كل الدعوات والمبادرات في الحد من هذه الظاهرة المزعجة والمسيئة الى قيم المجتمع الاردني.وبين انهم تقدموا بشكوى الى الاجهزة الامنية في خطوة يعترف انها قد لا توصلهم الى مسبب اصابة ابنتهم لكنهم مصرون على المضي في القضية لعل وعسى ان يكون ذلك رادعا للآخرين.
قضية راما واصابتها وجدت صدى واسعا في المجتمع المحلي في مدينة سحاب حيث عجت صفحات التواصل الاجتماعي بصور الطفلة وهي على سرير الشفاء والدعوات الى وضع حلول ناجعة لهذه الظاهرة.
وكانت طفلة أخرى تحمل ذات الاسم «راما سلمونه» وتقطن نفس المنطقة قد اصيبت بعيار مشابه في رأسها مما دفع نشطاء من ابناء المدينة الى تنفيذ وقفات احتجاجية منددة باستمرار الظاهرة المزعجة مطالبين الاجهزة الامنية بتشديد الرقابة خلال موسم الصيف الذي تكثر فيه الافراح والمناسبات.
والرغم من توقيع ابناء المدينة على عريضة شرف تدعو الى مقاطعة اية مناسبة يتم اطلاق العيارات النارية فيها، اضافة الى التبليغ عن اي شخص يشاهد وهو يمارس هذه العادة القميئة الا أن الظاهرة مستمرة وفي تزايد مستمر وسط غياب بارز لدور الاجهزة الامنية وعجزها عن تقديم الآثمين الى العدالة.
من حادثة راما سلمونه الى حادثة راما الحوراني يتعالى الضجيج المندد بالظاهرة والمنادي بالقضاء عليها فلا يجد له صدى سوى صدى اصوات طلقات الرشاشات والمسدسات التي لا تًعبر الا عن مرض يعتلج في نفوس حامليها وشعور بالنقص يعوضونه واهمين بضجيج الرصاص.