إلى ليث شبيلات .. بدك تعرف وين كان الملك؟
حصاد نيوز – هبوب الشمال
مساء الخير (ابو فرحان) …كيف حالك ؟ ..كنت أظنك قد استقلت من العمل السياسي , ولكني فوجئت برسائلك …وعودتك من خلال الفيس بوك ..وهذا أمر جيد أن تواكب العصر وتترك جمعية مكافحة التطبيع وتختار الفيس بوك لممارسة نشاطك السياسي …
كنت قد سألت رئيس الوزراء سؤالا عن الملك ..وفي غمرة أحداث غزة وقد إتهمته بالغياب في الولايات المتحدة ..وللأسف لم يجبك أحد واسمح لي سيدي أن اتصدى لشرف الإجابة .
مهندسنا الحبيب , قبل فترة حظرت مصر حركة (الأخوان المسلمين) على أرضها وتبعتها السعودية والإمارات … وكان ذاك الحظر مقدمة من تلك الدول للإنقضاض على هذا التيار وإجهاضه تماما ….هنا في الأردن ظن البعض أننا سنحذو حذو هذه الدول…وسنقوم بحظر هذه المؤسسة التي أنتجت صداعا مستعصيا لدى البعض وتأهب مجموعة من السياسين , وهمسوا في أذن الملك بأن يفعل ذلك …ولكن الملك كان لديه وجهة نظر مختلفة , وهي :- أن الحكم في الأردن يستوعب الكل ..وأن الهاشميين لم يكونوا في تاريخهم إقصائيين أو مستبدين ..لهذا أصر على إبقائهم ..وأنت تدري يا مهندس ليث :- كيف ارتفعت في فترات الربيع العربي أصواتهم وأقصد (الإسلاميين) وكيف اتهموا النظام ..وتطاولوا عليه .
حتى المؤسسة الأمنية (المخابرات العامة ) ظلت متمسكة بمسارها , ولم تعتقل أو تحاسب أحدا وطوت صفحة متعبة ..ومارست التسامح بكل قوة , بالمقابل لو فعلنا ذلك وحذونا حذو دولة مثل السعودية أو مصر , فهل سيلومنا أحد أم أننا سنأخذ حصتنا من هذا المشروع ونمشي …ونحن يا صديقي لا نبحث عن حصص بقدر من نبحث عن سلامة البلد وأهله .
كانت تلك الخطوة مقدمة للإنقضاض على الإسلام السياسي , ومن يصف الحرب على غزة بأنها جزء من تصفية الإخوان في المنطقة فنحترم وجهة نظره ولكننا نؤكد له , بأننا نظامنا السياسي وشعبنا لم ينخرط في هذا المشروع .
مهندسنا الكبير ليث شبيلات …حماس هي ذراع من أذرع الإخوان , وبغض النظر عما يقال عنها إلا أننا نؤمن أنها تخوض حربا من أجل حق الفلسطيني في الحياة والدولة …والبعض يتهمها بأنها تريد إحياء مشروع الإخوان , ولكنك تعرف أن حماس كان الملك حسين حاميها , حين كانت دول النفط تخاف من إسمها , وتدرك أن الإخوان في الأردن وفلسطين هم جسد واحد ..ولو أن الأردن وبحكم الجغرافيا مرر مشروع الحظر هذا …فهل ستكون الصورة في غزة كما هي الان ؟
الأردن لم يتورط في المشروع , وكان الأصل أن تشكر الملك عبدالله بن الحسين وأن تقدم له الثنناء ..لا أن تسأل رئيس الوزراء أين الملك ؟
يقولون يا صديقي المهندس أن مصر هي مفتاح الحل والربط …أنا أجزم بذلك ولكن الأردن يملك أوراقا أقوى ربما , ولو أراد الإنقضاض على الإسلام السياسي مثلما وظف البعض إسرائيل في هذا لفعل لكنه يدرك أن الدم الفلسطيني حرمته مثل حرمة الدم الأردني تماما .
أما الملك وأين كان فسأجيبك ؟ …إن أولوية الملك الان هي سلامة البلد وتقديم أي أولوية أخرى على هذا الأولويه سيعتبر جنونا سياسيا , فنحن نمر بأزمة داعش وأزمة سوريا واللجوء …والإقتصاد المتعب وكل هذا يشكل مناخا خصبا لتفجير الساحة الأردنية , وتذكر يا مهندس ليث كيف كانت تفجيرات عمان قاسية ومتعبة ومؤلمة ..وكيف فقدنا (60) مواطنا في ليلة لا تنسى …وهذا السيناريو لا نريد تكراره فأنت تعلم ونحن نعلم أن الخصوم يحيطون بنا من كل حدب وصوب …
وزيارة الملك لأمريكا كانت لغاية مهمة , وهي السلاح والذخيرة ..من أجل تأمين حدودنا الشرقية , لم يكن جلالته جالسا على الفيس بوك يطرح اراءا , ولا أظنه كان في زيارة بيت عزاء يمارس الخطابة السياسية …كان في أمريكا يناور ويحاور كي نحصل على حاجتنا من أجهزة الرصد لتأمين حدودنا الشرقية .
وتأكد أن أجهزتنا الأمنية , هي الان في أعلى درجات الطواريء , ولن تسمح بتكرار سيناريو تفجيرات عمان ولن تسمح لا لداعش ولا لغيرها بالمرور …
البلد يا صديقنا المهندس متعب وقلق , والبلد يناور والملك يدرك أولوياته السياسية جيدا ….فارحمنا , لقد أعادت غزة إلي الشوارع وحدتها , وكلنا مع فلسطين ومع شعب غزة ومع الدم الفلسطيني , فلا تقسم الناس ولا تشكك ..وعليك أن تبقى متأكدا من حقيقة دامغة …وهي أن شعبية الملك عبدالله في الشارع هي الأكبر ولن ينافسها أحد ….
إقرأ ايضا
الاردنيين في خطر … اللهم اني قد بلغت