خبراء: طلبة الأدبي يدفعون من معدلاتهم ثمن سوء الاختيار
حصاد نيوز – لفت التباين الحاد في نتائج الفرع الأدبي لامتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة “التوجيهي” الحالية والسابقة، انتباه العديد من الخبراء التربويين، بعد أن سجلت نسبة النتائج للدورة الصيفية لهذا العام 16.9 % مقابل 35.6 % للدورة الماضية.
ويعزو هؤلاء الخبراء هذا التدني إلى عدة أسباب، منها “النظرة الاستسهالية” لمواد الفرع الأدبي، واعتقاد كثير من الطلبة بأنها “لا تتطلب الدراسة وبذل مجهود كبير كباقي الفروع”، فضلا عن وجود تصور سائد لدى الطلبة، بأنه يمكن تحصيل علامات مرتفعة في الأدبي، إضافة الى رغبة الأهالي بإدخال أبنائهم إلى الفروع الأكاديمية بدلا من المهنية.
وهذا الرأي تحديدا يراه وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور إبراهيم بدران، الذي قال أمس إن طلبة الفرع الأدبي، “عادة ما يأخذون الأمور بنوع من الاستسهال، حيث يعتقدون أنهم ليسوا بحاجة إلى دراسة مكثفة ومتواصلة ومعمقة”.
ولفت بدران إلى أن هذه الفكرة انتشرت لدى الطلبة وذويهم ومدارسهم ايضا، معتقدين أن المسار الأدبي “لا يحتاح إلى دراسة أو بذل جهد كبير فيها”.
وقال إن “نوعية الأسئلة، تؤدي الى فروق كبيرة في نتائج الطلبة”، مبينا أن هناك طلبة في الفرع الأدبي، “يعتمدون على حفظ المعلومات ولا يركزون على جوانب التفكير والتحليل، وعندما تركز أسئلة الامتحان على الجانب التحليلي، ينخفض تحصيلهم”.
وأوضح بدران أنه يجب على الطلبة وذويهم إدراك أن المسار الأدبي او العلمي يتطلبان جهدا واجتهادا وتفكيرا، لتأدية الامتحان على نحو أفضل.
وأضاف أن النتائج يجب أن تكون “منبها” للطلبة وأولياء امورهم وللمعلمين والمدرسة بضرورة حث الطلبة، بغض النظر عن تخصصاتهم، بأن يبذلوا جهدا كبيرا في الدراسة كون النجاح ليس مضمونا.
ويؤكد بدران ان طلبة الفروع الادبية في الجامعات “لا يعطون الدراسة حقها ولا يبذلون أي جهد فيها، بسبب استمرار النظرة الاستسهالية للمواد وبأنها لا تحتاج الى دراسة”.
من جانبها، اوضحت الخبيرة التربوية أمل العلمي أن “أغلب الطلبة الذين يتوجهون إلى الفرع الأدبي يفعلون ذلك دون رغبة، بل من أجل الهروب من الفروع العلمية أو المهنية”.
وقالت العلمي إن من اسباب تدني النجاح في الفرع الأدبي أيضا “عقلية بعض الطلبة، فالطلبة العلميون، أكثر انضباطا ودقة في التحصيل من أقرانهم في الفرع الأدبي”.
ورأت أن هذا يعود إلى طبيعة المواد العلمية التي تعتمد كثيرا على العمليات العقلية، فيما تعتمد المواد الأدبية على “الحفظ وقليل من التركيز”.
وأشارت إلى أن هناك تصورا سائدا عند الطلبة، مؤداه أن دراسة مواد الأدبي “سهلة، ويمكن تحصيل علامات مرتفعة فيها، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ”.
وبينت العلمي ان بعض الاهالي يدفعون أبناءهم لدخول الفرع الادبي كونهم يرغبون بأن يحظى أولئك الأبناء بالتعليم الأكاديمي وليس المهني.
ولفتت إلى أن أغلب طلبة الفرع الأدبي هم من “ضعاف التحصيل المعرفي، وان الدخول في الفرع الادبي لا يحتاج الى معدلات مرتفعة بعكس الفرع العلمي”.
من جانبه، بين وزير التربية والتعليم الاسبق فايز السعودي أن عدد الملتحقين بالفرع الأدبي هو “في تناقص” لأن أغلب الطلاب يتجهون الى الإدارة المعلوماتية والشرعية أو يذهبون للفروع المهنية، و”يهربون” من الأدبي كون مواده “دسمة” وتعتمد على الحفظ والبصم بالدرجة الأولى.
وعزا السعودي أسباب تدني العلامات في الفرع الادبي في الدورة الصيفية الحالية الى تقليص عدد أيام برنامج الامتحان، ذلك أن مواد الأدبي تحتاج الى وقت لدراسة المواد وحفظها ليتسنى الحصول على علامات، وهو “ما لم يتوفر في هذه الدورة، فكان هناك ضيق في الوقت لاسيما وان الطلبة يخضعون الى جلستين في نفس اليوم ما أثر سلبا على تحصيلهم”.
وأضاف أن مما زاد في نسب التدني أيضا، “إلغاء العلامة الحدية في “التوجيهي” الأمر الذي ساهم في تقليل نسب النجاح في كل الفروع، فهناك كثير من الطلاب الذين حصلوا على معدلات مرتفعة لكنهم حرموا من النجاح بسبب حاجتهم إلى علامة أو علامتين للنجاح في مادة معينة”.
ورأى السعودي أن الاجراءات التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم لهذا العام، والمتمثلة بتقليص عدد أيام برنامج الامتحان، وتخفيض عدد المدارس التي يجرى فيها الامتحان من 1640 إلى 420 مدرسة، فضلا عن إلغاء الأسئلة الموضوعية واستخدام نماذج مختلفة للأسئلة، والاستعانة بكوادر من ديوان المحاسبة للإشراف على متابعة مجريات الامتحان، كلها عوامل “أرهبت بعض الطلاب الأمر الذي أثر سلبا على أدائهم في الامتحانات”.