حوار مع قرنفلة * عادل ألكيالي

191

حوار مع قرنفلة * عادل ألكيالي923222_754823267891318_7964331174809681692_n

حصاد نيوز – 

……. اسألها عن قرب هل للصمت صوت وانين … ؟ !
هل للرائحة طعم وذوق … ؟!
هل للرصاصة شفاه وقبلة … ؟ !
انكمشت خجلا لتقول دعنا نحيك الرواية ،سألتني مالفرق بين اشراقتي على غصني ؟! . واشراقتي المؤقتة بعد قطفي ؟!. حينها تاه الفكر يبحث عن ظل له ومع تداخل الصور المتراكمة خلف ذاكرة الزمان ، ضاعت أشلائي بين البداية والنهاية ، بين مد الذاكرة وجزر اللسان ، لملمت أنفاسي بعد أن ارتشفت من خمر عطرها المعتق قليلا كي أعيد لروحي معادلة التوازن ، وقلت لها دعيني سيدتي القرنفلة اعبر عن ؟ ! ……. أواترجم تلك المعادلات التي شكلتها انعكاس الأشعة المنبعثة من زوايا طلتك وجمال حضورك والتي استفزت فضاءات مخيلتي ، مما حفز اللسان ليحيك خاطرة على شفاه القلم مطلعها أن تضاريس وجهك الذي تلملمه الأوراق ، تعيد للوطن الغريب معناه وترسم تضاريسه المتشابكة في الذاكرة ، فعندما يداعبها العليل تتمايل لترسم صورة حورية ترقص على أنغام الأمواج ، وكأنك أيتها القرنفلة خمرية الطعم مخملية اللون تتمايلين كسيمفونية آلهة الإغريق ، إن في سحر جمالك يكمن سر أبدية الحياة ، ودفء العين وشراستها،وعلى وجه آخر تبرز عاطفة الأنثى المتجذرة على صورة بعثرة الأوراق أو لملمتها ربما محورتها لتحافظ على عذرية رحيقها ؟! ………………………. صمتت قليلا وقالت كل هذه الصور المتشابكة داعبت فكرك ،فهي المتداخلة بين اللفظ والمعنى ، بين الوجود واللاوجود ،من بدء الحياة ببكائها وحركة الانسياب للموسيقى واستفزاز الروح ،تلك معادلات شكلت وجودي معنًا وجوهرا ، لتعيد للبحر هيبته وجماليته بأمواجه الفنية كما لي…! تلك صرخة السكون …..!
أحنيت رأسي لأناقة الإجابة،ضحكت رويدا ، ثم قالت اسمع إن كنت تسمع …! عندما تسمع رائحة البارود في المعركة ورائحة الألعاب النارية في الأماكن والطرقات،وعند مسيرك في الأسواق تشم رائحة العود من مبخرة عطار كان يتذوق الهواء الممتد في الإرجاء ، أيها المثقل علي ماذا أحسست عندما تخطلت الصورة بين النكهة والطعم بين الرائحة والذوق وأنت تحاكي قهوة الصباح الممزوجة بالهال والقرنفل …! ، ذاك طعم الفضاء الممزوج بمكوناته ….. !

انتفضَت قليلا لتختزل قصرا مسافة الحوار ، همست في أذني ، دعك من كلمات النضال الرومانسي وصالونات السياسة المخملية …؟! فالرصاصة المادية جريمة في حق الإنسانية ، بينما يكون صداها ومعناها عنوان الحياة سيما عندما يحتضنها الفكر ، من هنا تلاحظ أن الرصاصة والكلمة يتحاوران في جدلية الميلاد والوجود .
تلك جدلية القبل والشفاه ….. ؟!

سكتت ثم فاض منها عبيرا طيبا ليعلن ألف وردة بصمتها وجمالها يعلو فوق صوت الرصاص ، وإن ما تفيض به القرنفلة غذاء يتذوقه الأدباء ليحيكوا رصاص الكلمات ، ويرسموا ابتسامة الحياة على حافة الروح عندها تبدءا الحكاية ……………؟!

قد يعجبك ايضا