الكشف عن الصفقة المقترحة ،،، والحليف الصامت للرئيس السوريّ د. بشّار الأسد.
حصاد نيوز – قال رئيس تحرير صحيفة (هآرتس) العبريّة نقلاً عن مصادر سياسيّة وصفها بالمطلعّة جدًا، إنّه خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة كان رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو الحليف الصامت للرئيس السوريّ، د. بشّار الأسد.
ففي الوقت الذي كان الحكم في سوريّة ينهار، وأصبحت حدودها مخترقة، وأدى الصراع على مستقبل سوريّة إلى انقسام المنطقة، حمت إسرائيل ظهر الـ”طاغية” في دمشق، حيث امتنعت قواتها عن القيام بتحركات رادعة، وعن التأييد العلنيّ للمعارضة السوريّة، وعن استغلال الفظائع في سوريّة لأغراض دعائية.
وتابع الكاتب قائلاً إنّ نتنياهو اكتفى بكلامٍ عامٍ عن تصدّع سوريّة، وبإطلاق التحذيرات من انتقال السلاح الكيميائيّ والصواريخ إلى أيدي من أسماهم بالإرهابيين.
كما أشار إلى أنّ التحالف بين الدول لا يتطلب لقاء بين زعمائها، ولا تبادل للسفراء أوْ تصريحات التأييد والمودة، وإنما يكفى وجود مصالح مشتركة يُدركها الطرفان ويتصرفان وفقاً لها، زاعمًا أنّه لدى نتنياهو أكثر من دافعٍ يدفعه إلى التقرّب من الأسد: الأول، إبعاد سوريّة عن إيران، على أمل أن تقف جانبًا وألاّ تتدخل في حال هاجمت إسرائيل المنشآت النوويّة، الثاني، خسارة التحالف مع تركيا ولاحقًا مع مصر، وقد دفع تخوّف إسرائيل من تدهور الوضع الأمني في الجنوب إلى السعي للمحافظة على الهدوء في الشمال، الثالث، إضعاف حزب الله، الرابع، التخوف من أنْ تكون المعارضة المسلحّة في الحقيقة من عناصر القاعدة، وأنْ يؤدى سقوط النظام إلى تحوّل سوريّة إلى دولة جهاديّة معادية، على حدّ تعبيره. وزاد قائلاً إنّ الخطوة الأولى لنتنياهو كانت المفاوضات غير المباشرة مع الأسد، عبر وساطة الدبلوماسيين الأمريكيين دنيس روس وفريد هوف فى نهاية العام 2010، حيث كانت الصفقة المقترحة هي انسحاب إسرائيل من الجولان مقابل السلام الشامل، وابتعاد سوريّة عن إيران، حيث قام بهذه المفاوضات عن الجانب الإسرائيليّ المحامى إسحاق مولخو، والجنرال في الاحتياط، مايك هرتسوغ، والمستشار السياسيّ آنذاك، عوزي أراد، كما أشرك رئيس الوزراء وزير الأمن حينئذ الدفاع إيهود باراك، لكنّه أبعد عنها رئيس الاستخبارات العسكريّة. وكشف النقاب عن أنّه في مطلع العام 2011 جاء روس وهوف إلى إسرائيل بعد أنْ أجريا محادثات مع مسؤول رفيع المستوى في النظام السوريّ، وقالا، وفقًا لمصدر أمريكيّ، إنّ الأسد مستعد للموافقة على الصفقة، وحاولا إقناع نتنياهو بالموافقة عليها.
ونقل الكاتب عن المصدر الأمريكيّ قوله: لقد بدا الأمر قريبًا للغاية، واستنادًا إلى كلامه فإنّ الطرفين لم يصلا في مفاوضاتهما إلى الحديث بالتفصيل عن مراحل الانسحاب، وخط الحدود، والترتيبات الأمنيّة. بعد مرور وقت قصير نشبت الأزمة السوريّة، ووُضعت هذه المفاوضات على الرف، حتى قامت صحيفة (يديعوت أحرونوت) بتسريب الخبر قبيل الانتخابات.
لكن منذ ذلك الحين تغيّرت العديد من الأشياء: فقد عاد الأسد مجددًا إلى أحضان إيران التي تُقدّم له السلاح والمال والدعم السياسيّ. من ناحية أُخرى، زاد الكاتب، اقتربت إسرائيل أكثر فأكثر من حليفيها القديمين الأردن وتركيّا، اللذين يقومان بتسليح معارضي الأسد، ويتدخلان في السياسة الداخليّة السوريّة، ويدعم كل واحد منهما فريقًا من فرقاء المعارضة.
أمّا إسرائيل ففتحت (جدارًا طيبًا)، وبدأت بمعالجة الجرحى السوريين، وتحدث قائد المنطقة الشماليّة، عن إنشاء (حزام أمنيّ) في الجولان، تُسيطر عليه ميليشيا سوريّة موالية لإسرائيل، شبيهة بما كان يُعرف سابقًا بجيش لبنان الجنوبيّ (الذي كان يُسيطر على الحزام الأمني الذي أقامته إسرائيل في الجنوب اللبناني حتى الانسحاب الأحادي الجانب الذي قام به الجيش الإسرائيليّ من هناك في العام 2000).
وخلُص الكاتب إلى القول: لكنّ نتنياهو لا يزال حذرًا ويمتنع عن استفزاز الأسد، لأنّ ذلك قد يجرّ إسرائيل إلى الصراع السوريّ، وليس واضحًا ما إذا كان أوباما قد طلب منه تشديد موقفه من سوريّة، لكن من المهم أنْ يكون نتنياهو يُخطط للوقت الذي ستضطره فيه الظروف إلى تغيير موقفه، على حدّ قوله.