كيف أعرف أن طفلي عنده مشاكل في النمو خاصة في سنتي المهد

حصادنيوز – من الضروري أن تتابع الأم معدل نمو طفلها منذ الولادة؛ لكي تطمئن على أنه ينمو بشكل صحي وسليم، وذلك لأن الطفل يجب أن يسير في معدل نموه حسب مقاييس عالمية طبية وضعت حول العالم، وفي حال كان الطفل في سنتي المهد وهما السنتان اللتان يتوجب أن يحصل على الرضاعة الطبيعية فيهما، كما يحث النص القرآني، فيجب أن يحقق الطفل نمواً حسب مقاييس عالمية تعرف بـ”مقياس بايلي”.
إذا كان “مقياس بايلي” يعني متابعة تطور الطفل في ست نواحٍ في حال أنه يتغذى عن طريق الرضاعة الطبيعية، فعلى الأم أن تتابع نموه من هذه النواحي لكي تطمئن على صحته، وحيث تظهر عليه عدة أعراض تشير إلى تأخر في النمو، ولذلك فقد التقت “سيدتي وطفلك” وفي حديث خاص بها باستشاري طب الأطفال وحديثي الولادة الدكتور محمد أبو داوود، حيث أشار إلى أعراض يمكنك من خلالها التعرف إلى مشاكل النمو عند طفلك خاصة في سنتي المهد، ومنها ضعف التواصل ونقصان الوزن وغيرها في الآتي:

ضعف التواصل منذ الولادة

• تابعي طريقة ودرجة تواصل طفلك المولود حديثاً معك، واستمري في متابعته خلال مراحل عمره، وحيث إنه من الطبيعي أن الطفل ينظر نحو الأم، ويجب أن تتأكدي من أهمية التواصل البصري مع الطفل حديث الولادة، وتقومي به معه بالحديث والضحك والغناء، ومن الطبيعي أن ينظر المولود تجاه مصدر الضوء، ويبدأ بالتدريج في التلفت حوله ومتابعة الأجسام حين تمر من أمامه ببصره، كما أنه يبدأ في متابعة الأصوات والالتفات نحو مصدر الصوت أو نحو الأب والأشقاء، وهذه كلها من علامات وأعراض النمو الطبيعية التي يجب أن تتأكدي من خلالها من سلامة حواس الطفل، وحيث ترتبط سلامة حواسه بسلامة وصحة وظائف الدماغ.
• لاحظي أن مولودك يتواصل معك، ويبدأ في إطلاق الأصوات، كما أنه يبكي بصوت قوي دليلاً على صحته؛ لأن الأطفال الذين يكون لديهم مشاكل دماغية بسبب تعرضهم لأخطاء طبية أثناء الولادة؛ وتعرضهم مثلاً لحالة نقص الأكسجين عند الولادة أيضاً فهم يعانون من صوت بكاء ضعيف، وكذلك الرضع الذين يكون لديهم تشوهات خلقية في القلب، فيجب أن تشعري بالقلق في حال كان صوت بكاء طفلك مكتوماً، أو أنه يبكي بطريقة غريبة تشبه مواء القطة، وليس بصوت بكاء معروف الوتيرة مثل باقي الأطفال.

نقصان الوزن والطول

• احصلي كل شهر على قياس دقيق لوزن وطول طفلك؛ لأنه من علامات النمو السليم والطبيعي للطفل أن يزداد طوله ووزنه بشكل طبيعي منذ الولادة، وحسب معدلات النمو التي يحددها الأطباء حول العالم، حيث يتم متابعة الوزن والطول من خلال مركز رعاية الطفولة والأمومة، وعليك المواظبة على زيارة هذا المركز حسب المواعيد المقررة، ولاحظي أن المولود يولد بوزن نحو ثلاثة كيلو جرامات وطوله يكون في حدود 50 سنتمتراً، وفي حال كان الطفل أقل من هذا المعدل فيجب أن تولي طفلك رعاية خاصة، فهناك بعض الأطفال الذين يولدون لعائلات تعاني من حالة تعرف بالتقزم، وهذه الحالة وراثية ليس لها علاج، أما في حال كان طفلك لا ينحدر من مثل هذه العائلات فيجب أن تتابعي مع الطبيب والبحث عن أسباب هذه الحالة.
• اهتمي بمتابعة نمو الطفل من حيث الوزن والطول، وحيث إن الطفل الذي يكون لديه تأخر في النمو لعدة أسباب ومنها وجود خلل في معدل هرمون النمو في جسمه، فهو يكون أقل من المعدل الطبيعي لباقي الأطفال، رغم أنه يتغذى بطريقة سليمة، وتلاحظ الأم أن طفلها أيضاً يتأخر في النمو الحركي مثل الجلوس منفرداً والحبو، والوقوف وحده ثم المشي مما يعني أن الطفل يعاني من مشاكل من النمو ويجب متابعتها عند الطبيب.

صعوبات في الرضاعة الطبيعية

• راقبي طريقة رضاعة طفلك منذ الولادة، حيث إن المواليد الذين يكون لديهم مشاكل في وظائف الدماغ أو تشوهات في القلب يكون لديهم مشاكل في عملية الرضاعة الطبيعية، ويجب على الأم ملاحظتها، وعلى الرغم من أن الرضاعة من الأم هي مصدر التغذية الأول والمفضل للطفل، ويجب أن تعرف الأم مشاكل وصعوبات تواجه الرضاعة الطبيعية وعلاجها، والتي ترتبط بالأم غالباً مثل وجود الحلمة الغائرة وضعف كمية الحليب، إلا أن الطفل الذي يكون لديه ضعف في النمو يكون غير قادر على مص ثدي الأم، ويحدث ذلك بكثرة عند المواليد المبتسرين، ويمكن التغلب على المشكلة باستخدام الحلمة الصناعية ومضخة شفط الحليب.
• تابعي طريقة رضاعة الطفل، فالرضيع الذي يبذل مجهوداً أثناء الرضاعة، وتلاحظ الأم أنه يتنفس بسرعة، كما أنه يتعرق ويصبح لون وجهه أزرق مثلاً، فهو لديه مشاكل صحية سوف تؤثر على نموه لاحقاً، وسوف يكون لديه تراجع في معدل النمو، ويجب أن تلجأ الأم إلى الطبيب؛ لأن معيار صحة الطفل ونموه الطبيعي أنه يرضع دون مشاكل تصيب الأم بالقلق عليه.

كثرة النوم

• انتبهي إلى عدد ساعات نوم طفلك منذ الولادة، حيث إن كثرة ساعات نوم الطفل، أو أن يترك الرضيع صدر الأم، ثم ينام فهذه ليست دائماً عادات صحية أو ظاهرة طبيعية عند المولود، ويجب أن تتابع الأم تطورات نمو طفلها؛ لكي تطمئن على معدل نموه وعدم وجود مشاكل في النمو، وحيث إن الأطفال الذين يكون لديهم مشاكل في النمو سوف يتعرضون لاحقاً لتأخر النمو العقلي والحركي مثلاً يقضون ساعات أطول في النوم بسبب نقص وضعف وظائف الدماغ لديهم، ويجب أن تعرف الأم أن هناك علامات وأعراضاً إياك وتجاهلها: علامات مبكرة لاضطرابات وظائف المخ لدى الرضع، ويجب أن تتابعيها ومن هذه العلامات أن يظهر لدى الطفل حركات غير متكافئة بين الشقين الأيمن والأيسر من جسمه، كما تستمر ردود الفعل التلقائية التي تظهر من مرحلة الولادة إلى أكثر من 6 أشهر بالإضافة إلى النظرة غير المتناسقة أو العشوائية عند المولود.
• قومي بإيقاظ الرضيع لكي يرضع بعد النوم لساعتين أو ثلاثة، وفي حال أنه لم يستيقظ ولم يستجب لمحاولات إيقاظك له فيجب أن يخضع الطفل للفحص فوراً، وعليك متابعة بعض الأعراض الأخرى التي تترافق مع كثرة ساعات النوم، ومن أهمها ضعف البكاء لدى الطفل بحيث لا تسمع الأم صوت بكاء الرضيع إلا حين تقف بجواره بشكل ملاصق له، وهذه شكوى هامة تشير إلى وجود تأخر في النمو عند الرضيع بعكس الأطفال الذين يمتلكون صوت بكاء مرتفع وطبيعي، ويشير إلى نمو سليم وصحي خاصة في جهازه العصبي والإدراكي بالإضافة لصحة الرئتين وجهازه التنفسي.