“تركيا” بلا أتراك.. قرية هولندية رمز لصداقة تاريخية (تقرير)
– “تركيا” قرية هولندية تقع قرب حدود بلجيكا خالية من السكان الأتراك في يومنا
– توجد قصص وشائعات متعددة حول سبب تسمية القرية بهذا الاسم
– يُقال إن القرية حملت اسم “تركيا” امتناناً للدعم الذي قدمته الدولة العثمانية لهولندا في حربها ضد إسبانيا
– مونيك ستروم، إحدى سكان القرية، قالت إنها تعمل “سفيرة رمزية” للجمهورية التركية وتستقبل في منزلها زوارا أتراكا باستمرار
– شغفها بتركيا يتجلّى في تزيين منزلها بقطع فنية أحضرتها من تركيا مثل السجاد والمصابيح
حصادنيوز – تضم مقاطعة زيلاند الهولندية، قرية اسمها “تركيا” خالية تماما من السكان الأتراك في يومنا، وتعد شاهدة على العلاقات العميقة بين هولندا والإمبراطورية العثمانية.
وتقع قرية “تركيا” في مقاطعة زيلاند جنوب غربي هولندا، على مقربة من الحدود البلجيكية.
ورغم أن القرية خالية تماما من السكان الأتراك في وقتنا، إلا أن اسمها يربطها بتاريخ طويل يمتد إلى أكثر من 400 عام، وتعتبر شاهدة على العلاقات العميقة بين هولندا والدولة العثمانية.
على الطريق الرئيسي المؤدي إلى القرية، يمكن رؤية لافتة كُتب عليها “طريق تركيا”، بينما في موقف الحافلات توجد لافتة أخرى تحمل اسم “تركيا”.
وفي مدخل القرية، تلفت الانتباه لوحة على سور المنزل رقم 16، تحمل علمي تركيا وهولندا، مما يعزز الإحساس بالصلة التاريخية بين البلدين.
“سفارة تركيا رقم 16”
تعيش مونيك ستروم، إحدى سكان القرية، منذ سنوات طويلة في منزلها المعلّق على بابه لوحة كُتب عليها “سفارة تركيا رقم 16”.
شغفها بتركيا تجلّى في تزيين منزلها بقطع فنية أحضرتها من تركيا مثل السجاد والمصابيح.
وفي حديث للأناضول، قالت مونيك ستروم إنها تعيش في القرية منذ سنوات طويلة وتعمل “سفيرة رمزية” للجمهورية التركية، حيث تستقبل في منزلها زوارا أتراكا بشكل مستمر.
وذكرت لدى عرضها أشياء منزلها مثل السجاد، والملابس، والأعلام، والفناجين، والسبحات، أن القرية استقبلت آلاف الزوار من تركيا ودول أخرى، مما يعكس الاهتمام المتزايد بهذه القرية الغامضة.
وأضافت ستروم التي تزين نوافذ منزلها بقصاصات الأخبار المنشورة عن قرية “تركيا” وعنها، إن مواطنين أتراك يزورونها كثيرا وهي مسرورة بذلك.
واستدركت معربة عن حزنها من أن بعض اللافتات التي تحمل اسم “تركيا” في المنطقة أُزيلت مع مرور الوقت، وأن القرية بدأت تفقد بعضًا من آثارها التاريخية.
أصل اسم القرية
يحيط الكثير من الغموض بأصل تسمية القرية التي يوجد فيها 22 منزلا.
وفقًا لجارة مونيك ستروم، غريتمان، هناك قصص وشائعات متعددة حول كيفية تسمية القرية بـ “تركيا”.
وقالت إن الوثائق المؤرخة في 23 يونيو 1982 في أرشيف بلدية سلويس التي تتبع لها القرية، تشير إلى أن السلطات الهولندية بدأت في جمع المعلومات حول هذا الاسم بسبب الاهتمام المتزايد الذي أبدته الصحافة التركية في تلك الفترة.
وأشارت أنه رغم الأبحاث التي أجريت في الأرشيف، لا توجد إجابة قاطعة حول أصل الاسم، ومع ذلك، تشير أكثر الروايات تداولاً إلى أن الاسم أطلقه الأمير موريتس فان أورانج، ابن مؤسس هولندا، مستلهما ذلك من الدعم العثماني للهولنديين ضد الإسبان خلال حرب الثمانين عامًا (1568-1648).
وبحسب ستروم، فإن الغموض يكتنف أصل تسمية القرية نظرا لأن المنطقة التي تأسست فيها القرية في القرن السابع عشر، تغيرت بشكل متكرر خلال الحروب التي خاضتها هولندا.
دعم عثماني ضد الإسبان
إحدى الشائعات المتداولة، بحسب ستروم، تفيد بأن القرية حملت اسم “تركيا” امتناناً للدعم الذي قدمته الدولة العثمانية لهولندا في حربها ضد إسبانيا.
ويقال إن القوات الإسبانية انسحبت من المنطقة بعد أن شاهدت الهولنديين يرتدون ملابس قدمها لهم الأتراك ويرفعون الرايات العثمانية، معتقدة أن البحرية العثمانية قد وصلت لدعمهم.
هذه الرواية عززتها شواهد أثرية مثل نافورة على شكل عمامة عثمانية موجودة في قرية “سينت آنا تير مودين” القريبة، وفق ستروم.
العلاقات التركية الهولندية
وتعود العلاقات بين الدولة العثمانية والجمهورية الهولندية إلى أوائل القرن السابع عشر، عندما أصبحت الإمبراطورية العثمانية أول دولة تعترف باستقلال هولندا عام 1612. ومنذ ذلك الحين، حافظت الدولتان على علاقات ودية.
وبعد تأسيس الجمهورية التركية، وُقعت معاهدة السلام والصداقة بين تركيا وهولندا عام 1924، مما عزز الروابط بين البلدين.
ويصادف هذا العام الذكرى المئوية لمعاهدة الصداقة مع هولندا.