نتنياهو: تحقيق أهداف الحرب “يمر عبر فيلادلفيا”
حصادنيوز – قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، إن تحقيق أهداف الحرب في غزة “يمر عبر محور فيلادلفيا” على الحدود بين قطاع غزة ومصر، مشددا على أن تل أبيب لن تنسحب منه “على الإطلاق”.
جاء ذلك في كلمة لنتنياهو بثها على الهواء مباشرة على حسابه بمنصة “إكس” مساء الاثنين، بعد إضراب عم إسرائيل واستمر لساعات عقب مقتل 6 أسرى إسرائيليين بقطاع غزة وانتشال الجيش جثثهم.
وطلب الصفح من أهالي الأسرى الـ6 الذين قُتلوا في غزة، وقال: “لم نتمكن من إعادتهم أحياء”، متوعدا حركة حماس بدفع “ثمن باهظ”.
والأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي استعادة جثث 6 محتجزين بعد العثور عليها داخل نفق بقطاع غزة.
واتهم دانيال هاغاري المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي حماس بقتلهم، لكن الحركة أعلنت أنهم قتلوا بالقصف الإسرائيلي المستمر على القطاع.
– محور فيلادلفيا
وخصص نتنياهو جزءا كبيرا من كلمته التي أعقبها مؤتمر صحفي للحديث عن محور فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر، مؤكدا أن تل أبيب لن تنسحب منه.
وفي السياق، قال نتنياهو: “تحدثت عن أهمية محور فيلادلفيا قبل 20 عاما”، وأضاف أن المحور لم يتم الاستيلاء عليه منذ سنوات لأنه “لم تكن هناك شرعية دولية أو وطنية لاحتلال غزة والاستيلاء على رفح”.
وزاد نتنياهو أن “محور الشر يحتاج إلى محور فيلادلفيا، ولنفس السبب يجب علينا السيطرة عليه”.
وأضاف: “تحقيق أهداف الحرب يمر عبر محور فيلادلفيا ولن ننسحب من هناك”.
ومضى ملمحا إلى تصريحات وزير الدفاع يوآف غالانت، الذي أكد أنه يمكن الانسحاب من فيلادلفيا خلال المرحلة الأولى من صفقة مع حماس والعودة إليه لاحقا.
وقال نتنياهو: “أذهلتني الأصوات التي خرجت من وسطنا قائلة بعد قرار المجلس الوزاري السياسي الأمني (الكابينت) إنه يمكننا مغادرة فيلادلفيا”.
واعتبر أن من يقول ذلك “يشجع حماس على قتل الرهائن والحصول على تنازلات”، وفق زعمه.
– ادعاءات نتنياهو
وقال نتنياهو: “لقد قلت بالفعل في عام 2004، إذا تخلت إسرائيل عن السيطرة على المحور، فإن غزة ستصبح جيبا إرهابيا” على حد زعمه.
وأضاف: “في عام 2005 قلت لـ (رئيس الوزراء الأسبق أرئيل) شارون إن الحد الأدنى هو إبقاء المحور في أيدينا، لذلك هذا ليس شيئا جديدا، وكان واضحاً أنه إذا لم يكن لدينا هذا المحور فسيكون هناك تسليح وخلق وحش في غزة”.
وتابع: “لهذا السبب تصر حماس على ألا نكون هناك، ولهذا السبب أصر على أن نبقى هناك”.
ومضى رئيس الوزراء الإسرائيلي: “أقول لكم كم كان دخولنا إلى رفح صعباً، أنظر ماذا دفعنا، لقد تعرضنا لضغوط هائلة في لاهاي، لقد عانينا من حظر الأسلحة، ودفعنا حياة جنودنا ثمناً لذلك، لكن هذا لا يقارن بما سيوجه إلينا إذا غادرنا فيلادلفيا، والجميع يريد منا أن ننهي الحرب”.
وأردف: “هذا المحور يختلف عن جميع المحاور، فهو محوري، ويحدد المستقبل كله، وله أهمية هائلة، لن يريد العالم أن نذهب إلى هناك مرة أخرى، بما في ذلك مجلس الأمن، ولن أخوض في التفاصيل”.
وزاد نتنياهو: “عندما دخلنا فيلادلفيا، شعرنا بالتغيير، وكان الصدع الأول في مواقف حماس”، على حد زعمه.
وقال إنه حال انسحبت إسرائيل من فيلادلفيا خلال المرحلة الأولى من صفقة محتملة “قد يتم تهريب الرهائن إلى سيناء إنها مسافة أمتار ويختفون، ويمكن أن يظهروا مجدداً في إيران أو اليمن، وبأي حال من الأحوال، هذا فخ رهيب ليس مسألة عسكرية تكتيكية بل سياسية”.
وزاد بقوله: “لن نخرج، فأهمية فيلادلفيا تكمن بأنه سيضمن سحق حماس، وعدم تشكيلها تهديداً لنا بعد الآن، وهذا هو موقفنا”.
– تصريحات بايدن
وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده في القدس، ورداً على سؤال عن الموعد الذي سيعود فيه سكان الشمال إلى منازلهم، بعد أن اضطروا إلى الإخلاء خوفا من هجمات حزب الله، قال نتنياهو: “إعطاء جدول زمني؟ هذا خطأ، ولن أشارك الخطط والجداول الزمنية”.
وفي وقت سابق الاثنين، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن للصحفيين عقب لقائه فريق التفاوض الأمريكي “نحن قريبون جدا من التوصل إلى صفقة، لكنني لا أعتقد أن نتنياهو يفعل ما يكفي”.
وتعقيبا على تصريحات الرئيس الأمريكي بشأن “عدم فعله ما يكفي” للوصول إلى اتفاق في غزة، اكتفى نتنياهو بالقول: لست أصدق أن الرئيس الأمريكي قال اليوم ما نُسب إليه”.
– لابيد يفنّد
وأثارت تصريحات نتنياهو خلال المؤتمر الصحفي ضجة واسعة داخل إسرائيل.
وبهذا الخصوص، قال زعيم المعارضة يائير لابيد: “هذا كان مؤتمرا صحفيا مخزيا لرئيس وزراء بلا روح، ما سمعناه هذا المساء من نتنياهو هو تلاعب سياسي لا معنى له، حول محور فيلادلفيا الذي لا علاقة له بالواقع”.
وأضاف أن “إسرائيل أخلت المحور قبل 19 عاما، وصوت نتنياهو لصالحه سواء في الحكومة أو في الكنيست، وكل ما وصفه اليوم هو فشله”.
ومضى لابيد، في كلمة متلفزة بثها على حسابه بمنصة “إكس”: “محور فيلادلفيا لا يزعجه (نتنياهو) حقا، بل محور (وزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير (وزير المالية بتسلئيل) سموتريتش”، في إشارة إلى تهديد الوزيرين بالانسحاب من الحكومة حال الانسحاب من محور فيلادلفيا وتوقيع صفقة مع حماس.
وقال لابيد: “نتنياهو تحدث اليوم وكأن السابع من أكتوبر لم يحدث في عهده، وكأنه غير مسؤول ومذنب بارتكاب أفظع كارثة ومذبحة في تاريخ البلاد”.
– غانتس يهاجم
بدوره، قال الوزير المستقيل من مجلس الحرب، رئيس حزب “معسكر الدولة” بيني غانتس: “العجيب أن من كان يخشى الدخول في المناورة بغزة، ولم يكن يريد المناورة إطلاقاً في القسم الجنوبي من القطاع، يشرح اليوم للوطن كله أهمية محور واحد لم يكن يريد الدخول إليه”.
وأضاف غانتس في منشور على حسابه عبر منصة “إكس”: “من لا يعرف كيفية الوفاء بالالتزام بالأهداف العامة للحرب، بما في ذلك عودة المختطفين، لا يستطيع أن يقودها، فليضع المفاتيح ويترك الصدارة لمن يستطيع مواجهة كل التحديات”.
في سياق متصل، قالت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين، في بيان تعليقا على تصريحات نتنياهو، إنه “خطاب مليء بالأكاذيب والتلفيق. نتنياهو اختار إرث التخلي بدلا من إنقاذ الأرواح وإعادة المخطتفين”.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل بدعم أمريكي حربا على غزة، خلّفت أكثر من 135 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.