طولكرم ومخيماها.. “خاصرة رخوة” لإسرائيل “حاضنة شعبية” للمقاومة

40

 

– تركزت عمليات الجيش الإسرائيلي أخيرا على مخيمات النازحين شمالي الضفة، خاصة مدينة طولكرم ومخيميها
– جراء عمليات الجيش تحول مخيما طولكرم إلى ما يشبه كومة من الأنقاض وكأن زلزال ضربهما وفق سكان محليين
** الباحث الفلسطيني سليمان الزهيري، للأناضول:
– طولكرم تعد بمثابة “الخاصرة الرخوة” لإسرائيل فهي الأقرب للعمق الإسرائيلي الأمر الذي جعلها دوما في حالة مقاومة
– تخشى إسرائيل من تكرار أحداث 7 أكتوبر انطلاقا من طولكرم لذلك تعمل على وئد الحالة النضالية هناك
– السكان في طولكرم تربطهم روح الوحدة ويشكلون حاضنة شعبية للمقاومة التي تتكاتف كافة فصائلها معا

 

حصادنيوز – بالتزامن مع حرب إسرائيل على قطاع غزة المستمرة منذ 10 أشهر، يواصل جيشها تصعيد عملياته العسكرية في شمالي الضفة الغربية، وتتركز عملياته بمخيمات النازحين، خاصة مدينة طولكرم ومخيميها “نور شمس” و”طولكرم”، حيث كانت مستهدفة بشكل أكبر في هذه العمليات خلال الشهرين الماضيين.

والسبت الماضي، قتل الجيش الإسرائيلي 9 فلسطينيين في قصف جوي لمركبتين بطولكرم، تبعها عملية عسكرية في المدينة، بعد أن كان قد انسحب منها الأربعاء السابق.

العملية الأخيرة تأتي ضمن سلسلة عمليات عسكرية نفذها الجيش الإسرائيلي في طولكرم ومخيميها، بالتزامن مع بدء حربه على غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وأدت إلى مقتل 131 فلسطينيا، وإصابة العشرات، واعتقال المئات، وفق أرقام رسمية فلسطينية.

وجراء هذه العمليات العسكرية، تبدو شوارع وأزقة مخيمي طولكرم مدمرة بالكامل، رغم أعمال التأهيل والتجريف بعد انتهاء العمليات.

وعن ذلك، قال سكان محليون، لمراسل الأناضول، إن مخيمي طولكرم تحولا إلى ما يشبه كومة من الأنقاض، وكأن زلزال ضربهما.

ولفت هؤلاء السكان إلى أن الكثير من البيوت في المخيم إما مهدمة بشكل كلي أو جزئي، فيما تبدو الشوارع مدمرة، ويعاني السكان هناك من انقطاعات في شبكات المياه والكهرباء والهاتف والصرف الصحي.

** خاصرة رخوة

وعن أسباب الاستهدافات المتكررة من قبل الجيش الإسرائيلي لطولكرم، قال الباحث الفلسطيني رئيس مجلس إدارة جامعة خضوري في طولكرم، سليمان الزهيري، للأناضول، إن “طولكرم تعد بمثابة الخاصرة الرخوة” لإسرائيل.

وأوضح قائلا: “تعد طولكرم ومخيميها الأقرب إلى العمق الإسرائيلي؛ فهي تقع على محاذاة الجدار الفاصل مع إسرائيل، الأمر الذي جعلها دوما في حالة مقاومة”.

وأضاف: “من هنا بدأ الاحتلال ومستوطنيه بشيطنة طولكرم؛ حيث نسمع بين الحين والآخر دعوات لتحويل طولكرم إلى خراب ودمار”.

وأشار الزهيري إلى أن الجانب الإسرائيلي يخشى من تكرار ما حدث في يوم 7 أكتوبر الماضي في مدن ومستوطنات إسرائيلية أخرى انطلاقا من طولكرم؛ “لذلك تسعى تل أبيب لقتل المقاومين هناك في محاولة منها لوئد الحالة النضالية”.

وفي 7 أكتوبر 2023، شنت فصائل فلسطينية في غزة هجوما على قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية قرب القطاع ضمن عملية اسمتها “طوفان الأقصى”؛ بغية “إنهاء الحصار الجائر على غزة وإفشال مخططات إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية وفرض سيادتها على المسجد الأقصى”.

وأشار الزهيري إلى أن “الحالة النضالية العسكرية للمقاومة، التي بدأت في مخيم جنين (شمال الضفة) وانتقلت إلى طولكرم (بالتزامن مع الحرب على غزة) تصاعدت بصورة كبيرة، حيث انخرطت فيها مجموعات شبابية، وجيل لا يخشى المواجهة”.

واعتبر أن السكان في طولكرم “تربطهم روح الوحدة، ويشكلون حاضنة شعبية للمقاومة، التي تتكاتف كافة فصائلها معا”.

وتابع: “شكل السكان في مخيمي نور شمس وطولكرم حاضنة شعبية للمقاومة؛ الأمر الذي صعب على الاحتلال التخلص منها وإنهاء الحالة النضالية هناك”.

** منطقة عازلة

ويفصل جدار الفصل بين طولكرم وإسرائيل، حيث تنتشر بامتداده بوابات ونقاط عسكرية للجيش الإسرائيلي، والتي باتت هدفا لعمليات المقاومة من حين لأخر.

وبمواجهة ذلك، كما يقول الزهيري، “بدأ الاحتلال بإنشاء منطقة عازلة بين طولكرم والجدار الفاصل بعمق 400 مترا في بعض الأحيان على حساب أراضي المواطنين الفلسطينيين”.

ولفت إلى أن “الاحتلال جرف مناطق واسعة في تلك الأراضي، ويطلق النار على من يقترب منها، حيث لا يسمح للمزارعين بالوصول إلى أراضيهم في تلك المناطق”.

وأرجع ذلك إلى محاولة إسرائيل “منع أي هجوم أو تنفيذ عمليات إطلاق نار” ضد مدنها ومستوطناتها القريبة من طولكرم.

وقال: “بات الجانب الإسرائيلي يعيش حالة خوف من تكرار 7 أكتوبر”.

** مقاتلو طولكرم لا يخشون المواجهة

ورغم التنكيل الإسرائيلي في طولكرم، إلا أن مقاتلي الفصائل الفلسطينية الذين ينشطون هناك لا يخشون من المواجهة.

وعن ذلك، قال مقاتل من كتائب القسام الجناح العسكري لـ”حماس” ينشط في مخيم طولكرم: “العمل الجهادي متواصل ما دام الاحتلال موجود، وعندما يُقتل منا قائد يأتي من يكمل الطريق، وهذا واجب علينا”.

المقاتل، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لاعتبارات أمنية، أضاف لمراسل الأناضول: “نعد للاحتلال كل ما يمكن من العبوات الناسفة المستخدمة في الكمائن، والقنابل اليدوية محلية الصنع، والاشتباك المباشر مع القوات”.

ورغم قلة الإمكانيات، قال المقاتل مشددا: “نحن ننتصر أو نستشهد، كلنا على هذا الطريق، لا تخيفنا لا المسيرات، نتربص بالعدو بين الزقاق وفي كل مكان لا يتوقعه”.

وأشار إلى أن سر قوتهم تتمثل بـ”الحاضنة الشعبية” في المخيمات التي تحتضنهم وتوفر لهم الملجأ.

وفي ذات المخيم، قال مقاتل من سرايا القدس التابعة لحركة “الجهاد الإسلامي” يُدعى غيث رضوان: “لا يمكن لهذا الجيش أن يقتحم المخيمات دون آليات مدرعة وبغطاء جوي، ورغم ذلك العبوات تنتظرهم، ونحقق إصابات مباشرة في الآليات والقوات”.

وأضاف للأناضول: “يعتمد الاحتلال سياسة القصف الجوي، وضرب الحاضنة الشعبية عبر تجريف البنية التحتية والمنازل، لكنه يفشل في كل مرة ونزداد قوة”.

وتابع: “نمضي على قاعدة ما أُخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة”.

وعن استهداف طولكرم، قال رضوان: “طالما كانت طولكرم ومخيماتها شوكة في حلق الاحتلال”.

وأكد أن “المقاتل لا يخشى المواجهة، فكلما ذهب شهيد أتى مكانه آخرون، وكلنا شهداء مع وقف التنفيذ”.

والشهر الماضي، بثت كتائب القسام مقطع فيديو يوثق تنفيذ 3 عمليات إطلاق نار وتفجير ضد مركبات وحافلات إسرائيلية في محيط طولكرم.

قد يعجبك ايضا