حصاد نيوز – مسألتان لا يمكن اسقاطهما من الحساب السياسي، عندما يتعلق الامر بالتصعيد الدبلوماسي، الذي شهدته العلاقات الاردنية مع النظام السوري خلال الـ «24» ساعة الماضية.
الاولى تؤشر على الغلاف السياسي والشروحات التي تضمنتها مذكرة وزارة الخارجية الاردنية، وهي تتحدث عن «مخالفات» ذات طابع شخصي في الواقع، وفردي للسفير السوري غير المرغوب به في الاردن بهجت سليمان.
والثانية ان نظام دمشق يوفر برده السريع اعتبار القائم بالاعمال الاردني في دمشق غير مرغوب فيه ايضا، الغطاء السياسي لسفرائه في الخارج، والاهم لتصرفاتهم التي تتجاوز كما هي الحال في الاردن الاعراف الدبلوماسية.
السفير بهجت سليمان خالف كل الاعراف وعدة مرات ورسالتان-على الاقل- وصلتا دمشق في الستة اشهر الماضية، تلفت نظرها لهذه المخالفات، وتطالب اما بتعديلها او بتغيير السفير، وهي خطوة بروتوكولية معروفة في المجتمع الدبلوماسي، حسب وزير الخارجية ناصر جودة.
الرد السوري كان متوقعا بكل الاحوال، من دون مراهنة على حكمة الجانب الآخر، ما يدفع باتجاه مساندة الطرف الذي يشتكي مرارا وتكرارا من توفير غطاء لتصرفات السفير سليمان في عمان.
قبل ستة اسابيع حصريا وصلت الرسالة الثانية لمساعد وزير الخارجية السوري والوزير الفعلي فيصل مقداد، وهي رسالة اردنية عبر وسيط تقول، ان السفير سليمان لا يقف عند حدود تجاوز الاعراف فقط، بل يسيء التصرف، والرسالة تأملت من المقداد التدخل لتعديل الموقف.
سياسيا قد يعكس تبادل طرد السفراء حجما من التشويش والتوتر على العلاقة الاردنية السورية، وان كان سبب هذا التوتر محصورا جزئيا بمناكفات وتصرفات السفير سليمان حتى الان على الاقل، خصوصا ان بقاء السفارة الاردنية عاملة وفاعلة في دمشق طوال ثلاث سنوات، كان عبارة عن موقف تطميني للنظام السوري تم تجاهله بوضوح .
عمليا ستتأثر العلاقات ومن المرجح ان تختفي القنوات الرسمية الدبلوماسية، في الوقت الذي تشهد فيه الحدود الاردنية السورية اصلا حالة توتر واستنفار من دون وجود ادلة مباشرة على ان النسخة الدبلوماسية من التصعيد في طريقها لاستنساخ مساحات اخرى من التصعيد.