حصاد نيوز– لست متفاجئا بتقصير المسؤول الاردني ، وعجزه عن حمل امانة المسؤولية الا ما ندر، ، واعرف المعادلات التي تجيء بمثل هذه النوعيات من المسؤولين الى الحكم ، والتي هي غالبا لا تراعي المصلحة الوطنية بقدر ما تؤمن مصالح، وامتيازات طبقة الحكم.
ومن واقع تجربتي البرلمانية المريرة ساشير في حلقات الى طبيعة هذا المسؤول، وكيفية تعاطيه مع قضايا الشعب الاردني الخدمية ، وهو ما يؤكد ان معاناة الاردنيين ليست في وارد هؤلاء المسؤولين الذين ابتلي الشعب بهم.
وساطرح كيفية تعاطي الحكومة مع معاناة اهالي لواء ذيبان في جانب مهم والذين سيظل تساؤلهم مشروعا عن سبب افتقار مستشفى اللواء الوحيد المسمى بمستشفى الاميرة سلمى الى جهاز تصوير طبقي بعد مرور سنوات على اقامة هذا المستشفى، وكلما وقع حادث طريق يضطر الاهالي الى نقل مصابيهم من المستشفى بعد دخولهم فيه ، واجراء الاسعافات الاولية الى محافظة مادبا بصورة عاجلة، وهم في حالة حرجة للخضوع للتصوير الطبقي.
وهو ما يخضع له ايضا مرضى الجلطات الذين ينقلون من مستشفى الاميرة سلمى في ذيبان الى مستشفى النديم في مادبا وهم بهذه الحالة الحرجة لاجراء التصوير الطبقي، ومن ثم العودة الى ذيبان لاستكمال العلاج.
وهي معاناة تدور رحاها مع كل حادث سير جديد، ومع كل مصاب جلطة يجعل المستشفى في حالة قصور عن اتخاذا أية اجراءات الا بعد نقله الى محافظة مادبا على وجه السرعة، ومن ثم العودة به الى مستشفى الاميرة سلمى في ذيبان.
وقد آلمني وانا ارقب الحكومة عن قرب مدى تهرب المسؤولين الاردنيين من مسؤولياتهم، وعدم قدرتهم على التعامل مع اقل متطلبات عملية الحكم، واداء مسؤولية الحكم بامانة، وشهدت كيف ان عجزهم يولد المعاناة الشعبية بامتياز، ويزيد من مساحة احتقان الشارع، وان جلبة الحكم، وصخبه يدور في مكان اخر غير قضايا الناس اليومية فربما يقام جسر بعشرات الملايين من الدنانير لارضاء شخص واحد ، ويترك لواء باكمله في دائرة المعاناة يحمل مرضاه من مستشفى الى مستشفى يبعد ثلاثين كيلو مترا للحصول على صورة طبقية.
و قصة حهاز التصوير الطبقي الحلم في لواء ذيبان تؤرقني منذ بداية عملي النيابي وقد وضعت معالي وزير الصحة عبد اللطيف وريكات بضرورة توفره في مستشفى اللواء للضروة فوعدني برفد المستشفى به على الفور، ولكنه لم يطل به المقام في الحكومة فاخرجه النسور مع اول تعديل وزاري رغم ان القاصي والداني يشهد بكفاءته، وبقدرىه على العمل، وهو من القلة العاملة بامانة في الحكومة، وبدات بعد ذلك معاناة النواب مع اكثر من وزير صحة لا يكاد يملك احدهم رؤية او قدرة على العمل والعطاء وجاء على شاكلة غالبية وزراء النسور المعطلين، وقليل منهم من نال شرف خدمة الاردنيين، ولم يبع الشعب الكلام، او جاء وخرج او سيخرج دون ان يشهد له الاردنيون اثرا.
جاء الوزير الخلف، وارسلت له مذكرة نيابية كنت قد خاطبت فيها دولة الرئيس عن الحاجة الملحة لتوفير جهاز التصوير الطبقي في مستشفى الاميرة سلمى في ذيبان، والتقيته احمل ذات المطلب، وحدث ان تعطل جهاز التصوير الطبقي في مستشفى النديم في مأدبا ايضا، ولفت نظره من خلال اتصال هاتفي الى خطورة ان تبقى محافظة كاملة دون جهاز تصوير طبقي فعمل ربطا ثلاثيا مع مسؤول في الوزارة، وسمعت اوامر معاليه باصلاح الجهاز في النديم في مادبا ، وزاد على ذلك بان ارسل ردا لرئيس الحكومة بضرورة توفير جهاز التصوير الطبقي في مستشفى الاميرة سلمى في ذيبان.
تاكدت بعدها بمدة من عدم اصلاح الجهاز المعطل في مستشفى النديم في مادبا ، وبقائه على حاله فخاطبت معاليه بالامر، وكما هي المرة الاولى اجرى ذلك الاتصال الذي تمكنت من سماعه، وبنفس الصيغ والعبارات، ومر اسبوعان واذ بهاتف يردني في الليل ومفاده عن حادث تتعرض فيه طفلة للدهس، وقد فشل مستشفى ذيبان في التعامل مع الحالة لعدم توفر جهاز تصوير طبقي، وعند وصولها الى مستشفى النديم في مادبا تبين ان الجهاز ايضا معطل فحدثت مشاحنات بين الاهل والمستشفى، وبعد ذلك جرى نقل الطفلة على وجه السرعة الى المدينة الطبية. اتصلت بمعاليه وذكرته بعدد المرات التي طلبت منه فيها القيام بواجبه، واخبرته ان “خطية” هذه الطفلة ان ماتت ستظل برقبته، ترجاني معاليه بان يتم تصويرها في أي مستشفى خاص على نفقته الخاصة، وهو الذي لم نقبله ، وبقي معاليه يتصل بي حتى ساعة متاخرة من الليل كي يتاكد من بقاء الطفلة على قيد الحياة، وبعد مدة جاء التعديل لياخذ معاليه، ويريحه من عناء المسؤولية؟؟؟.
ومع قدوم هذا الوزير الراهن وكان معطلا بامتياز طالبته مجددا بجهاز تصوير طبقي لذيبان فارسل لي ردا مقعرا بان جهاز التصوير الطبقي متوفر في مستشفى النديم في مادبا وهو يكفي للتعامل مع الحالات المرضية في المحافظة ككل.
عند ذلك ارسلت مذكرة نيابية عاجلة الى الملك عبرالديوان الملكي ، وضمنتها كتب التسويف الحكومية، وناشدته مجرد توفير جهاز تصوير طبقي لذيبان، وهو الذي استكثرت الحكومة على مرضاه – بالجلطة وحوادث الطرق- معاناة اقل مع المرض.