طفرة في عهد الاستقلال تدخل المملكة عالم الرقمنة
حصادنيوز- في الوقت الذي يتسارع فيه التطور والنمو في قطاع الاتصالات والتقنية دخولا في عصر الثورة الصناعية الرابعة، لم تتأخر المملكة عن الركب العالمي في هذا القطاع، وسارعت، خلال العقود الماضية، ومنذ عهد الاستقلال، في إدخال وتبني أحدث التقنيات والمفاهيم الذكية للاستفادة من مزايا العصر الرقمي.وفي قطاع الاتصالات، أدخل الأردن، خلال العقود الماضية، أحدث أجيال الاتصالات، ابتداء من الجيل الثاني للاتصالات المتنقلة وحتى الجيل الخامس الذي بدأ بالعمل تجاريا بشكل رسمي خلال العام الماضي.
وتعد تقنية الجيل الخامس ثورة حقيقية في الاتصالات والرقمنة مع ما توفره من قدرات هائلة، كونها تتميز بتوفير سرعات فائقة وغير مسبوقة تزيد بنحو عشرة أضعاف على سرعات الجيل الرابع.
وقررت هيئة الاتصالات الأردنية، العام الماضي، منح أول رخصة فئوية لتقديم خدمات الإنترنت الفضائي في الأردن لشركة “ستارلنك” الأردن والمملوكة من شركة “سبيس اكس”، توفر تغطية للمناطق النائية والمناطق ذات الكثافات السكانية القليلة ومواقع التعدين والحفر والمواقع السياحية والأثرية والزراعية والصناعية وغيرها، لتكون خدمات مكملة لخدمات الجيل الخامس.
وبلغت سوق الاتصالات المحلية حالة من المنافسة الشديدة التي أسهمت في زيادة انتشار الخلوي، ليسجل، مع نهاية العام الماضي، قاعدة اشتراكات بلغت 7.7 مليون اشتراك بنسبة انتشار وصلت إلى 67 % من السكان، كما زاد عدد مستخدمي الانترنت ليتجاوز 10.3 مليون مستخدم.
وتشهد السوق تطورا لافتا في خدمات الإنترنت السلكي، مثل “الفايبر”، ليسجل إجمالي عدد اشتراكاتها بمختلف تقنياتها حوالي 805 آلاف اشتراك.
وتطور قطاع التقنية الأردني، بشكل كبير، خلال الأعوام الماضية، لتصل صادرات القطاع إلى أكثر من 40 دولة في العالم وتنافس العديد من نظيراتها في الدول الأخرى.
وكان لشركات التقنية الأردنية بصمات واضحة في كثير من الدول، خصوصا الخليجية منها، بالإضافة إلى السوق العراقية.
وبالنسبة لمحور التحول الرقمي، قالت وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة “إن الأعوام الثلاثة الماضية شهدت تطورا لافتا في هذا المجال؛ حيث ارتفع عدد الخدمات الحكومية التي تم رقمنتها إلى 1173 خدمة وبنسبة 49 بالمائة من إجمالي الخدمات، وسيتم إطلاق عدد كبير نهاية العام الحالي، حيث يتوقع الانتهاء من إطلاق الخدمات الأساسية والانتقال إلى تحسين وتطوير تجربة العملاء ومنصات الخدمة، وذلك وفقا للبرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي ضمن محور الخدمات الحكومية والرقمنة”.
وبينت الوزارة أن عدد الخدمات المفعلة على تطبيق “سند” بلغ 500 خدمة، وبلغ عدد المفعلين للهوية الرقمية عبره نحو مليون هوية رقمية، مع توقعات إلى أن يصل إلى 3.5 مليون بنهاية العام 2025، كما سيتم اعتماد التوقيع الرقمي من قبل مجموعة من المؤسسات. وبخصوص الأمن السيبراني، تم إنجاز الكثير من خلال المركز الوطني للأمن السيبراني، وكذلك مركزين للبيانات ومركز للتعافي من الكوارث، وهناك خطة لعمل 4 مراكز للبيانات.
وشهد قطاع الريادة الأردني تطورات لافتة خلال الأعوام الماضية؛ حيث حصد الأردن 246 مليون دولار عبر 220 صفقة على مدى الأعوام الخمسة الماضية، ليحتل المركز الرابع في كل من التمويل الجريء وعدد من الصفقات.
وتوسعت منظومة ريادة الأعمال الأردنية لتضم 17 مؤسسة تمويلية للمشاريع الريادية، منها 14 صندوقا استثماريا خصصت مجتمعة 110 ملايين دولار للاستثمار في المملكة، وأكثر من 40 حاضنة ومسرعة أعمال في المملكة.
أرقام رسمية أخرى، تظهر أن الأردن يحتضن 200 شركة ناشئة مسجلة، معظمها شركات تعمل في مجال التقنية.