الروائي إبراهيم نصرالله في جامعة البترا‹›

28

104250_10_1400149909

  

  حصاد نيوز–  ضمن سلسلة لقاءات حوار البتر استضافت جامعة البترا الروائي الشاعر ابراهيم نصر الله أحد أكثر الكتاب العرب تأثيرا وانتشارا، في حديث عن تجربته الروائية والشعرية حيث بين أنالإصغاء أهم فضيلة يمكن أن يتحلى بها الكاتب، سواء الإصغاء للبشر أو للطبيعة ولكل تلك النداءات الغامضة التي تسكنه ولم يدرك، بعدُ كنهَهَا، مستندا إلى الدرس الأساس الذي تعلمه في الحياة وهو:”أن من لا يستطيع أن يتعلَّم لا يستطيع أن يُعلِّم”                

وقال نصرالله في المحاضرة ” إنني حاولت الإصغاء بالشعر حينا وبالرواية حينا، وبالرسم حينا، وبالتصوير حينا، وكتابة الأغنيات حينا وبنقد السينما حينا، وما زلت أبحث عن وسائل جديدة أيضا”.
وأشار خلال الحوار الذي شارك فيه د. رزان ابراهيم وعدد من اعضاء هيئة التدريس وطلاب في الجامعة إلى أن الشيء الأساس في تجربته أنه شاعر وروائي،” أما بقية الفنون التي أمارسها، فأمارسها من منطلق الرغبة في معايشتها من الداخل لأستطيع الافادة منها في الشعر وفي الرواية؛ وهكذا، ظهر أثر السينما واللوحة والصورة الفوتوغرافية بوضوح داخل تجربتي الأدبية؛ وأظن أنني عززتها وأصبحت جزءا أصيلا منها، والكتابات النقدية، عن السينما بشكل خاص، اعتبرها بمثابة سيرة ثقافية لي، لأفكاري ولنظرتي للعالم، وتأمّلي له من خلال السينما، سواء من حيث ما تريد أن تقوله هذه الأفلام على صعيد الخطاب الفكري أو الخطاب الجمالي”.
وشدد نصرالله على أن قناعته التي يؤمن بها منذ زمن طويل هي :”أن الذي لا يستطيع أن يقدِّم مساهمات جديدة على المستوى الفني لا يستطيع أن يقدم مساهمات على مستوى الخطاب الأدبي، فالوعي بالشكل جزء أساس من الوعي بالمضمون، ومن لا يعي الأشكال، لا يستطيع أن يعي المضامين تماما”.
وبين كذلك خلال الحوار الذي دار مع الطلبة أن الأدب يكتب لمصالح الناس، وليس ضد مصالحهم، مبينا ان تجربة العيش في حياته كمدرس في السعودية، كانت من القوة والتأثير إلى درجة عدم القدرة على تجاوزها بالزمن، أو التعبير عنها بالشعر، لذلك كتبت رواية “براري الحُمّى”.
وبين أيضا أن مشروع الملهاة الفلسطينية هو الثمرة المباشرة لما بعد معركة بيروت، التي فرضت حالة من الضياع والتشتت، فقد صدف أن قرأت جملة لبنغوريون يتحدث فيها عن الفلسطينيين تقول: “سيموت كبارهم وينسى صغارهم”، لافتا إلى أن القضايا الكبرى تحتاج إلى تقنيات كبيرة حتى نستطيع أن نوصل هذه القضايا الى العالم، والى الناس، وهناك كتاب قدموا صورة جميلة عن بلادهم من خلال كتاباتهم الإبداعية من أمثال الروائي الكولومبي “غابرييل غارسيا ماركيز”.
وكشف نصرالله أن رواية “طيور الحذر”، تتحدث عن تجربته الشخصية في مخيم الوحدات، مشيرا إلى أن “جوهر الأدب أن ترى مالم يراه الناس”، مبينا أن السينما منحته عالم آخر تعرف من خلالها على بضع الروايات التي تحولت إلى أفلام، وأن رواية “زمن الخيول البيضاء” استغرقت معه “22” عاما حيث كان يجمع الشهادات والخرائط والتراث الفلسطيني قبل نكبة 1948.
ورأى نصرالله انه لا توجد حواجز بين اللغة الشعرية والسردية، إذ أنه كلما ارتفع مستوى اللغة، ارتفع الإبداع، مشيرا إلى أن ترجمة أعماله إلى لغات عديدة ساهم في تعريف المتلقي الغربي بالقضايا العربية، فترجمة الاعمال الإبداعية التي تحمل هذه القضايا تحتاج إلى تقنيات عالية من اجل أن تصل بالشكل الصحيح، معتبرا ان من لا آخر له، لا وجود له”.
وبعد انتهاء الحوار قرأ الشاعر مجموعة من قصائدة منها “دمُهْم” تقول القصيدة :” دمُهم صباحُ الخيرْ/دمهم مساءُ الخير/دمهم تحيتُهم.. رسالتُهم إلينا/دمهم حكايتُهم .. وخوفهم علينا/دمهم مساجدُهم.. كنائسُهمْ/نوافذُ دورِهمْ”، وقصيدة “ناجون” يقول فيها:”نحنُ أحياءُ هذا الصباحَ/هنا لم نزلْ/قد بكينا طويلًا/ طَوالَ الظَّلامِ/على مَنْ بكى/ وعلى مَنْ قُتِلْ/وكنّا على ثقةٍ: /ليسَ أقسى علينا من اليأسِ إلّا الأملْ!”، وقصيدة “العاشق” قال فيها الشاعر:”ابن نفسي أنا وحفيدُ جمالِكْ/اشتعالاتُ نورِكِ/تحليقُ شالِكْ/مرورُ الجنونِ على شغفِ القلبِ فيكِ”.
وكانت د. رزان إبراهيم، بينت في بداية المحاضرة انها جاءت ضمن سلسلة لقاءات تنظمها لجنة “حوار البترا”، التي يشرف عليها د. تيسير أبو عرجة
وأشارت ابراهيم إلى أن تجربة نصرالله ثرية لافتة بمحطاتها المتنوعة عبر ستة عشر ديواناً، نشر بعضها على شكل مختارات إلى لغات متعددة؛ الإنجليزية والإيطالية والروسية والإسبانية والبولندية والتركية والفرنسية والألمانية، لافته أنه نصرالله صاحب مشروع روائي ممتد ثري تبرز فيه على الأخص تجربة خاصة في الملهاة الفلسطينية:”طيور الحذر، طفل الممحاة، زيتون الشوارع، أعراس آمنة، تحت شمس الضحى، زمن الخيول البيضاء، قناديل ملك الجليل” عدها كثيرون المشروع الأوسع على المستوى الروائي لتأمل القضية الفلسطينية على مدى أعوام طويلة.

 

قد يعجبك ايضا