الغواصة “تي جي كي بريفيزه”.. فخر البحرية التركية
– أحدث الغواصات التركية تؤدي مهامها العملياتية تحت شعار “أسطورة الأعماق”
– تعمل بالديزل والكهرباء وتعد من الغواصات الأكثر هدوءا في العالم
– دخلت الخدمة عام 2023 وتعمل تحت الماء 50 يوما دون توقف
حصادنيوز-بقدرتها العمل تحت الماء 50 يوما متواصلا، تساهم الغواصة التركية محلية الصنع “تي جي كي بريفيزه” TCG Preveze منذ إطلاقها عام 2023، بحماية مجالات تركيا البحرية المعروفة باسم “الوطن الأزرق”.
والوطن الأزرق في عقيدة القوات البحرية التركية هو “جميع مناطق الولاية البحرية التركية التي تبلغ مساحتها 462 ألف كيلومتر مربع والتي تم الإعلان عنها بما يتماشى مع حقوق تركيا ومصالحها الناشئة عن القانون الدولي”.
وتعد “تي جي كي بريفيزه” إحدى الغواصات المملوكة لقيادة القوات البحرية التي تمتلك 12 غواصة من ثلاث فئات هي “آي” Ay، و”غور” Gür، و”بريفيزه” Preveze.
وبهذه الغواصات باتت البحرية التركية تمتلك أحد الأساطيل الأكثر نشاطا في المنطقة، كما باتت تشكل أيضا إحدى أهم القوى الضاربة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في حوض البحر المتوسط.
“تي جي كي بريفيزه” التي تؤدي مهامها العملياتية تحت شعار “أسطورة الأعماق”، تعد أحدث الغواصات التركية التي دخلت الخدمة ضمن أسطول “تي جي كي بيري رئيس” TCG Piri Reis التابع لقيادة القوات البحرية.
يبلغ طول الغواصة 62 مترًا بارتفاع 6.2 أمتار، وتعمل بنظام الديزل والكهرباء، ويمكن لها الوصول إلى مدى أطول دون التزود بالوقود، إذ تحتوي على بطاريات كهربائية بالإضافة إلى 4 محركات ديزل.
حلم كل ملاح
عدسات فريق الأناضول رصدت الغواصة “تي جي كي بريفيزه – اس 353” أثناء تمركزها مع طاقم عملها في مقر قيادة أسطول البحرية التركية بمدينة غولجوك في ولاية قوجه إيلي شمال غرب تركيا.
وفي حديثه إلى مراسل الأناضول، قال قائد الغواصة المقدّم بحري عباس جولاق، إن العمل على متن “تي جي كي بريفيزه – اس 353” يعتبر حلمًا لكل ملاح بحري.
وأضاف: “توليت قيادة الغواصة تي جي كي بريفيزه – اس 353 في 15 أغسطس (آب) 2023، ومنذ ذلك اليوم وأنا أقوم بهذا الواجب بكل فخر”.
ولفت جولاق إلى صعوبة المراحل التي مر بها إلى أن أصبح قائدًا للغواصة، قائلا: “عملت ضابط محرك وضابط متن في أسطول الغواصات التركي، وأديت جميع المهام الموكلة لي والتي تشمل جميع المجالات المتعلقة بالغواصة على أكمل وجه”.
وزاد: “في وقت لاحق عملت ضابطا رئيسيا للغواصة والثاني في القيادة، وبعد إتمامي بنجاح جميع تدريبات القيادة، تم تعييني قائدا للغواصة تي جي كي بريفيزه – اس 353”.
جولاق أوضح أن المهمة الرئيسية لقائد الغواصة هي إبقاؤها في حالة جاهزية كاملة في جميع الأوقات، مشيرا إلى أنه يؤدي بنشاط واجبه التوجيهي والإشرافي في تدريب الموظفين ومتابعة القضايا التقنية.
وذكر أن واجبه الرئيسي يمكن تلخيصه في الاستعداد المستمر وفي جميع الأوقات، لحماية المجالات البحرية التركية ومصالح البلاد العليا في المناطق البحرية.
غواصة هادئة
بدوره، قال الضابط البحري في الغواصة “تي جي كي بريفيزه – اس 353″، النقيب قايا صمد صاغلام، إن الغواصات الموجودة ضمن ملاك القوات البحرية التركية تتميز بخصائص متشابهة من حيث شكل الهيكل والأنظمة الميكانيكية، لكن الأنظمة الإلكترونية وأحمال الأسلحة تختلف اعتمادًا على سنة البناء.
وأشار صاغلام إلى أن جميع الغواصات الموجودة ضمن البحرية التركية قادرة على العمل تحت الماء وتنفيذ مهامها العملياتية لمدة 50 يومًا، دون أن تضطر لزيارة الموانئ والأرصفة البحرية.
وأوضح أن الغواصة “تي جي كي بريفيزه – اس 353” تعمل بنظام يعتمد على الديزل والكهرباء، ويتم تخزين الطاقة في بطاريات يبلغ وزنها الإجمالي 250 طناً لتشغيل المروحة.
وأردف: “إذا انخفضت الطاقة الكهربائية المخزنة في البطاريات، يمكن إعادة شحن البطاريات. إن عمل هذه الغواصة بالطاقة الكهربائية يتيح لنا وصفها بأنها واحدة من الغواصات الأكثر هدوء في العالم”.
وأشار النقيب صاغلام إلى أهمية دورات التدريب التي يتلقاها أفراد الطاقم، ودورها في تعزيز دور نظام السلامة في الغواصة.
أسلوب حياة
من جانبه، قال ضابط الصف في الغواصة “تي جي كي بريفيزه – اس 353″، حاجي مراد سور، إنه بعد الانتهاء من دورة تدريبية طويلة تشمل تلقي المعلومات النظرية على مختلف أجزاء الغواصة، يذهب أفراد الطاقم إلى دورة تدريبية عملياتية على متن الغواصة.
وذكر سور أن الأنشطة التدريبية تستهدف في المقام الأول تأهيل ورفع مستوى الجاهزية لدى المتدربين وأفراد الطاقم، من خلال الدورات النظرية والمؤتمرات والتدريبات العملية التي تشمل الاستخدام الفعلي للأجهزة والمعدات.
وأشار إلى أن 40-45 فردًا يعملون ضمن طاقم الغواصة اعتمادًا على مجالات الخبرة والدورات التجريبية التي تلقوها.
“العمل في الغواصة أسلوب حياة لا مجرد مهنة”، وفق سور الذي قال إن أجواء العمل فيها تتيح للإنسان اختبار جميع المشاعر التي يمكن أن يمر بها في حياته، فضلًا عن تعزيز قيم الشرف والشجاعة والفخر وإعلاء روح التعاون والإيثار والوفاء والفرح والإثارة.