موسكو تحتضن المنتدى الإسلامي العالمي التاسع عشر
حصادنيوز-أقيمت في العاصمة الروسية موسكو، الأربعاء، أعمال المنتدى الإسلامي العالمي التاسع عشر بحضور رجال دين وعلماء من تركيا ومختلف بلدان العالم.
وشارك في المنتدى الذي انعقد في مسجد موسكو المركزي، رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا الاتحادية، رئيس مجلس المفتين الروس راوي عين الدين.
وحضره من تركيا، مستشار الخدمات الدينية بسفارة أنقرة لدى موسكو عمر فاروق سافوران، والسفير مدير عام مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامي “إرسيكا” محمود إرول قليج، ورئيس مركز الدراسات الإسلامية التابع لوقف الديانة التركي (إيسام) مرتضى بدر.
وقال عين الدين، في كلمته، إن الأحداث التي تجري في العالم، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط “لا يمكن أن تترك أحدا يقف غير مبال”.
وأوضح أن “العالم أجمع يتذكر كيف وبأي طريقة بدأت الصراعات في أرض فلسطين التاريخية”.
ولفت إلى أن هذه القضية مستمرة منذ 76 عاماً، وأدت إلى مقتل 100 ألف شخص وتهجير عدة ملايين من الناس.
وأضاف عين الدين: “في قطاع غزة يموت آلاف الأطفال والنساء والمسنين، وتدمر المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس”.
وشدد على ضرورة حل القضية الفلسطينية سياسيا، موضحا أن “استمرار العنف سيؤدي إلى ظهور صراعات جديدة”.
وأكد رئيس الإدارة الدينية لمسلمي روسيا أنه بدون السلام العادل والشامل في الأراضي المقدسة، لا يمكن ضمان أمن أحد في المنطقة.
وذكر أن “قضية الشرق الأوسط كانت ولا تزال واحدة من أكثر المشاكل العالمية تعقيدا منذ البداية”.
وأردف: “لا يمكن حل الأزمة الحالية إلا في إطار تشكيل نظام عالمي عادل يقوم على مبادئ التعددية القطبية وتوازن مراكز القوى المختلفة”.
وأشار عين الدين إلى أن روسيا تؤيد إقامة دولة فلسطينية مستقلة ضمن حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وتابع: “هذا هو الحل الأساسي لإنهاء العنف، وضمان السلام طويل الأمد والتنمية المستقرة في الشرق الأوسط والأمن العالمي، وخفض التوترات في جميع أنحاء العالم”.
بدوره أكد قليج أن عناصر التطرف والظلم تتزايد في أنحاء مختلفة من العالم، وأن فعالية التشريعات الدولية ما زالت تعتمد على إرادة صناع القرار.
وأوضح أنه “على سبيل المثال، يتم انتهاك القانون الدولي بشكل صارخ نتيجة الأعمال العدوانية ضد الفلسطينيين في غزة”.
وقال إن “أمن العالم وعدالة القانون يبدوان مستحيلين ما لم تكن الحوكمة العالمية مبنية على وعي أخلاقي غير محدود”.
وشدد قليج على أن الدين يجب أن يتولى دورًا مهمًا في توجيه الناس خلال الفترة الحالية.
من جهته لفت بدر إلى “إساءة استخدام الدين في بعض الأحيان، وبذلك يمكن أن يتحول الدين إلى مصدر للصراع وحتى للحرب”.
وقال: “في هذه الحالة، يبدأ بعض الناس في الاعتقاد بأن أتباع الديانات الأخرى لا يتمتعون بنفس الحقوق التي يتمتعون هم بها”.
وأوضح أن الأديان يمكن أن توحد الناس أيضا، فقد “عاش المسلمون وغير المسلمين معًا في سلام حتى القرن العشرين. والسبب في ذلك هو أن الناس كانوا يمتثلون حينها للقواعد الدينية”.
وتابع: “أما اليوم، فإن المسلمين لا يستطيعون العيش بحرية في بعض المناطق، والأحداث في فلسطين مثال على ذلك”.