أحمد حسن الزعبي يكتب..”تجبير” وقائي!

47

67043_1_1398628728

حصاد نيوز –  واحدة من صفاتنا التي تولد معنا وتموت بعدنا هي “المقاهرة”..فإذا فرغ الحديث الايجابي بين المتحاورين والأصدقاء في المجالس والمضايف ..لجأوا فوراً إلى قصف الجهة المقابلة…يحكى انه ذات يوم نفذت ذخيرة الكلام بين اثنين ، فقال الأول المضطجع على جنبه الأيسر وهو يشاهد ابن المعزّب الصغير يتسلّق شبك الحماية ويكاد يسقط: الله يرحمك يابا كنت تجبّر المكسورة! فرد الثاني المضطجع على جنبه الأيمن وهو ينظر الى نفس الطفل : أبوي أشطر من “أبوك” كان يجبّرها قبل ما تنكسر.. بعد دقائق سقط الولد وكسرت يده ولم يجدوا من يجبّرها سوى الدفاع المدني…

***

الكلام سهل ومبارزة “وجهات النظر” رياضة من لا رياضة له في هذه البلد، لكن اين الخطوة العملية والوقائية؟؟.. ففي الوقت الذي تتجه فيه الأنظار كلها الى معان وعلى أهمية ما يحدث هناك ..يجب الا تغفل أعيننا عن باقي المدن الأخرى لكي “نجبّر ” ما قبل الكسر..فنفس الأعراض التي تعاني منها معان..تعاني منها جلّ مدن المملكة دون استثناء.. التهميش في اتساع، الفقر يتورّم، الإصلاح السياسي غائب، تطبيق القانون لا يأتي الا على الصغير دون الكبير،ونظرية “الأردن هي عمان” قائمة في أذهان أصحاب القرار ويتصرّفون على نحوها..

الأنظار مشدودة إلى معان..وعيني انا في هذه الأثناء مفتوحة على المفرق ،المفرق ثاني أكبر محافظة في المملكة ومثلث جغرافي مهم بين ثلاث دول؛ السعودية والعراق وسوريا..صارت تعاني من اختلال ديمغرافي مرعب ، فلم يعد يشكل الأردنيون سوى 30% من إجمالي السكان ،اللاجئون بازدياد والوضع الخدماتي والأمني في تراجع مستمر وملحوظ!! الوقت يمرّ مسرعاً وجذور الخلل تضرب عميقاً في تربة الخطر ولا بد من تغيير المعادلة لصالح الوطن والمواطن !! عندما يتضاءل أصحاب البلد إلى ما أقل من الثلث في محافظة تعتبر الأوسع في الأردن وبوابة لأهم ثلاثة حدود سياسية من أصل أربعة اعتقد أن النوم حرام على أعين المسؤولين..

جبّروها قبل ان “تنكسر”! ..

قد يعجبك ايضا