غزة.. مجازر بحق 371 عائلة واستشهاد 2778 وسط تحذيرات من انتشار أوبئة خطيرة
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة الاثنين ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، إلى 2778 شهيداً وإصابة 9938 مواطناً بجراح مختلفة.
وخلال مؤتمر صحفي عقدته وزارة الصحة، قال الناطق باسم وزارة الصحة أشرف القدرة، إن الجهات المختصة سجلت نحو 1200 بلاغ عن مفقودين تحت أنقاض المنازل منهم نحو 500 بلاغ عن أطفال مفقودين.
وقال القدرة إن “الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجازر بحق 371 عائلة وصل من ضحاياها للمستشفيات 1981 شهيداً حتى اللحظة”. وناشد الناس التوجه إلى مستشفى الشفاء، وهو أكبر منشأة طبية عامة في القطاع الذي يبلغ عدد المنشآت الطبية العامة به 13 منشأة، من أجل التبرع بالدم.
وقال القدرة إنه إذا توقف المستشفى عن العمل فإن العالم كله سيكون مسؤولاً عن حياة مئات وآلاف المرضى الذين يعتمدون على خدمات الوزارة ولا سيما التي يقدمها مستشفى الشفاء.
من جانبه، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن “القصف الإسرائيلي استهدف 936 امرأة و853 طفلاً، بينما بلغ عدد شهداء الطواقم الصحية 37 شهيداً، موزعين بين أطباء ومسعفين وممرضين وغيرهم”.
المشافي مأوى النازحين
يفترش آلاف النازحين الفلسطينيين الأرض داخل مراكز الإيواء، هرباً من نيران الحرب؛ في ظل تردي أوضاعهم الصحية والمعيشية التي فاقمها شح المياه والمواد التموينية. اكتظت أقسام وساحات مجمع “ناصر الطبي” الحكومي في خان يونس بالنازحين بعضهم يعانون إصابات وجروحاً بفعل الحرب والغارات الإسرائيلية؛ إذ لم يعد هناك متسع لأعداد إضافية، في ظل التوافد المتواصل للنازحين، بحثاً عن أماكن آمنة.
وفي وقت سابق الاثنين، أكد سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، نزوح نحو 70 ألف شخص فقط من شمال غزة باتجاه جنوبها، نافياً ما أعلنه الجيش الإسرائيلي سابقاً، عن نزوح 600 ألف فلسطيني، جراء الحرب الدائرة مع حركة حماس.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية الاثنين إن احتياطي الوقود في مستشفيات قطاع غزة يكفي لمدة 24 ساعة فقط، ما يعرض آلاف المرضى للخطر.
نفاد المياه والوقود
في سياق متصل، يزيد نفاد المياه وتراكم القمامة وتسوية منازل الفلسطينيين بالأرض والصعوبات التي تواجهها المستشفيات في التعامل مع الوضع الصحي المتدهور، صعوبة الحياة في غزة، إذ بدأ بعض الناس بحفر آبار في مناطق متاخمة للبحر أو اعتمدوا على مياه الصنبور المالحة من الخزان الجوفي الوحيد في غزة والملوث بمياه الصرف الصحي ومياه البحر، من أجل توفير مياه للشرب.
وحذّر المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لمنطقة شرق المتوسط أحمد المنظري من تحول نقص المياه والكهرباء والوقود بقطاع غزة المحاصر إلى “كارثة حقيقية” خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة.
وقال في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية الاثنين، بشأن نقص الإمدادات الأساسية إن الأمر قد يحتمل “الأربع والعشرين ساعة المقبلة، بعد ذلك ستكون كارثة حقيقية.. لا وقود وبالتالي لا كهرباء ولا مياه لعموم سكان غزة وبالأخص للمستشفيات والمؤسسات الصحية”.
ورأى المنظري أنه إذا لم يُسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحتاجة فإن الأطباء والعاملين في هذه المستشفيات “لن يكون بيدهم إلا أمر إصدار شهادات الوفاة”.
ولليوم العاشر على التوالي يواصل الجيش الإسرائيلي استهداف قطاع غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء بكاملها، وأسقطت آلاف الشهداء والجرحى في صفوف المدنيين الفلسطينيين.
وفجر 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أطلقت حركة “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى”، رداً على “اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة”.
في المقابل، أطلق الجيش الإسرائيلي عملية “السيوف الحديدية”، ويواصل شن غارات مكثفة على مناطق عديدة في قطاع غزة، الذي يسكنه أكثر من مليوني فلسطيني يعانون أوضاعاً معيشية متدهورة، جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ 2006، جرى تشديده لأقصى الدرجات مع الحرب الحالية.
وأعلنت إسرائيل، في وقت سابق مقتل ما لا يقل عن 1300 من مواطنيها، ضمنهم 299 ضابطاً وجندياً، وإصابة ما لا يقل عن 3842.