التوتر الأمني على الجبهة الشمالية يقطع أرزاق 3 آلاف “بحار”

50

65162_1_1397423427

حصاد نيوز –  يجهد الأربعيني محمد الزعبي، الذي كان يعمل سائقا على خط الرمثا الشام (بحار)، في تأمين لقمة عيش لأسرته المكونة من 6 أفراد، بعد أن أصبح عاطلا عن العمل بسبب التوترات الأمنية التي تشهدها المناطق السورية القريبة من الحدود الأردنية منذ 3 سنوات.

الزعبي الذي اضطر إلى بيع مركبته بعد أن حجز عليها أحد البنوك جراء تراكم 4 أقساط مستحقة، وأصبح يعمل في قطاع الإنشاءات، وبيومية لا تتجاوز 7 دنانير، يؤكد أن حاله “بات مأساويا بعد الأزمة السورية وتوقف الأعمال التجارية بين البلدين”.

ويضيف أنه كان يحقق أرباحا مجزية من عمله في تحميل الركاب وبعض البضائع، خصوصا السجائر، وبيعها للمحال التجارية في الرمثا، غير أنه بات في الوقت الحالي لا يقوى على تأمين مصدر دخل يومي ثابت لأسرته.

الزعبي ليس وحيدا في هذه الحال، فهناك زهاء 3 آلاف عائلة رمثاوية يعمل أربابها “بحارة” بين الأردن وسورية، ومصيرها يبقى مجهولا بعد اندلاع الحرب في سورية، واضطرار معيليها إلى البحث عن بدائل مستحيلة.

البحار محمد السلمان يقول إنه لم يتمكن من الذهاب إلى سورية منذ اندلاع الأزمة، مشيرا إلى أن الجهات المعنية عملت على إعطاء تصاريح مؤقتة لـ”البحارة” للعمل على خطوط أخرى.

ويضيف أن العمل على الخطوط الأخرى غير مجد لوجود العشرات من المركبات التي تعمل عليها، لافتا إلى أنه تحول الآن إلى شخص متعطل عن العمل، فيما البنك وجه له أكثر من إنذار بقرب الحجز على مركبته إذا لم يلتزم بتسديد الأقساط المستحقة عليها.

وبين بحار آخر، طلب عدم الكشف عن هويته، أن البحارة نفذوا عشرات الاعتصامات أمام متصرفية لواء الرمثا للمطالبة بحرية الانسياب على الحدود ليتمكنوا من العمل، إلا أنه لم تتم الاستجابة لمطالبهم، مؤكدا أنهم على استعداد للمغامرة بحياتهم في سبيل توفير لقمة العيش لأسرهم.

ويقول السائق محمد الزعبي إن استمرار العمل على نقل الركاب أو البضائع من وإلى سورية أشبه بالانتحار، مؤكدا أن غالبية “البحارة” أصبحوا متعطلين عن العمل.

ويقتنص قليل من البحارة فرصة ما يطلق عليه بـ”أجواء هادئة”، قد لا تستمر أكثر من ساعة، للذهاب والإياب، غير أن هذه الأجواء أصبحت نادرة ولا يعتمد عليها، خصوصا أن البحارة اعتادوا على العمل بشكل يومي وغير مشروط بتوقيت أو أي أجواء.

ويشير البحار أحمد إلى أن قرابة 17 بحارا حولوا اتجاه خطوط مركباتهم إلى خط الرمثا – عمان، بدلا من الرمثا – الشام، لعدم تمكنهم من الاستمرار في نقل البضائع من درعا إلى الرمثا.

وأشار إلى أن خط الرمثا – عمان الذي انتقلوا إليه لا يوفر دخلا جيدا لأنه يعاني بالأساس من كثرة السيارات العاملة عليه، ولا يحتمل إضافة أي سيارات أخرى.

رئيس غرفة تجارة الرمثا عبد السلام ذيابات يؤكد أن الرمثا لا تعتمد على الوظائف كمصدر رزق لأبنائها، وإنما اعتمادها على التجارة والاقتصاد، لافتا إلى أن البحارة مكون أساسي من هذه التجارة، ويجب الاهتمام بما يقومون به، وعلى الحكومة أن تعتمد في قراراتها على الواقع.

ويبين أن الحدود الأردنية السورية ما تزال شبة مغلقة، وأن “الوضع التجاري في لواء الرمثا مأساوي جراء فقدان العشرات من البحارة وظائفهم”، إضافة إلى اضطرار العديد من المحال التجارية للإغلاق لاعتمادها بشكل مباشر على البضائع السورية.

على أن مصدرا أمنيا يؤكد أن مركزي الحدود الأردنية السورية (جابر والرمثا) مفتوحان أمام حركة المسافرين والمركبات، رغم تفاقم الأوضاع في سورية.

ويبين المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن “الحدود الأردنية تعمل بشكل طبيعي، ولكننا ننصح المتوجهين إلى سورية بعدم المغادرة بسبب الأوضاع هناك، وبسبب إغلاق المعابر من الجانب السوري”.

دراسات تشير إلى أن اقتصاد الرمثا يعتمد بنسبة 90 % منه على التجارة البينية مع درعا، حيث يعمل أكثر من 1200 بحار على نقل البضائع من درعا إلى الرمثا، يضاف إليهم أكثر من 1500 محل متخصص بالبضائع السورية.

قد يعجبك ايضا