«خدمة العلم » .. لماذا .. ؟؟
حصادنيوز-علاء القرالة : لا اعلم لماذا هناك من يصر على ابقاء ملف خدمة العلم مغلقا رغم حاجتنا الماسة لها وتحديدا في هذا الوقت ولاسباب كثيرة تتعلق بتنظيم سوق العمل واعادة ترتيب اوراقنا بما يتناسب مع متطلبات السوق وخلق فجوة ما بين اعداد المتقدمين وفرص العمل المتاحة، فاعادة خدمة العلم اولوية لا تحتمل حسابات اخرى، فلماذا لا نذهب لها سريعا ؟.
في الحقيقة لدينا كثير من التحديات التي تواجهنا اليوم في سوق العمل ولا ينكرها احد، وابرزها ارتفاع اعداد الخريجين من المراحل الدراسية القادرين على العمل مقابل انخفاض اعداد الفرص التي تنسجم مع تخصصاتهم جراء التطورات بسوق العمل العالمي والمدفوعة بالتقدم المتسارع في عالم التكنولوجيا التي تتطلب تخصصات مواكبة لهذا السوق وليست تقليدية كما التي هي لدينا الان وينتج عنها في كل عام الاف العاطلين عن العمل.
الواقع يقول اننا ومهما فعلنا لتحقيق هذه الغاية لن ننجح الا بحال استطعنا خلق فجوة زمنية بين سوق العمل ومخرجات التعليم، وبمدة زمنية لا تقل عن عامين متتاليين بالمرحلة الاولى ليتسنى لاصحاب القرار اعادة النظر بتلك التخصصات المشبعة، وذلك من خلال تقسيم الشباب التي تنطبق عليهم الشروط لفئتين، الفئة الاولى هم من الذي تحصلوا على معدلات في مرحلة الثانوية ولا تخولهم للدخول للجامعات ويحددون بمعدل نسبي معين، والفئة الثانية يتم الحاقهم بخدمة العلم بعد التخرج ويحددون هنا باصحاب التخصصات الراكدة وكذلك الاقل تقديرا بالجامعات وغير المخولين لسوق العمل.
للاسف حسابتنا باعادة تدوير التخصصات ومراجعتها والغائها ما زالت قاصرة لا تتعدى اهداف ومصالح مالية وشخصية ضيقة وتنحصر بتراجع الايرادات المالية للجامعات بحال تم الغاء تلك التخصصات،ومصير الكوادر التدريسية لتلك التخصصات، بينما استمرار ارتفاع معدلات البطالة وعدم حصول الخريجين على فرص عمل هو اخر ما يهمهم ولذلك تجدنا دائما ندور في دائرة مفرغة، فهل يجوز ان يبقى الحال على ماهو عليه.
معدل البطالة في الأردن بلغ خلال الربع الرابع من العام الماضي، 22.9%، فمعدل البطالة عند الذكور بلغ (20.6%)، مقابل (31.7%) للإناث، وهذه في المنطق نسبة كبيرة وليست سهلة رغم انخفاضها تدريجا ولهذا وجب علينا فعلا التفكير خارج الصندوق والا سنبقى نعالج المشكلة بمشكلة اخرى كما هو الحال الان.
في «الرؤية الاقتصادية» تم تحديد هدف بتشغيل ما يقارب مليون شاب وشابة خلال العشر سنوات المقبلة من خلال جذب الاستثمارات والتي تتطلب مهارات وتخصصات جديدة مواكبة، فلا تتخيلوا ان يعين استثمار في المستقبل معلم مجال صف ولا تربية طفل ولا علوم سياسية ولا غيرها من التخصصات التي هي اليوم سبب البطالة لدينا.
“خدمة العلم» التي نريدها ليست تقليدية وهدفها واحد ويكمن بتخفيف نسب البطالة واعادة ترتيب اوراقنا بما يتناسب مع سوق العمل الجديد، وهذا لن يتم الا بخلق تلك الفجوة الزمنية والتي من خلالها سيتضح لنا مدى تعمق ازمة البطالة في حال لو بقي الحال على ماهو عليه.. والله والوطن وشبابه من وراء القصد.