خالد مشعل يكشف حقيقة “الضغوط القطرية” على حماس
حصاد نيوز – أشاد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس)، بالدعم السخي المستمر من دولة قطر للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني قائلا اننا نعتز بمواقف قطر العزيزة لصالح الأمة والإنسانية.
ونفى مشعل في محاضرة بجامعة قطر، مساء اليوم الخميس، التقارير التي تحدّثت عن تعرّض حماس لضغوطٍ لمغادرة الدوحة لِرفع الحرج عن قطر، قائلاً: “لا صحة لما نُشر في بعض وسائل الإعلام عن هذا. نحن لم يتم الضغط علينا من قبل القيادة القطرية العزيزة، قطر احتضنتنا بشرف ورجولة ونحن نقدّر ذلك عالياً، ولم نسمع من القيادة القطرية إلا الموقف الصلب.. ولا تغيير على السياسة القطرية تجاه حماس وتجاه الفلسطينيين عامّةً، وهم على مسافة واحدة من كل الفرقاء الفلسطينيين، كما نوّه بالنهضة التي حقّقتها قطر، ودورها الفاعل كلاعبٍ إقليميٍّ ودوليٍّ مهمٍّ للغاية، مُعتبراً أنّها نموذجٌ للنجاح يُحتذى به.
وحول انعكاس التوتر مع مصر على قطاع غزة قال مشعل اننا لا نتوقّع من مصر والدول العربية إلا الفرج والانفتاح والدعم والمساندة واننا يجب ان نُعالج هذا الخلل بإرادة عربية تُنصف الشعب الفلسطيني وتُسارع بإنهاء الحصار عن غزة.
استراتيجية للنضال
وأكد مشعل أهمية بناء استراتيجية نضالية واحدة يتفق عليها الفلسطينيون يكون أساسها المقاومة المسلحة مدعومة بالدبلوماسية، والدعم الشعبي العالمي وملاحقة إسرائيل في المحافل الدولية والتمسك بالثوابت، وعدم التنازل عنها أو التفريط فيها بمفاوضات عبثية لم تحقق للشعب الفلسطيني أي شيء.
ورأى أنّ الانقسام الداخلي في فلسطين سببُه التدخّلات الخارجية واستخدام مجلس الأمن حقَّ الفيتو بانحيازٍ لإسرائيل، مُشيراً إلى أنّ الولايات المتحدة استخدمت الفيتو 77 مرةً تقريباً، 36 منها كانت لحماية إسرائيل، مُلمّحاً إلى أنّ الخلل ليس فقط في الولايات المتحدة الأمريكية، بل أنّ “هناك دولاً أخرى، في قضايا أخرى، تستخدم حقّ الفيتو وتُعطل مصالح الأمم والشعوب”. ورأى أنّ القضية الفلسطينية جوهرُ الصراع في المنطقة، وأنّ ما يشهده العالم العربي من اضطرابات لم يحدث إلا بعد أنْ زُرع الكيانُ الصهيوني في فلسطين، واصفاً إسرائيل بأنّها أداةٌ استعماريةٌ وُظّفت ِلتمزيق المنطقة، وإشغالها بنفسها لصالح المشروع الاستعماري.
قضية وطن
وتحدّث مشعل عن تعامل المجتمع الدولي مع القضية الفلسطينية، وكيف أنّ قرارات الأمم المتحدة في مُجملها تُنصف الشعب الفلسطيني نظرياً وعلى الورق، ولكنّ تمتُّعِ الولايات المتحدة بحقّ الفيتو منعَ الأممَ المتحدة من القيام بدورها في إنهاء الصراع، حيث إنّها استخدمت الفيتو 36 مرةً لحماية إسرائيل وعرقلة أيِّ قرارٍ يُدينها، قائلاً: “ما يملكه المجتمعُ الدولي من نصوصٍ ومواثيقَ وقرارات فيه الكثير من الإنصاف للشعب الفلسطيني ولكلّ الشعوب المظلومة.. لا خلاف على أنّها لو طبّقت لانتهت مأساتنا؛ فهناك قرارُ إعلانِ منحِ الشعوب المستعمَرة حقَّ الاستقلال، وحقَّ النضال بكلِّ الوسائل في مواجهة الكيانات المستعمِرة، وحقَّ العودة، وحقَّ التعويض، وحقَّ حماية الأماكن المقدّسة، وحقَّ تقرير المصير، وحقَّ الكفاح الوطني السياسي والعسكري في مواجهة المحتلِّ طالما فشلت الوسائل الأخرى، وهناك قرارات ضدّ الاستيطان”.
وتابع: “المشكلة ليست في النصوص والمواثيق بل في عدم تطبيقها، فمجلس الأمن هو صاحب القرار لكنْ تحكمه قواعد ظالمة من خلال حقّ الفيتو.. الخلل ليس فقط في الولايات المتحدة الأمريكية فهناك دولٌ أخرى في قضايا أخرى تُعطِّلُ مصالحَ الأمم والشعوب. نحن ضحايا لهذه الهيكلية الظالمة التي تُعطي حق الفيتو لِخمس دول عظمى فقط”.
واستشهد على ما سلف بالإشارة إلى ما حدث عام 1969، حين أقدم الصهاينة على حرق المسجد الأقصى المبارك، فتدخلت الولايات المتحدة مُستخدمةً حقّ الفيتو لِمنع مشروعِ قرار إدانة إسرائيل، كما أشار أيضاً إلى عام 2004، الذي اغتالت إسرائيلُ خلاله الشيخ أحمد ياسين، فكان موقف الولايات المتحدة أيضاً أنْ تدخّلت مانعةً بالفيتو إدانةَ إسرائيل.
واختتم رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، خالد مشعل مؤكّداً أنّ حماس تؤمنُ بأهمّية المصالحة، وبأنّها لا تتمّ إلا بتوحيد النظام السياسي الفلسطيني بكلّ عناوينِه ومرجعياتِه ومؤسساتِه، بحيث يُبنى هذا النظام على الديمقراطيةِ، والشراكةِ، وصناديقِ الاقتراع، وأنْ يكون الفلسطينيون شركاء في القرار السياسي، وأنْ يتوافق الشعب الفلسطيني على استراتيجيةٍ نضاليةٍ واحدة، بحيث يُظهِر كلٌّ منهم مرونةً مع الآخر.