بعد نهج المصارحة وسياسة المكاشفة لحكومة الخصاونة ّ !! نبسط الحقائق بالارقام للشعب الاردني

في يونيو 15, 2022

حصاد نيوز _ جمال حداد

كما انت،انتم ،نحن بارعون في النقد،فمن باب أَولى، الامانة العلمية والحياد، ان نكون بارعين في السرد.سرد الحقائق بحذافيرها،بتسليط الضوء على الواقع للاحاطة بالمشهد الكلي ورؤية الصورة مكتملة واضحة من الزوايا كافة،لاعطاء الحكم الصائب، كقاضٍ عادل نزيه، مُلمٍ بالقضية من جميع اطرافها،وعارف بادارة المعرفة وله دراية باعطاء الحكم الصائب المستند على معلومات يقنية ودلائل قاطعة، دون مواربة او ترجيح كفة على اخرى ـ اي طرف على طرف .

في المنطق،الفلسفة،الرياضيات،فان اي حوار او مناقشة او مسألة، ان كانت بداياتها سليمة، فالنتيجة ستكون قطعاً صحيحة لانها اعتمدت العلم والعقل والارقام والقرائن كي تقطع الشك باليقين.كذلك في السياسة فالقضية لا تشذ عن هذه القاعدة الذهبية،من اختراع العجلة حتى اكتشاف المجرة.

لا احد يُنكر اننا في الاردن نعيش مرحلة صعبة وبالغة الخطورة،لاسباب عديدة اهمها خروجنا للتو من معركة الكورونا التي استنزفت الانسان والخزينة وضاعفت البطالة،ثم جاءت حرب اوكرانيا بانعكاساتها الثقيلة على النقل وخاصة القمح ،يُضاف لما سلف الوضع الاقليمي الملتهب،وخصوصا الدول الشقيقة الملاصقة لنا كسوريا والعراق وفلسطين المحتلة،ناهيك عن الاوضاع المتدهورة في البقية الباقية مثل لبنان،مصر،السودان،اليمن.دول تشكل سلسلة مترابطة متداخلة،تتأثر ببعضها البعض بسبب الجغرافيا، وان اختلفت في اثرها او تأثيراتها المتفاوتة علينا شدة وضعفا.ناهيك عن تنامي الصراع والتهديدات المتبادلة بين ايران والكيان الصهيوني المحتل،وما يولده على الساحة العربية بمجملها.مع الاخذ بالاعتبار ما خلفته الحرب الروسية على جارتها الاوكرانية،من تضخم ارخى ظلاله على امريكا والقارة الاوروبية وكان الاسوء ما فاقم الفقر والجوع بافريقيا كافة،حيث ازدادت المظاهرات في المغرب وتونس ،بسبب انعكاسات الاوضاع الاقتصادية.هذا يعيدنا للحقيقة القائلة :ـ ان العالم بقاراته الخمس اصبح قرية صغيرة.

في هذا البلد الصابر المرابط،الاردن العظيم بتاريخه وناسه وعبقرية مكانه،علينا ان نأخذ من تاريخنا عبرة،ومن رسولنا عليه الصلاة والسلام اسوة حسنة. بداية الرسالة المحمدية الوليدة،تآمر اليهود على سيد البشرية،بالاشتراك مع بعض قبائل قريش وتحريض من منافقي الداخل.فكانت غزوة الخندق التي احاطت كالسوار بالمدينة المنورة،لكنها فشلت ونكست القبائل عائدة على اعقابها،نتيجة الصمود الاسطوري (حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله،الا ان نصر الله قريب ).بعد هذه الشدة التي زاغت فيها الابصار وبلغت القلوب الحناجر،جاء الفرج بفتح خيبر ثم توالت الفتوحات الى ان توجت بفتح مكة المكرمة.

نصر اهم عناوينه الصبر والايمان بالله والثقة بالذات.لا ان نفتح لطميات،وندمن البكائيات ونتلذذ بالاحزان وشق الجيوب،ونفرط في القيل والقال ونسج الشائعات ونشر الافتراءات دون تمحيص،وننبش في قبور الاموات و نلوك احاديث اللغو. سلبيات قاتلة تستلزم بالضرورة ان نرمي وراء ظهورنا الاعتماد على الذات،وابتكار الفرص ونجلس كاليتامى بانتظار ” حسنات الحكومة “، دون اي مبادرات فردية مبتكرة او جماعية خلاقة.

هنا الطامة الكبرى.لماذا لا نوظف هذه الظروف القاسية لصناعة المستقبل والحاجة ام الاختراع ؟. ولماذا لا نضاعف جهودنا لتغيير احوالنا،فمن شقوق الصخر تطلع النبتة الخضراء ؟ّ!. لماذا تلجأ الاغلبية الى حضن الحكومة، ولا ترى الامن والامان الا بالوظيفة، مع معرفة الجميع انها مهنة الكسالى ؟!.لماذا لا نغير هذه الثقافة ولا نصلح حالنا بانفسنا بعيداً عن الاتكالية المرضية ؟!. هي اشكالية الاعتماد على الدولة في كل صغيرة، وغياب روح المبادرة،والنحت في الصخر كما فعل اجدادنا الانباط،وجروا الماء بطريقة اعجازية فيما نحن لا نملك الامن الغذائي ولا المائي،ورغم الشح ،نكتشف على الدوام، اعتداءات جائرة على خطوط المياه لسقاية المزارع او اعادة بيعها لمن حُرم منها وهذا ينسف الادعاء بالوطنية ناهيك لا يقره شرع ولا تقبله عقيدة.

العمل المنتج،الابداع،الابتكار يعطي الانسان ثقة بنفسه وتوازنا لشخصيته.فلنتوقف عن الرخاوة و ترحيل اخطائنا، تارة باتهام الحكومة وتارة اخرى تحميل وزرنا للوالدين،لكي نخلي انفسنا من المسؤولية. بالمقابل ان كنت وفياً لوطنك، اسرتك فسيرتد الوفاء اليك ويغمرك بالعطاء. فالعمل باي شيء عبادة،وهذا دأب الاتقياء الانقياء.ان وطننا الاردني عظيم بناسه قوي بارادتهم الصلبة،ولهم القدرة على صناعة غدٍ اجمل وبكرا احلى ومستقبل افضل.” وقل اعملوا وسيرى الله عملكم ” .

من باب الانصاف والحقيقة واعطاء كل ذي حق حقه.فالتحية لدولة الرئيس بشر الخصاونة وفريقه ـ اعانهم الله جميعاً ـ على المرور بالوطن من هذه المرحلة الاصعب من صعبة،باقل التكاليف الممكنة والعمل على التعافي مما لحقنا بسبب الظروف المحلية،الاقليمية،الدولية.وليس من باب الفلذكة البلاغية والتطمينات المجانية،فالدينار الاردني ثابت قوي،و ما زال صامداً في وجه كل الزوابع ولم يهيط عن مستواه ،قياساً بكثير من الدول الشقيقة وغيرها.

عمل الحكومة قائم على مدار الساعة لاجل لملمة ما خلفته السنوات السابقة واعادة الاوضاع الى افضل من سابقاتها.فالتحية للخصاونة على ثوابته واصراره للوصول الى شاطيء الامان،مع انه ورث تركة ثقيلة وعجز موازنة تقدر بــ 2،4 مليار دينار، بمعرفة وشهادة مجلسي النواب والاعيان والصحافة،فالرجولة ان تعمل في ظروف قاهرة وتنقذ المركبة ومن عليها لا ان تقول :ـ ” الطائرة خربانة،والمركب مثقوب “.

ووفق معلومات مؤكدة ان عجز الموازنة كان سيتم تغطيته عبر الاقتراض من الصناديق والبنوك الدولية التي اصبحت في ظل الأيام صعبة للغاية نتيجة الازمة المالية التي يمر بها العالم ، فعلى سبيل المثال لا للحصر يقوم الاردن حالياً بالاقتراض بنسبة فائدة عاليه تتجاوز 7 % والسداد لمدة 5 سنوات فقط ، في حين كانت سابقاً الابواب مفتوحة للاقتراض بنسب فائدة 2 % او 3 % ولفترة سداد تمتد لسنوات تتجاوز الـــ20 عاماً ، علماً ان هناك عدد من الدول العربية تحاول الاقتراض بنسبة فائدة 14 % وفترة سداد لمدة 3 سنوات ، الا انه الاجابة ” الاعتذار ” بعد ارتفاع حجم ديونها مما أثر سلباً على تصنيفها الائتماني .

للامانة ان وزارة الخصاونة تتميز عن غيرها، بان نهجها المصارحة وسياستها المكاشفة،وبسط الحقائق بالارقام والوقائع وتقديم الكشوفات للشعب الاردني بصورة دورية، وبالتالي جردة حساب بما لها وما عليها.هذه الصراحة اللا معهودة من قبل والسابقة اللا مسبوقة، تسجل للرئيس الخصاونة الذي اخذ على عاتقه تحمل المسؤولية كاملة غير منقوصة من دون شكوى ولا تذمر بل ما اغضب الخصوم انه ظل متفائلاً وينظر الى غدٍ بعين الامل والرضا.

لا شك ان مشكلة الطاقة مشكلة عويصة، ولقد ظهر اثرها في امريكا و دول اوروبا كافة،والصحيح ان هناك عدة رفعات قادمة على البنزين،لكن بالمقابل سيكون هناك اجراءات تخفيفية على النقل تعهدت به حكومة الخصاونة لتخفيف جنون ارتفاع الاسعار العالمي حتى لا تُرهق المواطن.وبالتوازي مع ذلك سيتم توسيع الشرائح المستفيدة من التنمية الاجتماعية، ومن ثم زيادة المخصصات للشرائح الفقيرة، كلها لمقاومة شدة الاوضاع الراهنة.

خطوة مباركة اخرى يجري اتخاذها،لامتصاص البطالة فانه سيتم تعيين وجبات واسعة من المدرجين على جداول التعيينات لعام 2022 وللعلم ان المخصصات المالية متوفرة لهذه الشريحة من اجل ملءِ الشواغر.

اجراءات تخفيفية جبارة رغم ما تتحمله الخزينة من اعباء مالية باهظة.فها هي حكومة الخصاونة تعمل بما اوتيت من جَلَدٍ وقوة وعزيمة على المقلب الاخر في التنقيب عن الثروات المعدنية في كل بقعة اردنية واعدة، بواسطة شركات ذات خبرة وسمعة دولية.هذه مناقب محمودة،وجهود خارقة، لا ياتي بمثلها الا من كان قلبه على وطنه ويتفانى حباً للناس وانتماءً للقيادة، كالرئيس بشر الخصاونة في سعيه الموصول المتصل للايفاء بوعده واراحة ضميرة.فكن مع الله يكن معك.لذلك نحن واثقون ان المستقبل سيكون احلى ان شاء الله.فاستبشروا بالخير تجدوه اما من يعانون سوداوية وينظرون للدنيا بنظارات سوداء حتما سيرون الدنيا مظلمة ومن يشتكون من كآبة مزمنة يعتقدون ان الحياة جريمة لخلل في تفكيرهم ونقص في هرمون الدوبامين والسيروتونين وباقي هرمونات السعادة،فمكانهم المصحات النفسية.

نسأل الله الرضا في كل الاحوال وحمى الله الاردن واهله وقيادته والى غدٍ مشرق باذن الله،ولو كره المتشائمون والمتربصون