‘العجارمة” .. كشف عمليات احتيال فكوفِيء بمبلغ 41 دينار .. وهكذا رد
حصاد نيوز _ تحت عنوان “فن تحطيم الصورة”، كتب المحامي بشير المومني مقالاً كشف فيه عن مكافأة الدكتور على العجارمة بمبلغ 41 دينار مقابل كشفه لعمليات احتيال، فما كان منه إلا أن أعاد المبلغ وتبرع به لصالح الخزينة.
فيما يلي تفاصيل المقال :
لا أدري كيف يفكر هؤلاء ! هذا الرجل – الذي هو من أشراف الأردن – ( الدكتور علي العجارمة ) رفض التعامل مع منظومة فساد وكشف حالات احتيال على مؤسسات الدولة والقانون فكوفيء بشيك قيمته واحد واربعون دينارا !! بكل بساطة .. قام باعادته كتبرع للخزينة العامة .. وارفق ذلك بكتاب ناطق بما فيه في محاولة لكي يفهموا ماهية الأردني وما الذي يعنيه ان يكون الانسان شريفا عفيفا نظيف اليد وقد سخر نفسه للخدمه العامة واضعا تقوى الله بين عينيه .. حسابات التعامل لديه مع الله وخدمة الناس والمجتمع ..
اجتهدوا بشأنه فاغتالوه .. قدروا سعيه لوجه الله والوطن وقيم الشرف والمباديء بمبلغ 41 دينار و .. فراطة !! بدلا من ان يكرموه .. قتلوه .. اغتالوا تلك القيمة المسماة شرف في وجدانه وكأن الرجل كان يسعى لهذا التكريم العظيم !! انهم لا يفهمونه .. ولا يفهمون كل شريف في هذا البلد .. ما هذه العقيدة في الادارة العامة لا أدري لكنها تقوم على احتساب مقدار الشرف بالفلس !! أما علموا لو كانت حسابات الرجل مادية لانحاز لقوى الفساد ولأثرى بعشرات الالاف على حساب الحق والمباديء وتقوى الله !!
هذا الرجل يذكرني بوالدي رحمه الله تعالى .. كان مديرا لضريبة الدخل في الزرقاء نهاية سبعينيات القرن الماضي وبداية ثمانينياته فكان لا يدخل السوق ليشتري احتياجات المنزل ويرسل اخي الكبير رحمه الله لكي لا يحابيه تجار السوق بالسعر ! اتصل به مديره عبدالله النسور يوما ليبلغه بوجود شكوى بحقه من جهات عليا لانه لا يحضر احتفالات المملكة الرسمية ولا يستقبل جلالة الملك عند حضوره للمحافظة فقال له ( ابلغهم يا ابو زهير ان يجعلوا الاحتفالات والزيارات بعد الدوام الرسمي فهذا وقت الناس .. ) كان ياخذ اجازته السنوية ويكون على رأس مكتبه قبل حضور الآذن لان لديه مفتاح ولدى الآذن مفتاح فيسبقه .. لم نرث من ابي شيئا سوى القيم والسمعة والشرف والبعض يحاول تحطيم ذلك عندما يرسل لمن يذكرني به شيكا ثمناً للشرف !!
الدكتور العجارمة للعلم نموذج مثل آلاف الموظفين الاردنيين الشرفاء الذين حملوا ويحملون الدولة على اكتافهم لكن اعلامنا المبجل لا ينظر اليهم .. هو لا يعنيهم .. بل ينشرون كل مثلبة وسوءة لموظف تافه صغير عابر على هامش الوطن – مهما كان كبيرا – تلقى رشوة ويتركون كل الشرفاء بلا تقدير لا بل يحترفون اهمالهم حد التحقير .. لدينا الاف النماذج الاردنية المشرفة لا يأبه بهم احد واذا ارادوا تكريمهم حطموا لديهم القيم النفسية ليصبح الفساد والافساد إما على يد راشٍ لعين او على يد اداراتنا الحصيفة !! نعم .. كتاب شكر كان كافٍ .. باسمي واسم كل اردني نعتذر من الدكتور علي العجارمة على سوء تقدير اداراتنا الرسمية .. ولعن الله هذه الثقافات الدخيلة الرديئة التي تقيّم الانسان الاردني بالدينار فتحول ثقافة الرسالة الى ثقافة الامتياز ..