الخنازير البريَّة تهاجم المحاصيل الزراعية في وادي الأردن
حصاد نيوز – تتعدّد الخسائر التي يعاني منها المزارعون في وادي الأردن، جراء الانحباس المطري وارتفاع أسعار مياه الري والكوارث الطبيعية، حتى وصلت الامور الى مرحلة خطرة بسبب مهاجمة الخنازير البريَّة للمحصول قبل وبعد نضوج المحاصيل الزراعية.
ويوكد المزارع أيمن أبو زينه أن تلك الخنازير تعمل في الأرض خرابا، وتأكلُ المحاصيلَ وتدمِّرُها، ولا يبقى أمام المزارعين سوى تقبل الخسائر، في ظل خسائر مالية متلاحقة أدت بهم إلى ترك البعض منهم العمل الزراعي والتوجه إلى المهن الأخرى من دون الحصول على تعويضات من الوزارة.
وأشار أبو زينة إلى أنَّ أكثر المناطق تضرُّرا من الخنازير منطقة الزور الواقعة بين الحدود الأردنية والاسرائيلية والتي تعدُّ بؤرة تكاثر لها، كونها منطقة حدودية.
ويشير المزارع عبدالله خالد إلى أنهم يعلمون مسبقا وقبل عملية الزرع في المناطق الزوريه بأنَّ نصفَ كمية الإنتاج ستتلفُ، وتأكلها الخنازير، فيما النصف الآخر لا يعوض الخسارة.
ويضيف انه “وعلى الرغم من ذلك نواصلُ الزراعة لأنها مهنتنا التى ورثناها عن اجدادنا”، منوها الى أن 50 % من سكان وادي الاردن يعملون في القطاع الزراعي والنصف الآخر يعمل في الوظائف الحكومية والقطاع الخاص.
ويعتبر أن الاساليب المتبعة في التخلص من قطعان الخنازير غير مجدية ومضرة بالأشجار والمزارعين والطيور، منها السموم وزرع الأفخاخ في الأرض.
وتتزايد أعداد الخنازير التي تهاجمُ الأراضي الزراعية في ساعات المساء بعد أن تخلو المنطقة من المزارعين والعمال، بحسب المزارع خالد علي.
ويؤكدُ مدير زراعة سلطة وادي الأردن عبدالكريم شهاب أنَّ أكثرَ مناطق الشونة الشمالية تعرُّضا لاعتداءات الخنازير البرية، هي منطقة الزور الحدودية الواقعة في حوض نهر الأردن، مؤكدا أن مديريات الزراعة تعمل على مكافحة تلك القطعان، مما خفف من خسائر المزارعين في المناطق الزورية.
وينصح المزارعين بتسييج المزارع والبيارات وتسويرها كأفضل طريقة لمكافحة الخنازير، لافتا إلى أنَّ الزراعة منَعَت أخيرا عملية التسميم التي كانت تستخدَمُ سابقا، وأوقفت تزويدَ المزارعين بالسموم التي كانوا يحقنونها في الفواكه، لما لها من آثار بيئية على التربة. وفي الوقت الذي يُشيرُ فيه شهاب إلى أنَّ هجمات الخنازير فردية لقلة أعدادها، فيما كانت في السابق تدخلُ البيارات على شكل قطعان، يؤكدُ مزارعون ارتفاعَ أعداد الخنازير في المنطقة الحدودية.
وقال المزارع صابر بشتاوي، أحد أصحاب البيارات في منطقة الزور، إنَّ الأعمالَ التخريبية التي تسبَّبَت بها الخنازير في مزارعهم حمَّلتهم تكاليفَ مالية تصلُ إلى 400 دينار، موضِّحا أنَّ الخنازيرَ تأكلُ المحاصيلَ، وتكسِرُ بقرونها سيقانَ أشجار الموز الصغير في العمر فتموت.
ويؤكدُ أنه لا توجدُ أساليب أخرى لمكافحة الخنازير، بعد أنْ مُنِعَ الصيد وشدَّدَت الأجهزة الأمنية على المزارعين دخول أراضيهم بعد ساعات المساء لحمايتها.
ويشير أنَّ نسبة الخسارة التي يتكبَّدُها كلَّ موسم زراعي تصلُ إلى 30 %، مبيِّنا أنَّ أعدادا كبيرة من الخنازير تهاجمُ أراضيه المزروعة بالخضراوات يوميا، وأنَّ ما يَزيدُ على الـ 25 خنزيرا تجد لها مدخلا لمزرعته التي سوَّرَها مؤخرا.
ويؤكد مزارعون متضررين أنَّ حجمَ المشكلة كبير، وأنها ما تزالُ بحاجة إلى جهود للحدِّ منها، مبينا أنَّ الخنازير التي تهاجم بيارات المزارعين في تزايد، وهو ما يستدعي تعاونا إقليميا مع الجهات المعنية للقضاء عليها.
ويوضح أنَّ المكافحة تتطلبُ العودة إلى أسلوب الصيد، بحيث تسمحُ الجهاتُ المعنية للمزارعين الصيد بموجب تصريح من الأجهزة الأمنية، ضمن أوقات محدَّدة، وتحت رقابتهم وإشرافهم.
وفي الوقت الذي تدعو فيه الزراعة مزارعيها إلى تسييج البيارات يؤكد المزارع أبو عبدالله أنَّ المزارعينَ الصغار لا قدرة لهم على تحمل تكاليف إنشاء أسيجة محكمة، مثبَّتة بقواعد إسمنتية نتيجة لارتفاع تكلفتها.
وبيَّن أنَّ الخنازير تهاجمُ المزارعَ طوال السنة، وتقوم بأعمال تخريبية للمحاصيل، فتتلفها وتأكل ما طاب لها من مزروعات.
يذكر أن المنطقة الزراعية في وادي الأردن تصل مساحتها إلى 330 ألف دونم قابلة للزراعة، بيد أن المستغل منها فعلياً 270 ألف دونم فقط، موزعة في الشونة الجنوبية بـ110 آلاف دونم قابلة للزراعة المستغل منها 83 ألف دونم بما فيها المساحة المستغلة لزراعة الموز، وفي ديرعلا 85 ألف دونم قابلة للزراعة تم زراعة 83 ألف دونم وتعتبر أعلى نسبة، بينما في الشونة الشمالية يوجد 135 ألف دونم مستغل منها 100 ألف دونم بحسب إحصائيات مديرية زراعة وادي الأردن.