الملك يُنزل مجلس النواب والحكومة عن «الشجرة»

46

News-1-100720

حصاد نيوز – يضع الملك عبدالله الثاني بصمت، ومن دون ضجيج، لمساته ‘الإنسانية والسياسية’ على تفاصيل وحيثيات المشهد الأردني والإقليمي، بعد حادثة الشهيد القاضي الدكتور رائد زعيتر.

لا يمكن إسقاط أدبيات العمل الدبلوماسي والسياسي المحترف الذي يحافظ على مصالح الأردن، ويقدم مساهمة فعالة بصمت من وراء الكواليس للحكومة ولمجلس النواب، ويُنزلهما معا عن الشجرة، بعد ان ساهم الرصاص الإسرائيلي ‘الغادر والحاقد’ دوما وأبدا على حد تعبير مسؤول كبير قال في محاولة إحراج الأردن في فترة عصيبة يجلس فيها الأردن على كرسي الرئاسة لمجلس الأمن.

ظروف واعتبارات سياسية ملموسة، منعت اللجوء إلى ‘التصعيد’ المكلف في ظل ميزان قوى يعرفه الجميع، من دون أي ‘تفريط’ بحق الشعب الأردني وحق دماء القاضي زعيتر الزكية، التي قدمت بدورها مساهمة مكشوفة في توحيد الأردنيين.

قبل ذلك كان القرار الأردني السياسي يركز على تجنب منح متطرفي إسرائيل أسبابا جديدة للمساس بمصالح الأردن .

الجهد الملكي خلف الكواليس ومن دون استعراض انتهى بان حصل الشعب الأردني على ما لم يحصل عليه اي شعب آخر من الجانب الإسرائيلي، دون أن تنتهي القضية بعد، فالتوجيهات الملكية – حسب مصادر – تقضي بمشاركة أردنية تفصيلية في كل مفاصل التحقيق حتى الوصول للحقيقة.

والعمل لاحقا بعد تحقيق ثنائي ‘قضائي’ مستقل على ضمان، ليس فقط معاقبة المجرم، ولكن متابعة كل الإجراءات القانونية اللاحقة، بما فيها وعلى أبرزها تعويض الضحية وأطفاله واسرته، ووفقا للقوانين الدولية، وهو ما قد تلمح له الحكومة في بيانها الوزاري امام مجلس النواب في جلسة الثلاثاء.

حقوق اسرة زعيتر ومن بعده حقوق الشعب الأردني ‘لن تضيع’ تحت وابل القصف السياسي الدعائي غير المبرر، وإتصالات الإعتذار الإسرائيلية المباشرة الخالية من صيغة ‘التعبير عن الأسف’ أصر الأردن على أن تشمل شيمون بيريز بصفته رئيس دولة إسرائيل وبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء، وهي إعتذارات بالمدلول القانوني الدولي والإسرائيلي تعني مبدئيا الاعتراف بحصول الجريمة من حيث المبدأ، وهو ما تفعله إسرائيـــــل بهذه السرعـــــــة ومن دون خيارات لأول مرة.

لذلك صدر الخبر الرسمي عن إدارة الإعلام بالديوان الملكي على نحو يوضح بان الملك تلقى أمس الاثنين اتصالا هاتفيا من الرئيس الإسرائيلي، شمعون بيريز، قدم لجلالة الملك خلاله اعتذاره، كرئيس لدولة إسرائيل، عن حادثة استشهاد القاضي رائد زعيتر، معربا عن تأثره البالغ وأسفه لما حدث، ومؤكدا التزام إسرائيل بالمضي قدما بالتحقيق المشترك في الحادث مع الجانب الأردني.

وشدد الرئيس بيريز، خلال الاتصال، حرصه على الاستمرار في العمل مع جلالة الملك والأردن بما يخدم تحقيق السلام في المنطقة.

وحسب بترا تلقى الملك اتصالا مماثلا من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

وهي صيغة ان الإجراء الأردني لن يقف عند حدود الإعتذار بل سيتابع التفاصيل لاحقا ويصر على التحقيق قبل التوصل لأي إستنتاجات وإلى الوصول إلى ‘ضمانات’ عملية بان لا تتكرر الجريمة.

العرب اليوم

قد يعجبك ايضا