إعلام إسرائيلي: لقاءات شرم الشيخ الثلاثية رسالة احتجاج إلى واشنطن

102

حصادنيوزقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن اجتماعات زعماء إسرائيل ومصر والإمارات في شرم الشيخ تُعد رسالة احتجاج إلى واشنطن بشأن تقدّم المحادثات النووية مع طهران، واستعدادها لإزالة “الحرس الثوري الإيراني” من قائمة التنظيمات الإرهابية.

اعتبرت وسائل إعلام إسرائيلية أن لقاءات رئيس الحكومة نفتالي بينيت، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، في شرم الشيخ، رسالة احتجاج إلى واشنطن بشأن تقدّم المحادثات النووية مع طهران، واستعدادها لإزالة “الحرس الثوري الإيراني” من قائمة التنظيمات الإرهابية.

ووصل بينيت وبن زايد إلى شرم الشيخ الاثنين، وعقدا لقاءات ثنائية مع السيسي، ويُتوقع أن يعقد الزعماء الثلاثة، قمة ثلاثية الثلاثاء حسب وسائل إعلام إسرائيلية.

ولم يصدر أي بيان رسمي عن مصر أو إسرائيل أو الإمارات، عن فحوى اللقاءات.

ونَقلت هيئة البث الإسرائيلية الثلاثاء عن مصدر دبلوماسي إسرائيلي لم تسمه، قوله إن “اللقاء سيتناول المصالح الأمنية التي تتقاسمها الدول الثلاث”.

وأضافت: “تُعارض إسرائيل والإمارات المسعى الامريكي لشطب اسم الحرس الثوري الإيراني، من قائمة الإرهاب لإرضاء إيران”.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، قد ذكرت الأسبوع الماضي، أن الولايات المتحدة الأمريكية تدرس إزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب، مقابل تعهد علني من إيران، بوقف التصعيد في المنطقة.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية: “من بين المواضيع التي ستكون أيضاً في صلب محادثات القمة الثلاثية، التوتر القائم بين كل من الولايات المتحدة ومصر والإمارات، في ظل استمرار الحرب الروسية على أوكرانيا وارتفاع أسعار القمح، واحتمال رفع كميات النفط التي تصدرها الإمارات، لارتفاع أسعاره الحاد في الاسواق العالمية”.

وقال نائب وزير الخارجية الإسرائيلي إيدان رول، لهيئة البث الإسرائيلية، الثلاثاء: “نبني باستمرار علاقات مع الدول من حولنا، نحن في حوار مكثف مع الأمريكيين للتأثير على الاتفاق النووي، إسرائيل مصممة على التأثير على الاتفاق”.

ومن جهتها، اعتبرت صحيفة “إسرائيل اليوم”، الثلاثاء أن “القمة الثلاثية هي وليدة الغضب تجاه الرئيس الأمريكي جو بايدن”.

ونقلت عن مصدر حكومي إسرائيلي، لم تسمه قوله إنه “جرى التخطيط للقمة الثلاثية سراً في الأيام القليلة الماضية”.

وقالت: “رسمياً، كان الاجتماع مخططًا لإعلان تجديد الرحلات الجوية بين شرم الشيخ ومطار بن غوريون الدولي، لكن، وفقاً لمسؤول إسرائيلي، كان السبب الحقيقي للاجتماع هو غضب الأطراف الثلاثة من الولايات المتحدة بشأن تقدم المحادثات النووية مع إيران واستعداد إدارة بايدن لإزالة الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية”.

وأضافت: “إسرائيل معنية أيضاً بمساعدة مصر في إيجاد مصادر بديلة للقمح، في ظل احتدام الصراع الروسي الأوكراني”.

وبدورها، وصفت هيئة البث الإسرائيلية اللقاء بأنه “قمة مناهضة لإيران”.

وقالت: “نُسِّقت هذه اللقاءات مسبقاً، مع التقييم في إسرائيل بأن توقيع الاتفاق النووي هو قرار اتخذ بالفعل، ويعتمد الآن على الإيرانيين فقط، إنه يتعلق بتعزيز جبهة إسرائيل والإمارات ضد إيران، وأيضاً رسالة إلى الإدارة الأمريكية، مع انتقاد كل من الخليج وإسرائيل لإدارة بايدن”.

ولكنّ هيئة البث الإسرائيلية ذاتها، نقلت عن مصادر سياسية إسرائيلية، لم تسمها قولها: “تؤدي إسرائيل دور الوسيط بين الإمارات والولايات المتحدة، لتهدئة التوترات بين الطرفين”.

وقالت: “واشنطن غاضبة من زيارة بشار الأسد الإمارات (يوم الجمعة الماضي)، ووصفتها بأنها استفزازية، إذ يقاطع الأمريكيون الرئيس السوري، من ناحية أخرى فإن الإمارات غاضبة لأ نها تشعر بنقص في الدعم الأمريكي في قضية هجمات المتمردين الحوثيين”.

وبدورها، قالت صحيفة “جروزاليم بوست” الإسرائيلية، الثلاثاء، إن الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، تُعارضان تحرك الولايات المتحدة نحو إزالة الحرس الثوري الإسلامي الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.

ولاحظ موقع (تايمز أوف إسرائيل)، الثلاثاء، أن اللقاء هو القمة الثلاثية الأولى، بمشاركة بينيت والسيسي وين زايد.

وأشار إلى أن بينيت التقى السيسي الاثنين في لقاء هو الثاني الذي يجمعهما على أرض مصرية، بعد لقائهما الأول، في شهر سبتمبر/أيلول الماضي.

وقال: “ستُمثل القمة الثلاثية أحدث التطورات في اتفاقات إبراهيم، التي شهدت تطبيع إسرائيل العلاقات مع الإمارات والبحرين والمغرب في اتفاقات تمت عام 2020 بوساطة إدارة ترامب”.

وأضاف (تايمز أوف إسرائيل): “سيكون الاتفاق النووي الإيراني بالتأكيد على جدول أعمال شرم الشيخ، إذ تسعى إسرائيل إلى مزيد من التنسيق مع حلفائها العرب بشأن هذه القضية”.

وتابع: “تعارض إسرائيل بشدة العودة المشتركة بين الولايات المتحدة وإيران إلى اتفاقية 2015، (انسحب الرئيس السابق دونالد ترامب منها عام 2018)، لكنّ القاهرة وأبو ظبي أكثر ودية لإحياء الصفقة”.

وأكمل موقع (تايمز أوف إسرائيل):” القاهرة وأبو ظبي، قلقتان بشأن دعم إيران للوكلاء في جميع أنحاء المنطقة، لكنهما تريان أن إيران قادرة على السباق نحو قنبلة، في غياب أي اتفاق”.

وتابع: “ومع ذلك، قد يستخدم بينيت القمة لحشد دعم مصر والإمارات العربية المتحدة، لحملته العامة ضد الخطط الأمريكية، المُبلغ عنها لشطب الحرس الثوري الإيراني من قائمة الجماعات الإرهابية”.

وبدورها، فقد اعتبرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية القمة الثلاثية المرتقبة اليوم “حدثاً غير مسبوق”.

وقالت: “من المتوقع أن تتناول القمة الإقليمية المصالح الأمنية المشتركة، فبالنسبة إلى رئيس الوزراء بينيت، فإن القضية المهمة التي يطرحها على الاجتماع الثلاثي هي القضية الإيرانية بشكل عام، والحرب الاقتصادية فيها بشكل خاص”.

كما أشارت إلى أن اللقاء بين السيسي وبينيت يأتي بعد الإعلان، الأربعاء، عن تسيير الخط الجوي بين تل أبيب وشرم الشيخ، بدءاً من مطلع شهر إبريل/نيسان المقبل.

وأطلقت صحيفة “يديعوت أحرونوت” على اللقاء وصف “خطة محاصرة إيران”.

وقالت: “يحاول بينيت، الذي سيلتقي السيسي وبن زايد، توحيد القوى في المنطقة، ضد إيران، والهدف الآخر هو تخفيف حدة التوتر بين الإمارات والولايات المتحدة التي ترفض إعادة الحوثيين إلى قائمة الإرهاب وتفكر في إخراج الحرس الثوري الإيراني منها”.

وقالت: “الاجتماع الذي يعقد في منتجع سياحي بشبه جزيرة سيناء، جزء من هندسة إسرائيلية كاملة لمحاصرة الإيرانيين”.

وأضافت: “هدف إسرائيلي آخر في القمة، هو تخفيف التوتر بين الولايات المتحدة والإمارات، على خلفية الرفض الأمريكي لإعادة الحوثيين في اليمن، إلى قائمة الإرهاب حتى بعد الهجمات ونيرانهم الصاروخية على الإمارات والسعودية، وازداد الغضب الإماراتي عندما علموا أن الأمريكيين يفكرون في نفس الوقت في إزالة الحرس الثوري الإيراني من القائمة”.

وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل ودول الخليج، وعلى رأسها الإمارات والسعودية “تخشى من تداعيات إمكانية تجديد الاتفاق النووي مع إيران، ورفع العقوبات الأمريكية عنها”.

ومن جهتها، قالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، الثلاثاء: “إسرائيل مهتمة بإقناع الإمارات والسعودية، بزيادة إنتاجهما النفطي لتقليل اعتماد العالم على النفط الروسي”.

وأضافت: “وعلى صعيد اقتصادي آخر، ترغب إسرائيل في مساعدة مصر في إيجاد مصادر بديلة للقمح، فحتى اندلاع الحرب في أوكرانيا، كانت البلاد تعتمد على القمح من أوكرانيا وروسيا، كما تضررت من الارتفاع الحاد في أسعار القمح العالمية”.

TRT عربي – وكالات
قد يعجبك ايضا