اولياء أمور يشكون صعوبة إجراءات نظارة الطلبة الطبية .. والتربية ترد
حصادنيوز– 10 دنانير كلفة النظارة الطبية المجانية للطلاب وتحتاج لتعبئة نموذج وفحص طبيب وإستلامها من وكيل
شكا أولياء أمور طلبة من تعقيدات الإجراءات الروتينة والطويلة لغايات حصول الطلبة الذين يعانون من ضعف النظر على نظارة طبية مجانية، بحسب ما أعلنت وزارتي الصحة والتربية مطلع شهر تشرين الثاني الحالي.
المواطن فارس محمود قال ، إن لديه طالبين بالمرحلة الأساسية أحدهما (6 سنوات) يعاني من ضعف النظر والآخر (9 سنوات) لديه إنحراف، ولا يستطيع شراء نظارت طبية لهما لضيق الحال، وأعتبر الحصول على نظارات طبية لأبنائه عن طريق التربية أمر “تعجيزي” لكثرة الإجراءات والوثائق والتقارير الطبية المطلوبة بداية من الطبيب العام في المركز الصحي، ثم الحصول على تحويلة الى طبيب العيون المختص في المستشفى وإنتظار دور المواعيد، وبعد ذلك الرجوع بالتقارير الى المدرسة ثم الى محل بيع النظارات المعتمد.
أم جواد والدة أحد الطلبة (8 سنوات)، اتفقت مع رواية من سبقوها وقالت، إنها واجهت عناء وصعوبة ووقت طويل وانتظار في المراكز الصحية وبعد الإنتهاء من جهة الطبيب العام أخذت تحويلة الى مستشفى البشير قسم العيون المعتمد للفحص وبعدها الى محل النظارات، معبرة عن إستيائها.
وقالت: “يعني الطالب الفقير بده يدفع اكثر من ثمن النظارة حتى يحصل عليها.. وفوق كل ذلك بده شهر وهو بين المدرسة والمركز الصحي ومستشفى البشير ومحل النظارات، شكرا وزير التربية والتعليم وشكرا وزير الصحة، المهم انكم اصدرتم ووقعتم كتابا، أما الطالب وأهله فيعانون”!.
أما محمد السطري فاختلف مع رواية سابقيه، وأكد لـ عمون أنه حصل على نظارة طبية لابنه محمد في الصف السابع الابتدائي خلال يومين فقط، حيث أخذ في اليوم الأول نتيجة الفحص والتقرير الطبي من المركز الصحي الشامل، وفي اليوم الثاني ذهب لمركز البصريات المعتمد وحصل على نظارة طبية مجانية، قائلا “الموضوع سهل بس في ناس بدها كل اشي على البارد المستريح”.
ولي أمر أحد الطلبة رفض ذكر إسمه، اقترح على الجهات المعنية إعطاء أي طالب يثبت ضعف النظر لديه ثمن النظارة بشكل مباشر دون تكلفة الذهاب والتعطيل وغيرها من الإجراءات التي قد تكبد الأهالي عناء الذهاب الى المدرسة ثم المركز الصحي وبعد ذلك المستشفى وأخيرا الى محل البصريات.
الأستاذ التربوي المتقاعد احمد سلام، عبر في منشور له على الفيسبوك عن إستيائه من الاجراءات الملزمة لأهالي الطلبة للحصول على نظارة طبية مجانية، مشيرا الى أن ثمن النظارة أقل بكثير مما تتطلبه إجراءات التربية للحصول عليها مجانا، حيث يقطع الطالب وأهله شوطا طويلا بين مراكز الفحص والذهاب والإياب بين مكاتب التوقيع وإصدار التقارير حتى يحصل على النتيجة النهائية بأنه يعاني من درجة معينة لضعف البصر ويجب أن يرتدي نظارة طبية مخصصة لذلك.
مصدر مطلع على عطاء النظارات الطبية أكد أن قيمة النظارة الطبية للمراحل الأساسية وصلت في السنوات الماضية الى 12 دينارا، وهذه السنة تكلفتها تقدر بـ 7 – 10 دنانير في حدها الأعلى، وذلك بحسب قياس ونوع العدسة، مشيرا الى أنه تم تسليم نحو 600 نظارة منذ البدء بالعطاء بتاريخ 8 تشرين الثاني الحالي.
بدوره، قال الناطق الإعلامي في وزارة التربية والتعليم الدكتور أحمد المساعفة، إن هذه المبادرة تستهدف أي طالب يشكو من ضعف في النظر ضمن المرحلة الأساسية من الصف الأول وحتى الصف العاشر في المدارس الحكومية والثقافة العسكرية، مؤكدا أن الإجراءات سهلة وميسرة لأي طالب ولا يوجد فيها أي تعقيد، خاصة وان المراكز الطبية والمستشفيات الحكومية والوكلاء يتواجدون في نفس نطاق مديريات التربية.
وبين المساعفة أن أي طالب يمكنه أخذ النموذج المتوفر في مدرسته والذهاب الى طبيب العيون في المركز الصحي، وفي حال لم يتواجد طبيب مختص يتم تحويل الطالب الى أقرب مستشفى حكومي ضمن منطقة سكنه، وبعد فحص نظر الطالب يقوم الطبيب بإعطائه تقرير فحص النظر والقياسات اللازمة ومن ثم يتوجه الطالب أو ولي أمره الى مركز البصريات او الوكيل المعتمد والمتواجدين ضمن جميع مديرات التربية في جميع المحافظات لأخذ القياسات والحصول على النظارة الطبية المجانية.
يذكر أن وزير الصحة الدكتور فراس الهواري، وجه كتاباً لوزير التربية والتعليم الدكتور وجيه عويس مطلع تشرين الثاني الحالي، للإيعاز لمدراء التربية والتعليم ومدراء المدارس الحكومية والثقافة العسكرية لتحويل أي طالب في الصفوف من الأول الى العاشر، ممن يعانون من مشكلات بصرية الى المركز الصحي الذي يتبع مدرسته وعلى النموذج المعتمد اعتبارا من تاريخ إحالة عطاء النظارات الطبية المجانية لطلبة المدارس بحسب الآلية المتبعة.