ماهر الحوراني من بلغاريا يلبي نداء طالبة يتيمة ويقول ” أعطوها منحة دراسية”
حصاد نيوز _ قبل أيام ناشدت طالبة يتيمة معدمة عبر “أخبار البلد” الدكتور ماهر الحوراني رئيس هيئة المديرين لجامعة عمّان الأهلية لمساعدتها في إتمام دراستها الجامعية في جامعة عمان الاهلية للحصول على شهادة تكون سلاحاً بيدها بما يمكّنها من مساعدة أهلها والتخفيف عليهم من مصاريف ورسوم الجامعات فهي تؤمن بأن أسرتها أولاً ومن ثم شهادتها وفقاً لأولوياتها وحاجاتها وبعد ساعات قليلة كان الرد يأتي من بلغاريا حيث كان الدكتور الحوراني في زيارة عمل هناك وعندما قرأ قصتها لبى النداء بسرعة الضوء قائلاً “أعطوها منحة” معلناً بأنه لن يسمح للظروف ان تقف عائقاً معيقاً أمام هذه الطالبة التي يكفي أن اليتم وقساوة الحياة والظروف المعيشية قد وقفت سداً أمامها وقال بأنه أوعز للجامعة بأن توفر لهذه الطالبة التي فقدت الأمل في استكمال مشوارها ومسيرتها منحة كاملة حتى تخرجها دون ان تدفع فلساً احمراً مسطراً بذلك أروع آيات القيم النبيلة في العطاء والخير والاحسان والبركة
الطالبة وأمها وحال سماعهما هذا الخبر بكتا وسجدتا لله شكرأ وغير مصدقتين لما سمعتا حيث كانت تريد منحة أو خصماً لا يتجاوز الـ50 بالمئة ولكن “الكريم ما هو بخيل” فالله الذي سمع شكواها سخر لها من يلبي النداء فكان هذا الرجل الشهم الكريم المعطاء ابن الحوراني ماهر صاحب الأيادي البيضاء والقلب الكبير الذي لا يعرف أحداً مقدار ما يملكه من خير وانسانية وكرم وشهامه وحب ، فالعطاء مهنته وسلوكه ونهجه وخطه فهذه ليست الحالة الأولى ولن تكون الأخيرة ومن يعرف عن قرب ما كان يقدم هذا الشاب سيعرف أنه أمام حاتم طائي القرن الـ 21 الذي يقدم مافي جيبه بحيث لا تعرف اليد اليمنى عما تنفقه اليد اليسرى فهو لا يقدم للمحتاجين او الملهوفين او المساكين حتى يقال عنه انه قدم ولا يرغب في ذلك وحتى عندما نشرنا هذا الخبر عن هذه الطالبة رغبنا في ان نكتب فكان الرد من قبل المستشار الاعلامي أحمد عنبوسي بأن الدكتور ماهر الحوراني لا يريد مطلقاً أن نكتب ولا يرغب، بل ينزعج فيما لو كتبنا …وهنا أصابتنا الحيرة والإرتباك ، فهناك من لا يقدم الا النزر اليسير ومع ذلك تجده يتصدر المشهد في بهرجة إعلامية وبرستيج سقفه “الشو” وفرض العضلات… واما الحوراني فهو حالة فريدة وغريبة نكتب عنها لاننا نرغب ان تكون هذه الحالة قدوة ونموذج للآخرين الذين يمنحون دون ان ينتظروا مقابل ، إن فعل الخير هي أفضل عبادة يمكن ان نقدمها الى الله فمن خلالها تتطهر الروح وتتماسك النوايا وتطيب النفس وما أروعه من فعل وما أطيبه من خير لانه يجسد قاعدة لا يعرفها إلا الاتقياء الانقياء الذين يرفعون شعار كل ما تنفقه تخسره ولكن كلما تعطيه تربحه هكذا هو العطاء الذي يمثل العطر الذي يخرج من شجرة الكرم من قلب إنساني عظيم
قديما كانوا يقولون القمح والعمل الصالحان لا يمكثان الا في ارض طيبة وما اجمل تلك الارض حينما ينبت بها قمح الغني في أرض الفقراء وما أجمله من أمل يجب ان يسيج بطهر الكلمات واريج العبارات ونبل الحكايات … نعم دائما يلتصق اريج الزهرة باليد التي تقدمها وها هو الاريج يزهر عطاءً وخيراً لطالبة علم تسعى ان تمتلك سلاحاً للمستقبل وللزمن فالحوراني طبق المقولة الصينية لا تضع في فمه كل يوم سمكه بل علّمه كيف يصطاد السمك وها هو يمنح مهارة الصيد والصنارة لطالبة العلم التي ستساعدها في المستقبل على أن تصيد السمك بنفسها فمثلما يعود النهر الى البحر هكذا يعود العطاء خيراً ومنفعه لصاحبه وللمستفيد منه
واخيرا نقول أن كلمات الشكر والدعوات التي خرجت ولا تزال مع كل صلاة لهذا الرجل الاردني النشمي المعطاء تدل على ان الاردن بخير ورجالاته ايضاً تشعل مع بعضها كالجسد الواحد فجميل منا ان نعرف معنى العطاء والاجمل ان يبقى هذا العطاء نهرا مع هؤلاء الأشاوس المحترمين الذين يقدمون دون ان يلتفتوا الى مقال …ونقول لفاعل الخير أينما كان وحيثما وجد ” اصنع جميلاً وارمه في البحر فإذا تجاهله السمك فان الله يحفظه” فحفظ الله الدكتور ماهر الحوراني وابقاه نبع عطاء وسنداً لكل ملهوف ومستغيث وشكراً لمن لبى النداء واسمع فعله الرجاء بدعوات السماء ملبياً صرخة طالبة بعبارة “لبّيك… أعطوها منحة دراسية