إسرائيل تنفذ حملة انتقام في السجون و”الجهاد الإسلامي” تحذرها من اغتيال الأسرى الستة
حصاد نيوز – بينما تتواصل عملية البحث الإسرائيلية المكثفة عن الأسرى الستة الذين فروا من سجن جلبوع، والتي دخلت يومها الثاني، حذرت حركة الجهاد الإسلامي التي ينتمي لها خمسة من الأسرى الستة، الاحتلال من الإقدام على اغتيالهم.
وقال القيادي في الحركة خالد البطش: “إن اغتيال الأسرى الستة الفارين من سجن جلبوع في شمال إسرائيل، سيدفع الاحتلال ثمنه غاليا”.
وأضاف: “يجب أن تكون الرسالة واضحة دون التباس ونحذر العدو من الفتك بهم أو اغتيالهم”، وطالب الفلسطينيين بتقديم المساعدة لهم.
ومنذ الكشف عن عملية الهروب المدبرة، شرعت قوات إسرائيلية كبيرة بعملية البحث، باستخدام أعتى الوسائل التقنية، ووحدات عسكرية كبيرة، حيث نشرت قوات الاحتلال أكثر من 260 حاجزا عسكريا.
كما أكدت حركة الجهاد الإسلامي، في بيان أصدرته، أن المساس بالأسرى “خط أحمر وعلى الاحتلال أن يدرك أننا مستعدون وقادرون على حمايتهم بكل السبل والوسائل”. وتابعت منذرة: “خياراتنا مفتوحة ومتعددة (..) وعلى الاحتلال أن يمعن النظر جيداً فيما نقول”. وأضافت: “لن نترك أسرانا وحدهم ولن نخذلهم، ومستعدون لفعل كل شيء من أجل حمايتهم ومساندتهم في مواجهة الإرهاب الذي يتعرضون له”.
كما عبّر المجلس الثوري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح”، الثلاثاء، عن “فخره واعتزازه” بنجاح الأسرى الستة بالفرار.
وقال في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، إن الأسرى “انتزعوا حريتهم التي تعتبر حقا تكفله كل الشرائع والقيم الإنسانية”، واصفا ما جرى بـ”الإنجاز الوطني الكبير”.
كذلك حذرت فصائل المقاومة سلطات الاحتلال من إجراءاتها الانتقامية ضد الأسرى، في حين تتجه الأوضاع داخل سجون الاحتلال إلى مزيد من التوتر، وقد تفضي الممارسات القمعية التي تنفذها في هذه الأوقات سلطات السجون ضد الأسرى إلى “الانفجار”.
وللتغطية على الفشل العسكري والأمني الذريع بعد فرار الأسرى من أكثر سجون الاحتلال حماية، شددت إدارة السجون الصهيونية من إجراءاتها في مختلف السجون. وقالت هيئة شؤون الأسرى إنها كثفت طواقمها، بعد أن أفرغت سجن جلبوع بالكامل من الأسرى وتم نقلهم إلى جهات غير معلومة. وأضافت أن أسرى قسم 2 في سجن جلبوع وهم المحكومون بالسجن المؤبد وزعوا على سجون “ريمون ونفحة والنقب”، وأن حركة تنقلات كبيرة حدثت في صفوف أسرى حركة الجهاد الإسلامي في السجون، حيث حول عدد كبير منهم الى الزنازين، كما تم تحويل قيادة الحركة وعدد من عناصرها الى تحقيق الجلمة، على رأسهم القياديان زيد بسيسو وأنس جرادات.
وأوضحت أنه جرى إغلاق كامل للسجون والمعتقلات من قبل الإدارة التي امتنعت عن توزيع وجبات الطعام على الأسرى في العديد من السجون والمعتقلات.
وقال الناطق باسم هيئة شؤون الأسرى، حسن عبد ربه، إن سلطات الاحتلال نقلت كافة الأسرى من سجن جلبوع إلى عدد من السجون الأخرى، ووضعت غالبيتهم في زنازين انفرادية.
وبيّن عبد ربه أن الإجراءات العقابية شملت كافة السجون وليس فقط سجن جلبوع، وتركزت على أسرى حركة الجهاد الإسلامي.
وحذر الناطق باسم هيئة شؤون الأسرى من “انفجار” الأوضاع في السجون، جراء الممارسات القمعية التي تمارسها إسرائيل، وقال إن القيادة الفلسطينية على تواصل مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لوضعها في صورة الأوضاع.
وفي الأثناء، قال مكتب إعلام الأسرى، إحدى المؤسسات التي تتابع ملف الأسرى، إن توترا شديدا يسود كافة السجون نتيجة الإجراءات العقابية التي يفرضها الاحتلال على الأسرى، لافتا إلى أن السجون ” مقبلة على موجة تصعيد خطيرة في ظل الإجراءات العقابية التي تفرضها إدارة السجون على الأسرى”.
أما في غزة، فقصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية منتصف ليل الإثنين، موقعين للمقاومة غربي مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، وهما “موقع القادسية” و “موقع القدس” حيث دوّت في المكان أصوات انفجارات ضخمة هزت أرجاء المدينة، وأحدثت الغارات دمارا في المواقع المستهدفة.
وتخلل العملية قيام المقاومة الفلسطينية بإطلاق النار من مضادات أرضية، صوب الطائرات المغيرة على غزة، وأكد سكان مستوطنة “سديروت” القريبة من حدود غزة، سماعهم دوي إطلاق نار الرشاشات باتجاه المدينة بعيد هذه الهجمات الجوية، دون أن يبلغ عن وقوع إصابات.
وعلق ناطق باسم جيش الاحتلال، على الغارات الجوية، بالقول إن طائرات حربية استهدفت مواقع تابعة لحركة حماس في قطاع غزة ردا على إطلاق “البالونات الحارقة”، وقال إنها استهدفت موقعا لإنتاج قذائف صاروخية ومجمعا عسكريا في خانيونس وفي داخله مصنع باطون يستخدم لبناء أنفاق.
واعتبر الناطق باسم حركة حماس، حازم قاسم أن “القصف الإسرائيلي على قطاع غزة محاولة من الاحتلال للتغطية على عجزه وفشله في مواجهة نضال شعبنا، خاصة بعد العملية البطولية التي انتزع فيها ستة من مناضلي شعبنا حريتهم من سجن جلبوع”، مشدداً على أن “الصراع بين شعبنا ومقاومته مع المحتل سيتواصل إلى أن ينتزع شعبنا كامل حريته من المستعمر الصهيوني على كل أرض فلسطين”.
وكانت المجموعات الشبابية الناشطة في “فعاليات المقاومة الشعبية الخشنة” لوحت مطلع الأسبوع الجاري، بعودة استئناف نشاطات مجموعات “البالونات الحارقة”، بعد ان نظمت الأسبوع الماضي فعاليات لمجموعات “الإرباك الليلي”، ومن قبل كانت قد نشطت فعاليات المسيرات الشعبية على الحدود، في إطار خطة الضغط على الاحتلال لإنهاء حصار غزة.
“القدس العربي”: