غسان عبد الخالق يستعيد المعجم الثالث لياقوت الحموي عبر ” معجم القلوب

34

 

حصادنيوز-عن دار فضاءات للنشر والتوزيع بعمّان ، صدرت الرحلة الروائية الثانية للأكاديمي والكاتب الأردني ( غسان عبد الخالق ) بعنوان ( معجم القلوب ؛ الكوكب المنسي في رحلة ياقوت الحموي ) في 170 صفحة من القطع المتوسط .
الرحلة الروائية كتبت وفقا لأدب السيرة الذاتية من منظور ( ياقوت الحموي ) الذي وجّهها إلى صديقه المؤرخ ( عز الدين ابن الأثير ) ، وقد حاول الكاتب من خلالها مقاربة مأساة اختطاف ياقوت وهو في الخامسة من عمره وبيعه في سوق النخاسة ببغداد ، وما أعقب ذلك من مفارقات تمثّلت بإقدام التاجر البغدادي ( عسكر الحموي ) على ابتياعه وتبنيه وتعليمه ثم إرساله للمتاجرة ؛ ما جعل منه رحّالة ومثقّفا جوّالا ، ثم إعتاقه ؛ ما دفع به لاحتراف الوراقة والتطواف في أرجاء الجزيرة العربية ومصر وبلاد الشام والعراق وإيران وخراسان ، ثم اضطراره للفرار من ( مرو ) بعد أن طرقت سمعيه أنباء قرب اجتياح المغول لخوارزم ومعاناته الشديدة طوال الطريق إلى الموصل ثم حلب التي أقام فيها حتى توفي .
وانطلاق من اعتراف عابر لياقوت الحموي أثناء إقامته في ( نيسابور ) ، ينشىء الكاتب على لسان السارد ، قصة حب جارفة جمعته بالجارية ( زمرّد ) ، مازجا بعد ذلك ، بين همه كمعتوق عاشق وهمه كرحّالة مثقف وهمه كشاهد عيان على تدهور أحوال الدولة الأيوبية ، وما تخلل هذا التدهور من مفاصل تاريخية حاسمة ودلالات حضارية فارقة ، فضلا عن استحضار العديد من مشاهد الحياة العامة الشامية والمصرية .
وفيما عمل الكاتب على مركزة رحلته الروائية المسرودة وفق تقنية السيرة الذاتية ، حول علاقة ياقوت الحموي بزمرّد في نيسابور وبالوزير القفطي في حلب ، فإنه لم يدخر وسعا للإفادة من التباس العلاقة بين الأخير والسارد ، محاولا العثور على إجابة مقنعة طالما أجهد الباحثون انفسهم للوصول إليها ، دون أن يغفل عن إبراز وجوه العلاقة المعقّدة ، بالتالي ، بين المثقف والسّلطة في كل زمان ومكان .
كما عمل الكاتب على استحضار لغة ياقوت الحموي ولغة عصره ، دون إغراق أو تصنّع ، حرصا منه على سلاسة تلقي القارىء . وراوح بين السرد المتدفق على لسان السارد وتوظيف الوثيقة التاريخية والأدبية المستمدة من ( معجم البلدان ) و ( معجم الأدباء ) ، لإضفاء مزيد من الواقعية على ( معجم القلوب ) .
ويذكر أن الكاتب الدكتور غسان عبد الخالق الذي يعمل الآن استاذا للنقد في جامعة فيلادلفيا ، وسبق له أن شغل العديد من المناصب المرموقة فيها ، فضلا عن ترؤس جمعية النقاد الأردنيين لدورتين متتاليتين ، قد صدر له حتى الآن عشرون كتابا في حقول الفكر والنقد والسرد

قد يعجبك ايضا