فمن بيروت مرورا بمدن عدة وصولا إلى طرابلس وصيدا، يصر المحتجون على التغيير السياسي الشامل وإسقاط كل وجوه النظام الحالي، كما يردوا على آخر خطابات الساسة كونها لم يقتنعوا بكلامهم ولا وعودهم الإصلاحية.

كما يتشبث المحتجون بمساعيهم المتمثلة أساسا في مكافحة الفساد وتشكيل حكومة تكنقراط مكونة من خبراء وإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.

ورغم تعدد القراءات بشأن مستقبل الحراك، فإن استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، أعطت زخما متزايدا للاحتجاج، الذي تنوعت أشكاله بين قطع الطرقات  والاعتصام أمام المقرات الحكومية

ويرى كثيرون أن قرار إغلاق مصرف لبنان والمصارف الأخرى من دون أي مبرّر، ما هو إلا مؤشر سلبي للسياسة المالية اللبنانية المتهمة أيضا بالفساد والمحسوبية

وتشير شريحة واسعة من الحراك بأصابع الاتهام، إلى بعض النخب الاقتصادية المتورطة في زيادة متاعب المصارف من خلال عرقلة ضخ السيولة النقدية، حيث يأتي هذا في وقت شهدت فيه الحسابات موجة جفاف عمت سيولة المصارف النقدية بالدولار.

سياسيا، توقفت الاتصالات بين الفرقاء السياسيين، بعد أسبوع حافل باللقاءات، للإسراع في الاتفاق على صيغة حكومية تساهم في تنفيس غضب الشارع، وتحافظ في الوقت عينه على التوازنات السياسية، أما الخلاف الحاصل فلا يزال يدور حول تركيبة الحكومة المقبلة، تكنوقراط أم تكنوسياسية.

ومنذ 17 أكتوبر الماضي، يعيش لبنان على وتيرة حركة احتجاجية واسعة غير مسبوقة وخصوصا أنها شملت كل المناطق بمعزل عن الأحزاب والطوائف المتنوعة في البلاد، وهي تستهدف بشكل أساسي الطبقة السياسية التي يعتبرها المتظاهرون فاسدة وأوصلت البلاد الى أزمة اقتصادية خانقة.

ودفعت هذه التظاهرات رئيس الحكومة سعد الحريري إلى الاستقالة في التاسع والعشرين من الشهر الماضي، ولم تكلف بعد أي شخصية تشكيل الحكومة الجديدة.

وإضافة إلى بيروت، شهد “أحد الإصرار” تظاهرات في مناطق لبنانية عديدة وخصوصا طرابلس في شمال البلاد و صيدا وصور في الجنوب، وركز المتظاهرون على ضرورة الاسراع في تشكيل حكومة تكنوقراط بأسرع وقت بعيدا من الأحزاب.

وهتفت متظاهرة من وراء المذياع “لن نخرج من الشارع قبل تحقيق مطالبنا”.

وفي ساحة النور في طرابلس التي بات يطلق عليها اسم “عروس الثورة” تجمع آلاف المتظاهرين لليوم الخامس والعشرين على التوالي.

وعن التأخير في تشكيل الحكومة قال النائب ألان عون من التيار الوطني الحر وهو الحزب الذي كان يترأسه ميشال عون قبل أن يصبح رئيسا للبلاد “الحكومة عالقة بين هواجس حزب الله الذي يعتبر أن ما يجري حاليا يهدف إلى إخراجه من السلطة، وشروط الرئيس الحريري الذي يرفض أن يترأس أي حكومة غير حكومة تكنوقراط”.