الحكومة : لماذا يستمر الإضراب !
حصادنيوز- أكّدت الحكومة أن المقترح الذي أعلن عنه وزير التربية والتعليم وليد المعاني مساء الخميس عقب الجولة الخامسة من الحوار بين الوفد الوزاري ونقابة المعلمين كانت “واضحة الرؤية” و”مؤطرة بزمن”.
وقال مدير إدارة النشاطات التربوية في وزارة التربية والتعليم زيد أبو زيد إن نقابة المعلمين تحدثت أنها لا تريد شروط مسبقة على الحوار ولا تريد صيغاً جاهزة، فقررت الحكومة يوم أمس (الخميس) أن تقدم صيغة جديدة ليتم على أساسها التوافق مع نقابة المعلمين”.
وبيّن في حديث لبرنامج ستون دقيقة مساء الجمعة “أن الصيغة الجديدة تتضمن وضع إطار عام لنموذج جديد يؤسّس لعلاقة جديدة بين الوزارة والمعلم، هذا النموذج الجديد تقوم النقابة من خلاله مقام الشريك الرئيس في الصياغة وتحديد التفاصيل”.
وتابع أبو زيد “وبذلك لم يعد هنالك حديث عن صيغ جاهزة قدمتها وزارة التربية والتعليم ووقع الخلاف عليها، فالآن نقترح صيغاً جديدة تحسن وضع المعلم الأردني ويلمس آثارها في شهر كانون الثاني المقبل أي مطلع العام الجديد (خلال شهرين) وفي موازنة العام 2020م، بحيث يكون هنالك أثر مالي مباشر للمعلم، وهذا العنوان الرئيس بالمقترح الجديد وهذا الإطار المحدد الزمني بشهرين قد أنهى الاشتراطات المسبقة حول الحوار.
ولفت أبو زيد إلى أنه وبعد زيارة رئيس الوزراء عمر الرزاز الأربعاء الماضي مقر الحوار، وحديثه بشكل واضح ومباشر عن استعداد الحكومة لتقديم الحلول، وما استكمله رئيس الفريق المُحاوِر وزير التربية والتعليم من تقديم رؤية واضحة مؤطرة بزمن ومحددة بنتاج مباشر ينعكس على الطالب والعملية التعليمية وبأثر مباشر على معيشة المعلم.
النقابة وعدت أن ترد خلال 48 ساعة ونقلت بعض الآراء عن تحفظ نسبي لكن هذا النموذج هم من سيكونوا في صنعة ورسم معالمه ويتحملوا مسؤولية كبرى في تحسين وضع المعلم.
وقال في حال رفضت النقابة المقترح قال أبو زيد “لدي أمل كبير بأن المعلم الأردني الذي اختار هذا الجسم النقابي ليمثله، هو مؤمن إيماناً مطلقاً بأن حاضنته والعقد الذي انعقد بين الوزارة والمعلم هو أيضاً نظام الخدمة المدني وفيه محددات لدوام المعلم وانضباط عمله ونتاجه التعليمي، وحينما طرحنا صيغاً أخرى لخصوصية مهنة التعليم وجدنا أن الصيغة الجديدة تلبيها فلا داعي لتحفظ المعلمين عليها”.
وعبّر عن اعتقاده بأن المعلمين سيقدموا خلال اليومين المقبلين إجابة ترضي الجميع وتحقق ما يصبو إليه، وهم تحدثوا بشكل واضح أن الهدف الرئيس من الإضراب هو تحسين أوضاع المعلمين، والحكومة ووزارة التربية والتعليم أكدت على هذا الحق وهي الآن تقدم صيغة جديدة تلبيها فلماذا يستمر الإضراب؟”.
ودلل على أهمية الحوار والخروج بنتائج، ضارباً مثلاً التوافق الذي حصل بين وزارة الصحة ونقابات مهنية، وقال “المعلم الذي من علم الطبيب والصيدلي لديه من الحكمة أيضاً أن يصل إلى اتفاقات أسرع من النقابات الأخرى”.
وتابع : المعلم كان يريد أن تعترف الحكومة بتحسين وضعه المعيشي، والحكومة اليوم تعترف بشكل واضح أن المعلم من حقه أن يفكر وأن يطالب، ونحن نرى أن هذا الأمر سيتحقق بالاتفاق الجديد.
وشدد على أن الحكومة لا تتعامل مع المعلم الأردني كأنها طرف وهي طرف آخر، وقال “الحكومة لم تغلق ولم تتوقف مطلقاً في المرحلة السابقة عن الحوار مع ممثلي المعلمين (نقابة المعلمين) ولن تغلقه”، وبين أن رئيس الوزراء كان قد التقى بنقيب المعلمين الراحل أحمد الحجايا، وجرى بحث في هموم المعلم الأردني وكيف نخرج بالمعلم ونظام التعليم الأردني إلى وضع أفضل.
وأشار إلى أنه كان هنالك حديث من قبل الزملاء على أنه لا يوجد مع حوار مع الحكومة، لكن الحكومة أكدت على أهميته، وفتحت الأبواب بدءاً من منزل الوزير مروراً بمنزل رئيس لجنة التربية النيابية وفي مقر الوزارة.
وفيما يتعلق بالأثر الناتج عن الإضراب على الطلبة، قال “إن أي وزارة واعية وناضجة ولديها خطة استراتيجية وأجندات زمنية لتنفيذها، مستاءة جداً أن تتعثر هذه الخطط مع مطلع العام الجديد، خاصة أن جميع الطلبة لا يتحصلون على حقوق متساوية في هذا الوطن من ناحية بداية العام وحقهم في التعليم وتمليكهم منظومة قيمية من خلال النشاطات”.
وبين أن هنالك نصف مليون طالب منتظمون في المدارس الخاصة ومدارس الثقافة العسكرية ومدارس الأنوروا ومدارس السوريين، بينما الطالب الأردني في المدارس الحكومية محروم من هذا الحق، وهنا أصبح الأردنيون غير متساويين في الحقوق”.
وأشار إلى أن الوزارة كانت تعد العدة لمطلع عام جديد مثالي، وقال إن الوزارة تعد الخطة البديلة لتعويض الطلبة عن الدروس والنشاطات، ليتجاوزا الثغرة الزمنية التي نجمت عن الإضراب.
وقال “إن وزارة التربية والتعليم ناضجة وهي ستقوم بالاتفاق مع نقابة المعلمين حول آلية تعويض الطلبة عن الأيام الدراسية، ولا نريد أن نسقط على المعلمين حلولاً جاهزة لتعويض الطلبة عما فاتهم من دروس ونشاطات”.
وأضاف أبو زيد “لدى الوزارة خطة لمعالجة اي ثغرة”، مبيناً أن الوزارة تضع مصلحة الطلبة كجزء من الحوار مع نقابة المعلمين، وقال “هنالك مسابقات على وشك أن تبدأ، ونعتمد على وعي المعلم بإنهاء سريع للإضراب وعودة الطلبة إلى مدارسهم”.
وبين أن من يطالب بالحرية والديمقراطية عليه أن يمارسها ويقبل التنوع والاختلاف ولا يمارس الخطاب من جهة واحدة ويعتبر الآخر على خطأ، وانتقد استخدام “عبارات غير مسؤولة”، حينما جرى الحديث عن انتقال الأزمة إلى خارج الوطن.
وفيما يتعلق بالتدريس المسائي، عبر أبو زيد عن استغرابه من أن مدارس مسائية فيها طلبة غير أردنيين يمارس فيها المعلمون التدريس، بينما هم يمتنعون عن التدريس في الفترة الصباحية ويضربون عن العمل.