أرقام القبول الموحد تكشف خطيئة “توجيهي الدورة الواحدة”

45

حصاد نيوز – يؤكد أكاديميون أن قبول أعداد تفوق الطاقة الاستيعابية ضمن قائمة القبول الموحد “سيؤثر سلبا على جودة التعليم العالي ويشكل ضغطا كبيرا على البنيتين الفوقية والتحتية في الجامعات الرسمية”.

واعتبر هؤلاء في أحاديث لهم ان هذه الأعداد سـ”تشكل تحديا اضافيا مستقبلا فيما يتعلق بمدى توفر فرص عمل للخريجين، لا سيما أن معظمهم قبلوا في تخصصات أكاديمية”.
وبلغ عدد المرشحين للقبول في الجامعات الرسمية ضمن قائمة القبول الموحد التي اعلنت نتائجها اول من امس 51748 طالبا وطالبة من بين 54580 طالبا تقدموا بطلبات لوحدة تنسيق القبول الموحد.
وأجمع وزيران سابقان للتعليم العالي، طلبا عدم نشر اسميهما، أن “قبول اعداد كبيرة تفوق الطاقة الاستيعابية للجامعات يتعارض مع ما ورد في الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية التي تدعو الى تخفيض اعداد المقبولين في التخصصات الاكاديمية المشبعة والراكدة في معظمها، وسيكون ذلك على حساب التعليم التقني الذي تحتاجه البلاد”.
ويرى هذان الخبيران ان معالجة التضخم في العلامات في امتحان “التوجيهي” من خلال قبول اعداد تفوق الطاقة الاستيعابية للجامعات رحل المشكلة الى الجامعات، وسيؤثر هذا من ناحية أخرى على ايرادات الجامعات من البرنامج الموازي، فضلا عن زيادة في اعداد الخريجين في ظل نسب بطالة مرتفعة وركود اقتصادي ما يفاقم أزمة الفقر والبطالة.
الأمين العام السابق لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور هاني الضمور يشير الى أن نظام الدورة الواحدة في امتحان الثانوية العامة (التوجيهي) “لا ينسجم ولا يتواءم مع نظام الدراسة الفصلي في الجامعات”، معتبرا ان من الافضل ان يكون نظام الامتحان بدورتين صيفية وشتوية كي تستقبل الجامعات اعداد الخريجين لكل فصل.
وأكد الضمور ان “لا مسوغ او مبررا اكاديميا او تربويا للجوء لنظام الدورة الواحدة، لا سيما وان الوزارة تتبع نظام الدورتين منذ سنوات طويلة ولم تظهر أي مشكلة في تطبيقه”، مقترحا أن الأفضل لو تم تخفيف عدد المواد التي يمتحن بها الطالب او إزالة الحشو في الكتب المدرسية او تعديل المنهاج او اللجوء الى المسارات بدلا من الدورة الواحدة.
وقال، ان محاولات إنجاح نظام الدورة الواحدة من خلال تسهيل اسئلة الامتحان وبالتالي حصول الطلبة على معدلات مرتفعة، أدى نسب نجاح عالية واضطر وزارة التعليم العالي الى قبول اعداد كبيرة لاستيعاب العدد الكبير من الحاصلين على معدلات مرتفعة، هي “في معظمها معدلات لا تعبر عن المستوى الحقيقي للناجحين”.
ورأى الضمور ان هذه الاعداد الكبيرة ستؤثر على جودة التعليم العالي من حيث زيادة اعداد الطلبة في المحاضرة الواحدة، والتأثير على إمكانيات الاستاذ الجامعي وتوزيع الاهتمام والتركيز على الطلبة، كما يؤثر على تدريب الطلبة ويشكل ضغطا على البنية التحتية القديمة أصلا في بعض الجامعات، لافتا الى أن كثر الكليات المتضررة من هذا الضغط كلية الطب في جامعتي الاردنية والعلوم والتكنولوجيا خاصة مع إلغاء السنة التحضيرية في هذا التخصص.
وشكل الحد الادنى لمعدل القبول في تخصص الطب 97 % مفاجأة لخبراء القبول والتسجيل، معتبرين ان انخفاض المعدل في جامعتي مؤتة والبلقاء التطبيقية رغم الاعداد الكبيرة للحاصلين على معدلات تزيد على 98 % جاء نتيجة قبول اعداد كبيرة في هذا التخصص تفوق بكثير الطاقة الاستيعابية للجامعات الست التي تضم هذا التخصص.
ولم تعلن وزارة التعليم العالي اعداد الطلبة المرشحين للقبول في تخصص الطب الذي كان ادنى معدل للقبول فيه في الجامعة الاردنية 99 %.
وأظهرت نتائج القبول الموحد ارتفاع عدد الطلبة المصنفة طلباتهم “سوء اختيار” وتزيد معدلاتهم على 90 %، الى 2331 طالبا للعام الحالي مقابل 960 طالبا العام الماضي.
ووصل عدد الطلبة الذين حصلوا على معدلات 95 فأكثر ولم يقبلوا في الجامعات الى 289 طالبا، مقابل 12 طالبا العام الماضي.
وحلت جامعة البلقاء التطبيقية في المرتبة الاولى من حيث عدد الطلبة المرشحين للقبول فيها بـ 9844 طالبا وطالبة، تلتها جامعة اليرموك 9083، الاردنية 8236، الهاشمية 5564، مؤتة 4566، العلوم والتكنولوجيا 4247، آل البيت 3499، الحسين بن طلال 3112، الطفيلة التقنية 1804، واحتلت جامعة العلوم الاسلامية المرتبة الأخيرة بـ 1793 طالبا وطالبة.
قد يعجبك ايضا