بالتفاصيل.. الجيش الإسرائيلي: المنطقة تشهد حربين واحدة سنية – شيعية والثانية في مصر

44

48544_1_1386022990

تشير تقييمات الجيش الإسرائيلي إلى أنه تدور في الشرق الأوسط حربان قاسيتان ليستا مرتبطتين بإسرائيل، الأولى هي “حرب سنية – شيعية”، والثانية هي الصراع في مصر.

وقال ضابط اسرائيلي كبير برتبة لواء ليونايتد برس انترناشونال أن حزب الله، بسبب مشاركته في الحرب في سورية، فإنه يجر “الحرب السنية – الشيعية” إلى داخل لبنان، وأشار في هذا السياق إلى وجود “مستشارين إيرانيين” في لبنان وهو ما أدى إلى “التفجير الكبير” الذي وقع قرب السفارة الإيرانية في بيروت قبل اسبوعين.

وأضاف، في سياق ما يصفه ب”الحرب السنية – الشيعية”، فإن السعودية “تقود العالم السني” بعد أن ضعفت مصر،وباتت ضالعة في الحرب السورية من خلال تمويل جهات معارضة للنظام السوري، بضمنها تنظيمات الجهاد العالمي، وأنها تمول أيه جهة “تحارب الشيعة”.

من جهة أخرى تشير تقديرات الجيش الإسرائيلي إلى أنه في حال نشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله في المستقبل فإن الحزب قادر على إطلاق 2000 صاروخ يوميا باتجاه الأراضي الإسرائيلية، فيما تقضي الخطط العسكرية في هذه الحالة بتدمير قرى بأكملها في جنوب لبنان.

وفيما يعتبر الجيش الإسرائيلي أن حزب الله مرتدع منذ حرب لبنان الثانية، في صيف العام 2006، إلا أن التهديد بتدمير قرى لبنانية يأتي في إطار صيانة هذا “الردع″.

ويأتي هذا التهديد، وفقا للجيش الإسرائيلي ورؤية قادة قواته في الجبهة الشمالية، باعتبار أن حزب الله يشكل “دولة داخل دولة” في لبنان، وأنه يسيطر عمليا على مناطق في البقاع ومنطقة الضاحية الجنوبية في بيروت وجنوب لبنان، وأن الجيش اللبناني لا يمارس نشاطا فيها.

وفيما يتعلق بجنوب لبنان، أي المنطقة القريبة من إسرائيل، فإن الجيش الإسرائيلي يتحدث عن “أسلوب عمل إشكالي وخطير للغاية” يقوم به حزب الله ويتمثل بأنه في معظم المباني في قرى الجنوب، المؤلفة في غالب الأحيان من ثلاث طبقات، يسكن ناشط في الحزب مع عائلته ويخزّن في إحدى الطبقات صواريخ موجهة نحو إسرائيل، أو ذخيرة أو مواقع مراقبة، ويقول الجيش الإسرائيلي إنه “يعلم علم اليقين” أن هذا هو أسلوب عمل حزب الله.

ويعترف الجيش الإسرائيلي بأنه لم يكن ناجحا خلال حرب لبنان الثانية، لكن في الحرب المقبلة، في حال نشوبها، فإن أسلوب عمل حزب الله في قرى الجنوب سيجر الجيش الإسرائيلي إلى داخل قرى جنوب لبنان وتدمير قرى بأكملها لمنع إطلاق الصواريخ منها ومنع استخدام الذخيرة المخزنة فيها.

وفي إطار استخلاص الجيش الإسرائيلي لدروس إخفاقاته خلال حرب لبنان الثانية، فإنه أجرى تدريبات كثيرة للغاية منذئذ، وحتى أنه تدرب في الفترة الأخيرة على “احتلال” مدينة صفد في إطار رؤيته لحرب مقبلة محتملة.

ويقول الجيش الإسرائيلي، وفقا لأحدث التقديرات، إنه يوجد بحوزة حزب الله ما بين 60 إلى 70 ألف قذيفة صاروخية وصاروخ بآماد متنوعة، كما أن لدى الحزب طائرات بدون طيار وهو يسعى إلى التسلح بأكثر الأسلحة تطورا من الناحية التكنولوجية والتي يحصل عليها من إيران، وأن هذا الأمر، أي التسلح، “موجود في دي. أن. إيه. حزب الله”.

رغم ذلك يعلن الجيش الإسرائيلي أن إسرائيل لا تريد حربا مع حزب الله.هل هذا يعني أن إسرائيل تتخوف من إطلاق كميات كبيرة من الصواريخ باتجاه أراضيها وأن حزب الله يردع إسرائيل أيضا؟ يعتبر الجيش الإسرائيلي أن كلمة “ردع″ ليست الكلمة الصحيحة التي يمكن استخدامها، لأن قواته تدربت بشكل غير مسبوق في السنوات الماضية وإذا نشبت حرب فإن الأضرار التي ستلحق بلبنان ستكون “هائلة”.

ويدعي الجيش الإسرائيلي أن حزب الله يلحق ضررا بلبنان بسبب تدخله في الحرب الدائرة في سورية، ويعتبر أن إيران وحزب الله أنقذا نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، وأن قائد فيلق القدس في حرس الثورة الإيرانية، قاسم سليماني، موجود في سورية ويوجه تعليمات لحزب الله.

ويعتبر أن حزب الله هو “عامل سلبي” في لبنان، وأن هناك أكثر من “عامل إيجابي” في لبنان وبينها الجيش والاقتصاد اللبناني، وهما عاملان يدفعان نحو الاعتدال السياسي خاصة وأن العامل الاقتصادي مبني بقدر كبير على السياحة.

وينفي الجيش الإسرائيلي أنباء ترددت مؤخرا وتحدثت عن أن قواته تشارك في الحرب في سورية بأي شكل من الأشكال، وأن المساعدة الوحيدة التي تقدمها إسرائيل هي مساعدة إنسانية من خلال إقامة مستشفى ميداني ونقل مصابين سوريين إلى مستشفيات داخل إسرائيل للعلاج.

وتشير تقييمات الجيش الإسرائيلي الى أن هناك تغييرات عميقة جدا جارية في الشرق الأوسط، وهذه التحولات ما زالت مستمرة، وأن اتفاق سايكس – بيكو، الذي قسم المنطقة في بداية القرن الماضي، يتغير الآن ولا أحد يمكنه تنبؤ المستقبل، وأن “الأمر المؤكد هو أن سورية لن تكون كما كانت في الماضي”.

قد يعجبك ايضا